قصص الأنبياء موسى عليه السلام مع فرعون
مهما ذكرنا من أوجه الإفادة العائدة علينا من قراءة قصص الأنبياء التي ذكرت في القرآن الكريم فإننا لن نحصيها على الإطلاق، ولن نتمكن أيضا من ذكرها كاملة وإن حاولنا مئات المرات، ولكن يكفينا من القول قول خالقنا سبحانه وتعالى بكتابه العزيز (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِۦ لَمِنَ ٱلْغَٰفِلِينَ).
إن لقصص الأنبياء والأمم السابقة في القرآن الكريم الكثير والكثير من الفوائد والعبر، كما أن لها دوراً فعالا وعظيما في بناء الفرد وتربيته على خلق دين الإسلام.
ومن قصص الأنبياء موسى عليه السلام ودعوته لفرعون وقومه، وما بها من الكثير من الفوائد والعبر لنا.
قصـــــة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون
من أجمل القصص المؤثرة بنفوسنا بقصص الأنبياء موسى عليه السلام…
عندما حملت أم موسى، أخفت حملها عن الجميع خوفا على صغيرها حيث أن فرعون كان يأمر رجاله بذبح أبنائهم.
ولما وضعته، خشيت عليه وازداد خوفها وتحسر قلبها من بطش فرعون ورجاله.
فأوحى إليها الله سبحانه وتعالى، وأن إذا خفتِ عليه فألقيه في التابوت، وألقيه باليم.
النجاة من موت محتوم، ودخول قصر فرعون:
قامت أم موسى بما جاءها بالوحي، وطاف التابوت باليم حتى التقطته زوجة فرعون، وأحبته.
وطلبت من زوجها فرعون اتخاذه ولدا لهما، وبالفعل أدخلته القصر، وأسموه “موسى” ومعناه المنتشل من المياه.
طلبت أم “موسى” من ابنتها أن تتقفى أثر أخيها، وتتيقن من مكانه.
وبالفعل استطاعت أخته أن تعرف مكانه بقصر فرعون.
ولما فطنت أنهم يأتون إليه بالكثير من المرضعات، ولكنه يأبى الرضاعة منهن جميعا، على الرغم من شدة جوعه وبكائه الدائم.
رد موسى لحضن أمه:
اقترحت أخته أن تأتي إليهم بمرضعة، وبالفعل جاءت بأمه ودخلت قصر فرعون.
وأول ما أرضعته، رضع الصغير وخلال ذلك هدأ واستقر في حضنها وغط في سبات عميق.
عاد الطفل الغائب لأمه الملهوفة للقائه، وقد كان معافى في جسده، مرموقا أيضا في مكانته.
بل إن فرعون بنفسه من يقوم على خدمته وراحته، وهو في عين امرأة فرعون.
الاقتباس من القرآن الكريم:
قال تعالى في كتابه العزيز: “وَنُمَكِّنَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنُرِيَ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا مِنۡهُم مَّا كَانُواْ يَحۡذَرُونَ. وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَرۡضِعِيهِۖ فَإِذَا خِفۡتِ عَلَيۡهِ فَأَلۡقِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحۡزَنِيٓۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيۡكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ. فَٱلۡتَقَطَهُۥٓ ءَالُ فِرۡعَوۡنَ لِيَكُونَ لَهُمۡ عَدُوّٗا وَحَزَنًاۗ إِنَّ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَٰطِـِٔينَ. وَقَالَتِ ٱمۡرَأَتُ فِرۡعَوۡنَ قُرَّتُ عَيۡنٖ لِّي وَلَكَۖ لَا تَقۡتُلُوهُ عَسَىٰٓ أَن يَنفَعَنَآ أَوۡ نَتَّخِذَهُۥ وَلَدٗا وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ. وَأَصۡبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَٰرِغًاۖ إِن كَادَتۡ لَتُبۡدِي بِهِۦ لَوۡلَآ أَن رَّبَطۡنَا عَلَىٰ قَلۡبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ. وَقَالَتۡ لِأُخۡتِهِۦ قُصِّيهِۖ فَبَصُرَتۡ بِهِۦ عَن جُنُبٖ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ. ۞وَحَرَّمۡنَا عَلَيۡهِ ٱلۡمَرَاضِعَ مِن قَبۡلُ فَقَالَتۡ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰٓ أَهۡلِ بَيۡتٖ يَكۡفُلُونَهُۥ لَكُمۡ وَهُمۡ لَهُۥ نَٰصِحُونَ. فَرَدَدۡنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَيۡ تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَ وَلِتَعۡلَمَ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ.
صدق اللــــــــه العظيــــم
قتل موسى لرجل من قوم فرعون:
بيوم من الأيام بينما كان سيدنا “موسى” عليه السلام يمر بإحدى طرقات المدينة.
وكانت حينها الطرقات خلت من الناس والمارين بها، في هذا الوقت.
ويرجح أن الوقت كان ليلا، وكان هناك رجلان يقتتلان، أحدهما إسرائيلي، والآخر مصري.
المصري الفرعوني قد أراد أن يسخر الإسرائيلي في عمل، ولكن الإسرائيلي أبى عليه.
ولما رأى الإسرائيلي “موسى” مارا استجار به.
فجاء “موسى” فأخذ بجمع يديه فوكز المصري الفرعوني وكزة قوية أودت بحياته.
فلما رآه قتيلا بين يديه، قال (هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ)، لم يكن يريد قتله.
ظل موسى في المدينة والخوف قد سيطر عليه، وكان متأهبا ومترقب.
كان يتنقل في طرقات المدينة بحذر شديد.
الاقتباس من القرآن الكريم:
قال تعالى: (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ).
صدق الله العظيم.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص القرآن محمد العريفي موسى والخضر عليهما السلام الجزء الأول
من قصص الأنبياء قصة موسى عليه السلام
نداء واستغاثة من جديد:
وبينما كان يمر إذا بالإسرائيلي الذي استغاث به بالأمس يستصرخه مجددا.
قال له موسى (إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ)، ومع ذلك إلا إنه أخذته حدة الاستنصار والفوز للإسرائيلي.
وعندما أراد “موسى” عليه السلام أن يبطش بالذي عدو لهما، ظن الإسرائيلي أنه يريد أن يبطش به.
فقال الإسرائيلي لموسى: “أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس؟!
إنك ما تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض، وما تريد أي إصلاح بين الناس”.
الاقتباس من القرآن الكريم:
قال تعالى: (فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ۚ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ. فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ ۖ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ. وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ. فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
صدق الله العظيم.
كشف المستور:
علم الناس حينها من خلال كلمة الإسرائيلي أن الفرعوني الذي قتل بالأمس، إنما قتله موسى.
ذاع الخبر بين الناس، ووصل لقصر فرعون.
فقرر فرعون من معه القصاص من موسى، وأتى “موسى” أحد القوم وحذره في أمر قوم فرعون الذين يأتمرون عليه ليقتلوه، ونصحه بترك المدينة بأكملها.
ارتعب “موسى” عليه السلام، وبالفعل ترك المدينة خوفا من بطش فرعون ومن معه.
اتجه “موسى” عليه السلام تجاه مدين، وكان قد فر هاربا بلا زادٍ ولا ماء.
فكان عليه السلام يقتات من أوراق الشجر حتى وصل إلى مدين.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص القرآن محمد العريفي موسى والخضر عليهما السلام الجزء الثاني والأخير
من قصص الأنبياء قصة موسى عليه السلام
اللقاء المبارك:
وبعد رحلة طويلة من العناء وصل إلى أرض مدين، وما إن وصل “موسى” عليه السلام حتى أخذه الغيرة على فتاتين. كانتا تنتظران حتى ينتهي الرجال من السقيا فتسقيان.
فسقى عليه السلام لهما وانصرف، وعندم عدتا لأبيهما أعجب بعودتهما مبكرا، فقصتا عليه م حدث معهما.
جعل إحداهما تعود لتدعوه للقاء والدها، حيث أراد أن يجزيه على ما فعله معهما.
لبى “موسى” عليه السلام الدعوة، وجعل الابنة تسير خلفه ، وتدله على الطريق لكيلا يقع نظره عليها أثناء تحركها.
دخل “موسى” عليه السلام على الشيخ الكبير والد الفتاتين، وقص عليه القصص حول فرعون وقومه وما يحدث لبني إسرائيل.
فقال له: “لقد نجوت من القوم الظالمين”.
فقالت إحدى الفتاتين: “يا أبتي استأجره، إن خير من استأجرت القوي الأمين”.
فطن الوالد لحديث ابنته، وقال لموسى عليه السلام: “إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتين هاتين.
على أن تأجرني ثماني حجج، فإن أتممت عشرا فمن عندك”.
زواج موسى عليه السلام:
وبالفعل تزوج “موسى” بابنة الشيخ، وكان الشرط البقاء في خدمته لثماني سنوات.
وعندما أتم سيدنا “موسى” عليه السلام السنوات شعر خلال ذلك بالحنين للعودة لمصر.
سار “موسى” عليه السلام بأهله بأرض مدين، ولما بلغ بالقرب من جبل الطور ضل طريق عودته لمصر.
الوادي المقدس طوى:
وعندما وصل بأهله لمنطقة جبل الطور، رأى “موسى” عليه السلام نارا.
فقال لأهله: “امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى”.
ولما آتاها، أوحى الله إليه ما أوحى، وكلفه سبحانه وتعالى بحمل الرسالة لفرعون وقومه.
طلب سيدنا “موسى” من ربه سبحانه وتعالى أن يرسل معه أخاه “هارون” حيث أنه أفصح منه لسانا.
كما أن سيدنا “موسى” عليه السلام قد قتل نفسا منهم قبل رحيله عنهم.
قال تعالى: “قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ” صدق الله العظيم.
دعوة فرعون:
ذهب “موسى” مع أخيه “هارون” لدعوة فرعون الطاغية، فأراه الآيات الكبرى ولكنه لم يهتدي بل زاد في تجبره وتكبره.
اتهمه بالسحر وجعل هامان وجنوده يجمعون كل ساحر من كل فج عميق، وكان اللقاء بينهم وبين “موسى” يوم الزينة.
وأول من آمن بموسى عليه السلام كانوا هم السحرة، فقام فرعون بتعذيبهم أشد العذاب.
أراد فرعون الحرب على “موسى” ومن معه من بني إسرائيل، وكانت معجزة “موسى” عليه السلام بشق البحر نصفين ونجاة موسى ومن معه.
وغرق فرعون وجنوده.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصة سيدنا موسى كاملة pdf الحقيقية