نقدم لكم هذه المقالة من موقع قصص واقعية تحت عنوان قصص الانبياء عن التعاون قصص الانبياء في القران، فقد عودتنا القصص في القرآن انها دائمًا ما تعلمنا اشياء متعددة وكان التعاون واحد من السلوكيات التي علمتنا اياها بعض قصص الانبياء في القران الكريم وقد ظهر هذا في أكثر من قصة، وهذا ما سنعرفه في قصصنا اليوم
بناء البيت الحرام في عهد ابراهيم
تبدأ قصة البيت الحرام وعلاقته بإبراهيم وإسماعيل منذ أن قام النبي ابراهيم عليه السلام بأخذ هاجر وابنه اسماعيل وانطلق بهما إلى مكان ليس به زرع ولا ماء وتركهما هناك بناء على امر إلهي وهو يدعو الله أن يجعل المكان حافلًا بالخيرات والناس والماء وغادر.
حينما ترك ابراهيم عليه السلام هاجر وإسماعيل في هذه الارض لم تتذمر هاجر وإنما كانت تخاف على طفلها الذي سعت للبحث عن الماء ليشرب إلى أن انفجرت تحت اقدامه بئر من الماء والتي نعرفها الآن ببئر زمز، وظلت هاجر وطفلها بجانب الماء إلى أن جاءت احد القبائل وهى قبيلة جرهم واقامة إلى جوارها وبدأ المكان يعج بالناس.
بعد بضع سنين جاء الأمر من الله إلى ابراهيم عليه السلام ببناء البيت وهنا توجه ابراهيم إلى ابنه اسماعيل يخبره بأمر الله ببناء بيت الله الحرام، وهنا بدأ يظهر التعاون حيث قام سيدنا اسماعيل بمعاونة سيدنا ابراهيم عليهما السلام في بناء البيت الحرام فقاموا بالكشف عن القواعد التي قامت الملائكة بوضعها في الارض، وبدءوا في رفع البناء حيث كان اسماعيل عليه السلام يقوم بإحضار الاحجار ويناولها إلى ابراهيم عليه السلام الذي يعمل بالنباء، وواظبا اثناء البناء على قول ” رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” ( البقرة آية 127 ) حتى انتهيا من البناء وهما يقومان بالطواف أو اللف حول البيت وهما يرددان نفس القول ” رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”
جاء في جزء من الحديث النبوي عن ابن عباس ” ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِسْمَاعِيلُ يَبْرِي نَبْلًا لَهُ تَحْتَ دَوْحَةٍ قَرِيبًا مِنْ زَمْزَمَ، فَلَمَّا رَآهُ قَامَ إِلَيْهِ فَصَنَعَا كَمَا يَصْنَعُ الْوَالِدُ بِالْوَلَدِ وَالْوَلَدُ بِالْوَالِدِ، ثُمَّ قَالَ، يَا إِسْمَاعِيلُ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ. قَالَ، فَاصْنَعْ مَا أَمَرَكَ رَبُّكَ. قَالَ، وَتُعِينُنِي؟ قَالَ، وَأُعِينُكَ. قَالَ، فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ هَا هُنَا بَيْتًا، وَأَشَارَ إِلَى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ عَلَى مَا حَوْلَهَا. قَالَ صلى الله عليه وسلم، فَعِنْدَ ذَلِكَ رَفَعَا الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ، فَجَعَلَ إِسْمَاعِيلُ يَأْتِي بِالْحِجَارَةِ وَإِبْرَاهِيمُ يَبْنِي، حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَ الْبِنَاءُ جَاءَ بِهَذَا الْحَجَرِ فَوَضَعَهُ لَهُ فَقَامَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَبْنِي وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ وَهُمَا يَقُولَانِ، {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، قَالَ، فَجَعَلَا يَبْنِيَانِ حَتَّى يَدُورَا حَوْلَ الْبَيْتِ وَهُمَا يَقُولَانِ، {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}”.
اقرأ أيضا: مفاجآت القدر الجزء الثاني قصة قصيرة رائعة
موسى وهارون
يعتبر هارون واحد من الانبياء الذين لم يستوفوا حقهم إذا ان هناك الكثير منا لا يعرفون عنه الكثير او لا يعرفون عنه سوى اسمه، وهو نبي من انبياء الله جاء مع موسى عليهما السلام حيث نزل الامر من الله عز وجل على موسى أن يذهب إلى فوعون وقومه ويدعوهم إلى الايمان بالله وعبادته الواحد الاحد، وهنا توجه موسى عليه السلام بدعوى وطلب من الله عز وجل أن يجعل من اخيه هارون معينًا له ومساعدًا له، وهو اخيه الذي افترق عنه منذ الكثير من السنون ويعود ذلك إلى أن موسى تربى في قصر فرعون في سنوات عمره الاولى كما أنه ترك مصر وهرب بعد حادثة القتل وعاش في مدين عددًا كبيرًا من السنين.
كانت تلك الدعوة لان موسى عليه السلام يرى بأن هارون عليه السلام اوتى فصاحة اللسان كما انه لين الجانب ويتمتع بالحكمة والشجاعة في معاونة موسى امام فرعون وقومه، كما أنه كان يتمتع بالخبرة بالقوم اكثر من موسى، فأجاب الله دعوة موسى عليه السلام بأن جعل هارون وزيرًا ومساعدًا له قال تعالى “وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي” ( طه من 29 وإلى 32 )، “قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى” ( طه 36 ).
ساعد ذلك ان يجعل هارون وموسى عليهما السلام مكملان لبعضهما في الدعوة فموسي عليه السلام يميل إلى القوة والصلابة والشجاعة، اما هارون عليه السلام فكان الجانب اللين الحكيم الذي يرشد صلابة موسى وقوته.
شكرا لكم قصة رائعة