سورة البروج سورة مكية عدد آياتها 22 آية، ويأتي ترتيبها في المصحف الشريف الخامسة والثمانين بعد سورة الانشقاق وقد وردت في هذه السورة الكريمة قصة أصحاب الاخدود الذين قتلوا ظلماً حيث تناولت السورة قصتهم بشكل رائع ومعبر جداً لما فيها من معاني ومواعظ مؤثرة لكل من يقرأها ويسعدنا ان ننقل لكم اليوم في هذا المقال بعنوان قصص القرآن سورة البروج ، قصة اصحاب الاخدود كاملة مكتوبة باسلوب مبسط يناسب الجميع صغاراً وكباراً .
قصة أصحاب الأخدود
اصحاب الاخدود هم قوم كفار حاولوا منع المسلمين عن عبادة الله عز وجل وصدهم عن الايمان به وعذبوهم كثيراً حيث حفروا لهم في الارض اخدوداً واشعلوا فيه النيران، وقذفوهم فيه، وقد صبر المسلمون علي هذا العذاب ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالي، وقد وردت هذه القصة في سورة البروج، قال تعالي : (قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ، النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ، إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ، وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ) [البروج: 4-7]، وقد لعنهم الله عزّ وجل لما يفعلونه بالمؤمنين، فقال تعالى: (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [البروج: 8]، فقد قتل هؤلاء المسلمين فقط لأنهم آمنوا بالله سبحانه وتعالي ولم يشركوا به احدا .
استطاع الغلام الذي هداه الله سبحانه وتعالي الي طريق الحق والايمان أن يزيل عرش الملك الظالم المتجبر الذي ادعي الالوهية من دون الله سبحانه وتعالي، حيث كان هذا الملك له ساحر جبار يعتمد عليه في تثبيت ملكه وتخويف الناس وترهيبهم حتي يؤمنوا به ويصدقوه، وعندما كبر الساحر في العمر طلب من الملك أن يأتيه بغلام يعلمه امور السحر ويكون خليفته في هذه المهمة الظالمة، وقد كتب الله سبحانه وتعالي الخير لهذا الغلام، فخلال طريق ذهابه الي الساحر قابل راهب مؤمن دعاه الي توحيد الله سبحانه وتعالي والايمان به، فاستجاب له الغلام وآمن بدعوته ودلّه الراهب إلى طريقة يتخلص بها من الساحر، وقد أجرى الله على يديه الكرامات مثل شفاء المرضى، وإبراء الأبرص والأكمه، وقد حاول الغلام بهذه الطرق أن ينشر دعوته ويبلغ رسالته .
وعندما وصل خبر الغلام الي الملك شعر أنه يهدد حكمه وسلطته وعرشه فأراد ان يتخلص منه ولكنه كان بحاجة الي ان يصل الي اصل هذه الفتنة حتي يتخلص منها من الاساس، فوصل الي الراهب وقتله علي الفور، ولكنه استخدم مع الغلام بعض الطرق من التخويف والتعذيب حتي يعود في دعوته وقوله، ويستفيد به في تدعيم حكمه وسلطته علي الناس، وكان الله في كلّ مرة ينجيه ممّا هو فيه، ويعيده إلى الملك منتصراً ومتحدّياً له .
وفي النهاية اصاب الملك اليأس من قتل هذا الغلام، في هذه اللحظة اخبره الغلام أنه لن يستطيع قتله إلا بطريقة واحدة فقط وهي ان يجمع الناس كلها وان يصلبه علي خشبة ثم يأخذ سهماً ويرميه قائلاً : بسم الله رب الغلام، وبالفعل عندما فعل الملك هذا، سقط الغلام ميتاً ونادي الناس من كل حدث وصوب : آمنا برب الغلام، وفي هذه اللحظة جنّ جنون الملك، فحفر الأخاديد، وأضرم فيها النيران، وقذف كل من آمن في هذه النيران، ومن الكرامات التي شهدتها هذه القصة نطق الطفل الرضيع عندما خافت أمه عليه من النيران فحثها علي الصبر .
نعم قصص رائعه