هم القوم الذين نزل فيهم نبي الله هود عليه السلام لهدايتهم ودعوتهم لدين التوحيد وترك عبادة الأوثان، ولكن كفروا ولم يستجيبوا فاستحقوا العذاب من الله عز وجل، وفيما يلي سرد لتلك القصص:
قصة سيدنا هود وقوم عاد
من هم قوم عاد:
كان الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية يسري فيه الخير سريان الدم في الجسد، وكانت الأرض خصبة، وكانت هناك ينابيع متفرقة، وكان الله يسقط عليها الأمطار في أوقات منتظمة من السنة، فكانت تلك الأرض المباركة يتمنى كل إنسان العيش بها فكانت تسمى بالأحقاف، وكان هناك رجلا يسمى عاد ابن أرم، وكان ذكيا وشجاعا لطالما سمع عن تلك الأراضي وما بها من خيرات ونعيم ظاهر، فأخذ زوجته وأبناءه ورحل إلى تلك الجنة التي لطالما حلم بالعيش بها، وعندما استقر هناك ووجد الخير الذي لم يسبق له رؤيته شيد دارا له ولأبنائه ومنذ ذلك الوقت أصبحت الأحقاف ملكا لقوم عاد، ومرت السنوات وتكاثروا وأصبحوا كثر وصاروا ثلاثة عشرة قبيلة.
اقرأ أيضا: قصص القران جزء عم قصص دينية جميلة
حياة قوم عاد:
كانوا قوم عاد يتسمون بكبر البنيان والقوة، فقد بارك الله لهم في أجسامهم كما بارك لهم في أرضهم، ولما كثرت في أيديهم أمر ملكهم ببناء مدينة وسماها أرم نسبة إلى جدهم الأكبر، ولم تشيد تلك المدينة بالطوب اللبن ولكن بقطع من الذهب والفضة وكانت عالية المباني يحيطها سور ضخم، واستغرق بناء تلك المدينة ما يقارب خمسمائة عام، فكان بينهم الفقير والغني، والقوي والضعيف، وكان القوي يبطش بالضعيف، وانتشر وعم الفساد ونسوا عبادة الله عز وجل وعادوا لعبادة الأصنام التي صنعوها من الحجارة والخشب.
اقرأ أيضا: قصص القران عمرو خالد قصة مريم بنت عمران
رسالة نبي الله هود:
فأرسل الله لهم نبي الله هود عليه السلام ليدعوهم إلى التوحيد، وكان قد اشتهر نبي الله هود عليه السلام بالتقوى والصلاح، فأخذ يدعوهم واحدا تلو الآخر ليلا ونهارا، ويحذرهم من عقاب الله وغضبه، ويذكرهم بما حدث مع قوم نوح عليه السلام، ولكن ابتعدوا كل البعد عن دعوة هود عليه السلام، قال تعالى: ” قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ، أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ، أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”، فأصابهم الله عز وجل بالجدب؛ فجفت المياه وذبلت الأشجار، وتساقطت الثمار وماتت الأنعام وجميع الماشية.
اقرأ أيضا: قصص القران سورة الفيل ميسرة لتعليم أطفالنا الصغار
عقاب الله لهم:
وهنا شعر نبي الله هود عليه السلام أن ذلك كله مقدمات لعذاب الله عز وجل، فذهب يدعوهم ليلا ونهارا ويدعوهم لعبادة الله وحده وعدم الشرك به، ولكن حال ذلك دون جدوى من نبي الله، وظلوا في كفرهم، قال تعالى: ” قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ۖ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ، قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ ۖ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ”، وبعد أيام قليلة أقبلت السحب لتغطي السماء ففرحوا ورقصوا، وذهبوا إلى نبي الله هود عليه السلام شامتين مهللين وأخبروه بأن الخير قادم مع قدوم المطر الذي سوف يملأ الوديان، ولكن أخبرهم هود عليه السلام بأن فيها ريح وعذابا أليم.
اقرأ أيضا: قصص القران عن الحيوانات قصة حوت يونس كاملة
نجاة هود ومن معه:
خرج نبي الله هود عليه السلام ومن معه من عاد لينجيهم من الهلاك القادم على قوم عاد، قال تعالى: “فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ”؛ بعد وقت قصير أرسل الله عليهم عواصف شديدة قلعت المنازل والأشجار وكل ما تقابله، واستمر حال هذه العواصف الشديدة سبع ليالي وثمانية أيام متصلة، وبعدها هدأت تلك الرياح العاتية لتصبح الأحقاف ليس كما كانت عليه بل أصبحت صحراء خاوية لا تحوي شيء.
اقرأ أيضا: قصص الأنبياء سيدنا موسى والخضر بشكل مبسط للأطفال