من قصص القرآن لعمرو خالد قصة أصحاب الجنة التي وردت بسورة القلم، لقد جاءنا بالقرآن الكريم العديد من الرسائل الربانية التي تساعدنا في طريقنا بالحياة، فالقرآن كله خير واهتداء.
قصة أصحاب الجنة:
دارت أحداثها كاملة بمنطقة باليمن، كان هناك تاجر يمني عصامي، شعر بحلاوة ولذة العطاء لله، كان أبا لكل الفقراء والمحتاجين؛ عمل على جمع كل أمواله ووضعها بقطعة أرض خصبة، فجعلها الله جنته على الأرض، وخصص الرجل بيوم الحصاد ثلث للفقراء وثلث لأبنائه والثلث الأخير للإنفاق على الأرض وإعادة زراعتها من جديد.
يوم الوفاة:
وافت الرجل المنية وكان لديه ثلاثة أبناء، ولم يكن له ملكا إلا الأرض التي جعل منها ملاذا للفقراء، وأوصى فتيته على أداء حق الفقراء والمحتاجين كما فعل طوال حياته؛ ولكن الفتية الثلاثة وجد الطمع طريقا إلى قلوبهم فخانوا عهدهم مع أبيهم ومن قبل عهدهم مع ربهم.
غداء النية:
عزم الفتية الثلاثة على ألا يدخل الجنة مسكين بعد اليوم “يوم وفاة والدهم”، وأقسموا على حصادها ليلا قبل مجيء الفقراء كما عودهم والدهم بيوم الحصاد، ولكن ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، فعندما وصلوا إلى أرضهم لحصادها لم يتعرفوا على معالمها لدرجة أنهم كانوا موقنين بأنهم قد ضلوا الطريق إليها حيث بعث الله بملك ليلا فجعلها كالصريم محترقة سوداء بعدما كانت خضرة عامرة بخيرات الله.
الرجوع إلى الله:
وعندما أدركوا الجرم الذي فعلوه تابوا إلى الله ورجعوا إليه فاستغفروا لذنوبهم وقبلهم الله برحمته وأبدلهم خيرا منها، وتعلموا درسا قاسيا أنه ما نقص مال عبد من صدقة، وأن الله سبحانه وتعالى يضاعف لمن يشاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ثَلاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيهِنَّ، وَأُحَدِّثُكُم حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ: مَا نَقَصَ مَالُ عَبدٍ مِن صَدَقَةٍ، وَلا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلَمَةً صَبَرَ عَلَيهَا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا، وَلا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّه عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الشاهد في القرآن الكريم:
قال تعالى: “إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ، وَلَا يَسْتَثْنُونَ، فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ، فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ، فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ، أَنِ اغْدُوا عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ، فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ، أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ، وَغَدَوْا عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ، فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ، بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ، قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ، قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ، فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ، قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ، عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ، كَذَٰلِكَ الْعَذَابُ ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ” صدق الله العظيم.