قصص القرآن محمود المصري قصة ابني آدم عليه السلام (قابيل وهابيل)
قصص القرآن محمود المصري
يجب علينا جميعا تعليم أبنائنا أصول ديننا الحنيف حتى يفهموه ويتعرفوا عليه حق المعرفة، وفي كبرهم يتفكروا ويتدبروا لا ليكونوا مسلمين بلا فهم، بل ليكونوا على يقين المعرفة بدين الله سبحانه وتعالى وليصبحوا سواعد هذا الدين.
من قصص القرآن محمود المصري:
قصة ابني آدم عليه السلام (قابيل وهابيل)
عندما خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم وأسكنه الجنة عاش فيها وحيدا فأكرمه الله سبحانه وتعالى بأن خلق له زوجه “حواء” من إحدى أضلاعه لتؤنس وحدته وتصبح جزءا مهما لا يستطيع الاستغناء عنه، أسكنهما الله جل وعلا الجنة وأباح لهما الاستمتاع بكل ما فيها إلا شجرة واحدة منعهما من الأكل منها، لكن الشيطان وسوس لهما وأزلهما فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما، تاب آدم وزوجه ونابا إلى الله فتاب عليهما وأنزلهما إلى الأرض التي أعدها لهما ولذريتهما وكأن الفترة التي عاشا فيها في الجنة فترة تدريب على طاعة الله سبحانه وتعالى والامتثال بكل أوامره والبعد عما نهى ومقاومة كل شهوات النفس، لقد نزلوا إلى الأرض آدم وحواء وإبليس وقبيله ليواجهوا تصارعا حاسما قائما إلى يوم القيامة.
واجه آدم عليه السلام وزوجه الكثير من التحديات على سطح الأرض، واجه صعوبات في توفير ما يمكن أكله، علاوة على مواجهته للوحوش الضارية، والأهم من كل ذلك إبليس الذي كان سببا رئيسيا في نزوله من الجنة، إبليس من توعد بالوسوسة وإغراء كل ذرية بني آدم حتى يدخلهم النار مثله يوم القيامة، فلم يكد ينتهي عليه السلام من صراع حتى يشرع في آخر؛ عندما أهبط آدم عليه السلام إلى الأرض وجد نفسه على جبل من جبال بلاد الهند بعيدا عن زوجه “حواء” التي كانت على جبل بالحجاز، بحث كل منهما عن الآخر طويلا ولكن أحدهم لم يجد الآخر، توسلا إلى الله باكين راجين نادمين وتائبين فطمئنهما الله سبحانه وتعالى بأنه سيدخلهما الجنة يوم القيامة، وذات مرة كان آدم يجوب الأرض فأمره الله سبحانه وتعالى بالذهاب إلى بيته الحرام بالحجاز ليطوف ويسبح كما تفعل الملائكة التي رآها تطوف وتسبح حول العرش، رحل آدم من بلاد الهند إلى أرض الله المحرمة وتمنى أن يطوف حول بيت الله (الكعبة) ويسبح كما تطوف الملائكة في السماء السابعة حول البيت المعمور، وبعدما وصل إلى مكة طاف وسبح وبعدها شعر بالتعب فجلس ليستريح، حينها رأى ظل إنسان من بعيد اقترب منه سيدنا آدم عليه السلام وإذا بها زوجه حواء، وجدها على أحد جبال مكة المكرمة فتعارفا وسمي الجبل بجبل عرفات، وعادا إلى بلاد الهند مرة أخرى.
كان سيدنا جبريل عليه السلام ينزل الأرض ليعلم آدم عليه السلام الزراعة والحصاد والطحن وصنع الخبز كي يأكلا؛ حملت السيدة حواء ففرح سيدنا آدم فرحا شديدا وتذكر وعد خالقه سبحانه وتعالى بإعطائه ذرية يعمرون الأرض، أنجبت حواء توأما أحدهما ذكرا سماه سيدنا آدم “قابيل”، وأنثى أسماها “إقليمياء” وكانت شديدة الجمال والحسن، وبعد عدة شهور وضعت حملها الثاني وكان أيضا توأما ذكرا أسماه “هابيل” وأنثى أسماها “لبودا” والتي كانت أقل حسنا وجمالا من “إقليمياء”؛ مرت الأيام والأطفال لم يعودوا أطفال حيث كبر الجميع وشرعوا في مساعدة الأبوين آدم وحواء، اختار “قابيل” الزراعة والحصاد ليوفر الثمار التي يأكلون منها، أما “هابيل” فعمل على رعي الأغنام والماشية والتي يتوفر منها الحليب ليشربوه واللحوم التي يأكلوها أما عن جلودها فيصنعون منها الملابس والأغطية، وعمدت الفتاتان إلى مساعدة والدتهما في الأعمال المنزلية.
وحتى تنتشر ذريته وتعمر الأرض بها كان سيدنا آدم عليه السلام يزوج أبنائه وبناته بطريقة أن يتزوج الابن من أخت ولدتها أمه قبله أو بعده، أما أبناء البطن الواحدة فلا يتزوجون من بعضهم البعض؛ طلب “هابيل” الزواج من أخت قابيل وافق سيدنا آدم على طلبه، ولكن قابيل أبى إذ يريد هو الزواج بها حيث أنها تفوق الثانية جمالا، أمرهما والدهما بتقديم قربان إلى الله سبحانه وتعالى، ومن قبل قربانه يتزوج هو بالفتاة، عهد “قابيل” إلى محصوله فجمع الأسوأ والأردأ وقدمها قربانا، أما “هابيل” فعهد إلى تنقية أفضل الكباش وقدمها قربانا، وانتظرا حتى يتقبل أي القربانين، فنزلت نارا من السماء وأكلت كبش هابيل دلالة على تقبل قربانه، امتلأت نفس قابيل بالحقد والكراهية تجاه أخيه، وفي لحظات من لحظات نزغات الشيطان الرجيم اتخذ قرارا أن يقتل أخيه، وهذا ما سولته له نفسه.
وبلحظة سوداء قتل قابيل أخاه هابيل ووقع بعدها معه الندم الشديد، بكى بكاءا حارا وعلى الرغم من أن بنيان هابيل كان قويا إلا أنه رفض العراك مع أخيه والدفاع عن نفسه وحذره من غضب خالقه، خاف من معرفة أبيه للحقيقة فأراد أن يواري جسد أخيه فأرسل الله غرابا ليعلمه.
اقرأ أيضا:
قصص القرآن في الإنسان قصة قارون وما بها من عبر (الجزء الأول)
قصص القرآن في الإنسان قصة قارون وما بها من عبر (الجزء الثاني)
قصص القرآن في الإنسان قصة قارون وما بها من عبر (الجزء الثالث الأخير)