سورة يس من السور المكية، نزلت بعد سورة الجن وهي السورة السادسة والثلاثون في ترتيب المصحف الشريف، وقد سميت بهذا الاسم لأنها قد بدأت بهذه الحروف المقطعة التي ذكر المفسرون أن الله سبحانه وتعالي ابتدى بها عدد من سور القرآن الكريم بما فيها سورة يس وذلك للدلالة علي إعجاز القرآن الكريم وتحدي العرب وهم أهل اللغة والبلاغة والفصاحة والبيان وقد تناولت سورة يس العديد من الموضوعات المهمة ومنها قصة اصحاب القرية وحبيب النجار التي سوف نحكيها لكم في هذا المقال عبر موقعنا قصص واقعية بشكل مبسط ومختصر من موضوع بعوان قصص القران سورة يس .
قصة أصحاب القرية
لم يتم ذكر اسم القرية المقصودة في هذه القصة، لأن القرآن الكريم يهتم بالحدث والعبر والعظات المستفادة منه دون الاهتمام بالاشخاص، حيث قصّ علينا الله عز وجل قصص القرآن الكريم بهدف اخذ العبرة والعظة والابتعاد عن الاخطاء التي وقع فيها السابقون لتجنب عقاب الله عز وجل وغضبه، وفي هذه القصة قد تبرأ اهل القرية من المرسلين الذين ارسلهم الله عز وجل يدعونهم الي الايمان بالله وتوحيده، فكذبوا الرسل وازدادوا في عنادهم وطغيانهم .
وقد دار النقاش بين اهل الايمان وهم المرسلين، واهل الكفر والظلم وهم اهل القرية وقد عرض القرآن الكريم هذه القصة في مشهد رائع وباسلوب غاية في الجمال والدقة يجعل الانسان يستمتع بقراءة الآيات ويعيش جو المشهد وكأنه حاضراً لكل احداثه .
فبينما كان المرسلون يدعون اهل القرية الي طريق الخير والصلاح والحق، اصروا علي الكفر والعناد فأتي من بينهم رجل رشيد مؤمن عاقل دخل الي المشهد وكأنه مشفقاً علي هؤلاء الظالمين الغارقين في الجهل والضلال، ودعاهم الي الخير والحق والايمان بما جاء به المرسلون واتباعهم، هذا الرجل هو حبيب النجار، قد حركته الفطرة والطاقة الايمانية بداخله لدعوة قومه الي الصلاح ونصرة الرسل، وقد انزل الله عز وجل علي هذا الرجل الملائكة تبشره بالجنة، وقد ذكر المفسرون أن اهل القرية قد قتلوا حبيب النجار، فجاءت نهايتهم ، قال تعالي : “إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ” .
الآيات التي وردت فيها قصة اصحاب القرية
وردت في سورة يس قصة أصحاب القرية من الآية 13 إلى الآية 30 في قوله تعالى: (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ*إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُرْسَلُونَ* قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ*قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ*وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ* قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ*قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ*وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ *اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ*وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ*أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ*إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ*إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ*قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ*بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ*وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ*إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ*يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)[٧] صدق الله العظيم .