قصص القران عبدالرحمن الشهري وقصة سيدنا نوح عليه السلام “أبو البشر الثاني”
قصص القران عبدالرحمن الشهري
إن من أعظم خلق الله للاهتداء بنهجهم والسير على خطاهم الثابتة هم رسل الله وأنبيائه، ومن أنبياء الله الذين تميزوا بطول الأمل في الدعوة إلى طريق الله “سيدنا نوح” عليه السلام، إذ لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما؛ كما صبر على دعوة قومه ولم ييأس منهم.
من قصص القرءان الكريم قصة سيدنا “نوح” عليه السلام للدكتور “عبد الرحمن بن معاضة الشهري”:
ذُكر أن سيدنا “نوح” عليه السلام أقبل للحياة بعد ألف وخمسة وستون عاما من مقدم سيدنا “آدم” عليه السلام، ولقد لُقب “بأبي البشر الثاني”، وبلغ من العمر ألف سنة إلا خمسين عاما، جاهد فيها قومه لتوصيل رسالته السامية ودعوته إلى طريق الله، لقي الأمرين من قومه القاسية قلوبهم ولكنه لم ييأس من دعوتهم، ولقد جاء ذكر قصة سيدنا “نوح” بتسع سور في القرءان الكريم، فأول ما وردت بسورة القمر، ثم الأعراف، الشعراء، يونس، هود، الصافات، نوح، المؤمنون، وأخيرا سورة العنكبوت.
بداية ظاهرة الشرك بالله في قوم سيدنا “نوح”:
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان ببدايات قوم “نوح” أناس صالحون يعبدون الله لا يشركون به شيئا، يحبونهم باقي القوم، ولا يختلف أحد على محبتهم؛ وعندما مات هؤلاء الرجال عمد القوم على صناعة تماثيل من الحجارة تحمل هيئتهم وأسمائهم، حتى كلما رأوها تذكروهم فانتهجوا بنهجهم وساروا على خطاهم؛ ولكن الشيطان توعد للإنسان بجعله بعيدا كل البعد عن خالقه حتى يملأ جهنم ببني آدم انتقاما منهم، فبمرور الزمن تحولت نظرة القوم للتماثيل من أمثلة صالحة يحتذون بها إلى أصنام يعبدونها من دون الله.
دعوة سيدنا “نوح” عليه السلام لقومه:
لقد دعا سيدنا “نوح” قومه ليلا ونهارا، ولكن لم يجدي نفعا إذ لم يزدهم دعائه إلا الفرار والبعد، وإنه كلما دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له جعلوا أصابعهم في آذانهم واستكبروا استكبارا شديدا، لقد دعاهم بكل الوسائل الممكنة والمتاحة ولكنهم غشيت المعصية على قلوبهم فلا يوجد فيهم أمل ولا رجاء.
خوف سيدنا “نوح” عليه السلام:
لقد خاف سيدنا “نوح” من أفعال قومه ونتائجها، إذ أنهم قوم أبوا الله وطاعته ومحبته، وأن كل جيل جديد قادم سينتهج بنهجهم في الكفر بالله والشرك به، لذلك دعا عليهم سيدنا “نوح” قائلا عليه السلام: ” رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا، إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا، رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا”.
استجابة الله لدعوة نبيه “نوح” عليه السلام:
بداية أمره الله تعالى بصنع سفينة لتحمله وكل من آمن معه، وأن يضع بها من كل زوجين اثنين من كافة ما خلق الله؛ وأعطاه سبحانه وتعالى علامة بداية نهاية القوم الظالمين وهي إذا فار التنور يركبوا السفينة نجاة من الغرق والطوفان؛ ودمر الله القوم الظالمين، إذ أمر الله تعالى أن تنفتح أبواب السماء بماء منهمر، وأن تنفجر الأرض عيونا حتى يلتقي الماء على أمر قد قدره الله تعالى؛ فغرق كل من لم يؤمن بسيدنا “نوح” عليه السلام حتى زوجه وولده، وهكذا عقاب من لا يؤمن بخالقه ويتكبر ويسعى في الأرض فسادا.