نقدم لكم هذه المقالة من موقع قصص واقعية تحت عنوان قصص القران عمرو خالد قصة مريم بنت عمران، فمريم عليها السلام من خيرة نساء العالمين وسميت سورة بالقران باسمها فهيا معنا نعرف قصتها.
قصة مريم بنت عمران
مريم بنت عمران نموذج للنساء يجب أن يحتذى به وقد اصطفاها الله على نساء العالمين وهى تمتلك مكانة عالية عند مختلف الملل، فلها مكانة في قلوب الجميع وعند المسلمين لها اكبر المكانة، ومن اكثر الدلائل على مكانتها العالية في الإسلام أن تجد لها سورة في القرآن باسمها مما يدل بشكل اكبر على مكانتها عند الله، فقد ورد اصطفاء الله لها في آيات القرآن حيث قال عز وجل ” وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42)” ( آل عمران آية 42 ).
قبل عرض قصة مريم يجب على كل من يقرأ أن يعرف بأن ابرز الاحداث في قصة مريم تمت ومريم بعمر السادسة أو السابعة عشر من عمرها إذا فقصة مريم موجهة لكافة الاعمار ليس فقط للنساء الكبيرات فما كان باستطاعة فتاة في مقتبل العمر القيام به تستطيعه أي امرأة في أي عمر.
تعرف مريم بأنها مريم العابدة وكثيرة السجود وقد قيل عنها في الاثر انها واحدة من افضل أربعة نساء وقيل فيها بأنها من النساء المكتملات هى وآسيا امرأة فرعون وفاطمة بنت محمد صل الله عليه وسلم والسيدة خديجة رضي الله عنها ويقصد هنا اكتمال عقلها وصبرها وجلدها وقدرتها وخلافه من الصفات، ومن ابرز الصفات التي تميزت بها مريم هي قوة عاطفتها وقد بدأت في توجيه تلك العاطفة في حبها وعبادتها لله والعمل في مجال تقديم الخيرات حيث كانت تخدم العباد وتخدم في بيت المقدس، كل ذلك وهى مازالت في بداية مرحلة الشباب أو ما يعرف الآن بمرحلة المراهقة.
كما عرفنا عرفت مريم بأنها عابدة اي وجهت عاطفتها في حب الله ويدل على ذلك قوله عز وجل ” وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16)” ( مريم آية 16 ) وهو دلالة على انها توجهت للتفكر والتدبر في الله وفي خلقه وفي العبادة، وربما ينطبق على مريم المقولة التي سمعناها لكل واحد جزء من اسمه فمريم بلغة قومها يعني العابدة وخادمة العباد.
ارتبط بمريم الكرامات وقد ظهر ذلك في قول الله عز وجل “فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)” ( آل عمران آية 37 )، وهنا يمكننا القول بأن هذا الرزق لا يقصد به المأكل والمشرب وإنما يقصد به خشية الله والحالات الايمانية العالية التي كان يجدها عليها زكريا عليه السلام.
لكل من ينظر إلى قصة مريم فمريم لم تعش حياة ميسرة ولكنها مرت بحياة ليست هينة فقد عاشت مريم اليتم حيث مات ابيها بعد انجابها وكانت امها كبيرة العمر فقد كانت تعاني من العقم وأنجبت بسن كبيرة مما صعب عليها قدرتها على الانفاق عليها ومراعاتها بشكل كبير، وقد نشب على كفالة مريم بعض المشادة بين القوم حتى ضربت قرعة لمن يكفلها، فقاموا بإلقاء الاقلام في مجرى النهر وآخر الاقلام التي يتم جرفه فصاحبه يكفلها وكان النهر يأخذ الاقلام في مجراه اما قلم ذكريا فيثبت في مكانه وقد كررت التجربة ثلاث مرات فتم اختيار زكريا لكفالتها، هل نجد في وقتنا هذا من يتصارع لعمل خير ككفالة اليتيم.
وبعد فترة من كفالة ذكريا لها تعرض للقتل ففقدت كفيلها ثم كان الاتهام القاسي الذي يمكن أن تتعرض له امرأة الاتهام في عرضها وتعرضها لحياة قاسية من الترحال وعدم الاستقرار وحتى تجربة رفع عيسى عليه السلام ففقدت طفلها.
لكن المحن ربما كانت الوسيلة الانسب لإيجاد من تتحمل ان تكون جزء من واحدة من اكبر معجزات الله على الارض والدليل القوي على اسم الله الخالق وهى انجاب مريم لعيسى وهى عذراء ودون زواج، ولكن بجانب المحن كان التأهيل لمريم بأن كانت الملائكة تخاطب مريم وتوجهها ثم كانت المعجزة بأن جاءها جبريل مرسال الله لها يبلغها بأنها ستنجب طفلًا، وبالفعل حملت مريم ولم يعرف بهذا الحمل احد اذ اجتنبت الناس وابتعدت عن بيت المقدس فلم يكن لها احد لا اب ولا ام ولا كفيل.
جاء ميعاد الولادة وكانت بجوار نخلة يابسة وهنا قالت يا ليتني لم اولد، فنطق عيسى لا تحزني يا امي فتحولت المنطقة الجرداء لتظهر بجوارها عين ماء وحتى النخلة اليابسة طرحت الرطب حتى تأكل وتشرب مريم، وربما كانت تلك المعجزة تذكيرًا للناس بأن الخالق هو الله فها هي مريم دون رجل تنجب فقط بأمر من الله فهو ما يقول كن فيكون.
قويت عزيمة مريم بعد تلك المعجزات فعادت إلى قومها تحمل طفلها، وبدأت مريم تتعرض للطعن من القوم فأشارت إلي طفلها، فغضب القوم مما تفعل مريم فقالوا وهل نتخاطب مع طفل في المهد، فكان الرد من عيسى عليه السلام ” قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)” ( مريم من 30 وإلى 34 ) فكانت الآيات موجهة للقوم ولمريم في آن واحد.
استمرت حياة مريم من بعد ميلاد عيسى ملازمة لابنها في حله وترحاله وعدم الاستقرار في الحياة إلى كانت اللحظة القاسية التي مرت بها مريم وهى رفع عيسى عليه السلام فهى من اقسى اللحظات على أي ام وهى فراق وليدها.