ذكر الله قصص الأنبياء في القرءان الكريم لتكون لنا عبرة وعظة؛ واختلف عقاب كل قوم على حسب معصيتهم، ولكن أشد عقاب كان عقاب قوم لوط.
قصة قوم لوط:
أرسل الله “لوط” ابن أخ سيدنا “إبراهيم” عليه السلام إلى قرية سدوم، إحدى قرى فلسطين بالقرب من البحر الميت، وكان قومها يأتون الذكران من العالمين؛ ورغم دعوة “لوط” عليه السلام لهم بترك هذه الفاحشة الشنيعة، إلا إنهم لم يستجيبوا لدعوته، إذ كانوا يأتون الرجال علنا بالإجبار، ويكشفون عورتهم، ويأتون في نواديهم المنكر علنا، فكان عقابهم أشد عقاب، لأنهم استنكروا شرع الله لإشباع رغباتهم.
شرك نساء قوم لوط:
أما شرك نساء قوم لوط فكان من نوع آخر، فلقد كانت امرأة لوط ونساء القوم يستنكرون العدل، ويرضون بالشرك والباطل، والكفر، وبفعل فواحش أهل القرية، وبتكذيب الرسول؛ فكان شركهم أخطر أنواع الشرك والكفر، فهم لا يباشرون بعمل الفاحشة ولكنهم راضون بما يفعله قومهم، ويرون أن ما يفعله قومهم من شرك وباطل هو من حقهم، فكان عقابهم شديد مثل قومهم رميهم بالحجارة.
الملائكة المرسلون:
كذب قوم “لوط” عليه السلام دعوته بترك الفاحشة وعبادة الله، ولم يستجيبوا له غير بناته؛ فأرسل الله إليهم ملائكة في صورة بشر شباب، وذهبوا هؤلاء الشباب إلى “لوط” عليه السلام طالبين استضافتهم عنده، فرفض لوط استضافتهم خوفا عليهم من قومه، ولكنهم أصروا على الدخول، فاستضافهم “لوط” عليه السلام؛ فذهبت امرأة “لوط” عليه السلام إلى قومها وأخبرتهم بوجود شباب في بيت زوجها .
مقاومة “لوط” عليه السلام لقومه:
فذهب قوم”لوط” عليه السلام مسرعين إلى بيت “لوط” عليه السلام يطلبون الشباب لفعل اللواط بهم، فرفض “لوط” عليه السلام إعطائهم الشباب وقاومهم ومنعهم من الدخول؛ فقالوا له: “إنا رسل ربك لن يصلوا إليك”، وأرادوا إنزال اللواط بلوط عليه السلام أيضا؛ فطلب منهم ترك ضيوفه، وسوف يزوجهم بناته عندما يصبحوا صالحين، فرفضوا وقالوا: “إنك تعرف ما نريد”.
عقوبة الذين أرادوا فعل الفاحشة بلوط وضيوفه:
فخرج عليهم “جبريل” عليه السلام وضربهم بطرف جناحه من أجنحته الستمائة على وجوههم فأعمي أبصارهم؛ وبشرت الملائكة ” لوط” عليه السلام أن هؤلاء القوم لن يستطيعوا الوصول إليك فأسري بأهلك، واخرج بهم ليلا إلا امرأتك؛ وبعد خروج لوط بأهله كانت عقوبة هؤلاء الذين أرادوا الفاحشة عقوبتين، أطمس جبريل على أبصارهم فلم يستطيعوا الرؤية، وعوقبوا في الصباح بعقوبة قومهم وهي رفعهم إلى السماء ثم إلقائهم إلى الأرض، ثم ضربهم بالحجارة.
دلائل القرءان على إهلاكهم:
قال تعالى: “فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ، مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ”.