اليوم سوف نحكي قصة القدس الشريف والحملات الصليبية وكيف حررها صلاح الدين الأيوبي ، في عدة مقالات بعنوان قصة القدس الشريف .
القدس الشريف
لقد احتلت مدينة القدس من الصليبيين لمدة ثمانين عاما ، و في ذلك الوقت كانت تدعي “مملكة بيت المقدس”، الي ان فتحها صلاح الدين الأيوبي عام ٥٨٣ هجريا ، بجوار قرية المجاورة و عاد اسمها اليها و هو القدس فعادت مدينة اسلامية كما في عهد الخليفة امير المؤمنين عمر بن الخطاب. كان فتح بين المقدس نقطة تحول في الأحداث التاريخية فبعد أن هزت القوات الصليبية العالم بجيشها المكون من مئات الآلاف من المقاتلين، لم يكن يوجد أمل لهزيمتهم، الي ان خرج صلاح الدين من مصر بجيش قوي فخاضوا المعارك ، وأحده تلو الاخرى الي ان بدأت القوات بالتراجع حتي انسحبت من كثير من البلاد التي استولوا عليها ، و فتحوها و اعتبروها موطن لهم، رحل المقاتل الذي ظهر في اظلم فترات التاريخ الاسلامي وذهب بجوار ربه، و هو الذي بث في المسلمين الأمل بنصر الله القريب و كون جيشا تغلب علي ثلاث جيوش اوربية قوية وهم: جيش فرنسا بقيادة فيليب الثاني، جيش ألمانيا و يقوده فريدرك الثاني و انجلترا بقيادة ريتشارد قلب الاسد.
قسم ورث صلاح الدين علي أبناءه و أقاربه بعد و فاته، فكان الميراث هو الامبراطورية الإسلامية الكبيرة التي وحدها و أصبح كل واحد فيهم ملكا او أمير ، كانت مصر اكبر و أهم جزء في تلك الامبراطورية و كانت من نصيب العادل سيف الدين ثم من نصيب الملك الكامل، الذي توالت فترة حكمة لمصر من عام ١٢١٨ الي ١٢٣٨، و كانت القدس من نصيبه بعد أن تركها إخوته له، فقد كان اقدر منهم لتولي حمايتها من الخطر الصليبي، الذي يريد تعويض هزيمتهم علي يد صلاح الدين، انصرف كل ملك وامير لشؤونه الخاصة و لمكان حكمه و لتوسيع نطاق الحكم الخاص به، حدثت خلافات بين جيرانهم من الحكام و بعضهم البعض، فنشاءت المعارك بينهم وتنسوا خطر الصليبيين الذين يستولون علي عدد من القواعد و الثغور في الشام ، و في كل لحظة كان يضيعها الأمراء في الخلاف في ما بينهم كانت القوات الصليبية تستعد لليوم الذي ينتصرون فيه و يعودون الي القدس. ادرك الصليبيين بعد هزيمتهم ان مصر تشكل خطرا عليهم و أن فوزهم في الحرب كان بسبب اتحاد مصر و الشام فبعد أن خرج صلاح الدين بجيشه من مصر زادت إعداد جنوده و أسلحته بعد مرورها علي الشام، قرر الصلبيين ان لا يكرروا نفس الخطأ و في هذه المره سيهجمون علي مصر و يستولون عليها و يفصلوا بينهم و بين الشام و فلسطين.
قصة الملك العقرب قصص تاريخية من الحضارة الفرعونية
فان نجحوا في ذلك سهل عليم الكثير في الوصول الي القدس، تحركت سفنهم من مواني اطاليا و رست علي شواطئ مصر، فاستولي علي مدينة دمياط و أخذوا يكملون زحفهم الي القاهرة، حاول الملك الكامل ان يسترد دميط و طلب العون من اخيه في مصر و اقاربه في الشام لكنهم لم يساعدوه، فكر الكامل فيما يفعل و راسي علي قرار ان يتنازل للصلبيين، فارسل رسالة الي قائدهم فردريك الثاني يخبرهم يالرحيل مقابل بيت القدس و مملكة القدس التي كانت تشمل أجزاء كبيرة من فلسطين، فغرح كثيرا بهاذا الخبر فإنه سيأخذ بيت القدس من دون بذل مجهود يزكر. لكن كان هناك بعض المعارضين فكان راءيهم ان يتابعوا سيرهم فيستواون علي مصر و الشام و القدس، و كان البابا في روما يساند رأي المعارضين و أعلن عدم رضاه عن فردريك الثاني ليقوي موقفهم، و لنهب خيرات الدول الاسلامية ” مصر و الشام ” الي جانب القدس، تابعوا سيرهم من دمياط الي القاهرة فدخلوا في معركة مع الملك الكامل فاستطاع ان يهزمهم .
و عادوا الي أوربا لكنهم كانوا قد استعدوا لغزو مصر مرة اخري و في هذه المرة لن يكون جنود من بحارة جنوة و موانئ اطاليا فقط بل سيكون هناك جيش قوي بقياده إمبراطور ألمانيا. ارتجف الملك الكامل من فكرة استطاعتهم ان يأخذوا حكمه فعرض عليهم مجددا ترك مصر و أخذ القدس، فقد شعر الملك الكامل ان رعاياه المصريون سيميلون الي هذا الاتجاه السلمي و إنهاء المعارك التي دامت طويلا في ايام صلاح الدين في أنحاء الشام و فلسطين و شواطئ مصر.
وانتظروا الجزء الثاني من قصة القدس الشريف