تعتبر القصص من أجمل أنواع الأدب التي يعشقها الكبار والصغار، ولاسيما عندما تكون قصصا تحمل الطابع الفكاهي، كقصص جحا المضحكة والتي على الرغم من أنها تحمل إلينا معها الابتسامة من القلب إلا إنها تكون أيضا في كل مرة مفيدة ومعبرة وتحمل معها الحكمة.
قصص جحا لها الكثير من العشاق والمحبين، ولأجل أحبائنا لدينا الكثير من قصصه الشيقة والمضحكة.
القصـــــــة الأولى (جحا ولحافه الجديد):
في ليلة قارصة البرودة، وبينما جحا نائم بجوار زوجته في فراشه، سمعا أصواتاً وضوضاء في الشارع.
شك جحا في أن هذه الأصوات لأناس يتعاركون بالشارع، فنظر من النافذة وتأكد من شكوكه.
نظر جحا لزوجته وقال لها: “سأخرج للشارع وأحاول معرفة سبب هذه المشاجرة لأتمكن من فضها”.
فقالت له زوجته: “ولكن يا جحا الجو بالخارج شديد البرودة”.
فقال لها جحا: “يا زوجتي العزيزة أقدر خوفكِ وقلقكِ علي، ولكن ربما خروجي كان سببا في حل المشكلة التي بينهم جميعاً، وفض الخلاف”.
فقالت له زوجته: “إذاً فضع على جسدك غطاءً يقيك برودة الجو بالخارج”.
لم يجد جحا أمامه شيئا يضعه على جسده بخلاف اللحاف الجديد، فأمسك به ووضعه على جسده وخرج للشارع.
وعندما وصل وجد الكثيرين ن الناس يتجمهرون بالمكان، فأخذ يسأل عن سبب المشكلة، وكان الظلام حالكا فلا يرى أحدهم الآخر ولا أي شيء من حوله.
ومرة واحدة خطف اللحاف من فوق كتفي جحا، فأخذ ينظر يمينا ويسارا ليرى سارقه، وأخذ يصيح بأعلى صوته: “لص.. لص.. لص”!
ولكن لم يتحرك أحد من حوله، ولم يلبي أيٍ منهم له نداء، ولم يظهر أي أثر للحاف حيث كان الظلام رهيبا، ولاحظ انفضاض الناس من حوله من كل المكان.
بات جحا يفق وحيدا بالشارع، وكان البرد يأكل جسده، وهو في حالة يرثى لها، فقد كان غير مصدقٍ لما حدث معه، وكيف أن استطاع أن يخرج بلحافه الجديد الذي كلفه الكثير من الأموال؟!
ولم يجد ملجأ غير العودة لمنزله، وعندما عاد بوجه حزين قد اختفت من عليه كل التعابير، سألته زوجته عن حال الناس، وكيف تمكن من حل النزاع بينهم بمجرد وصوله إليهم؟!
فقال لها جحا: “انفض الخلاف بسرقة اللحاف”!
صرخت زوجته في وجهه، واشتد النقاش بينهما، ولم يجد جحا منها مهربا سوى ذهابه للنوم.
وبعد قليل صرخ جحا وقد كان نائما، قال لزوجته: “آتني بالمنظار وأسرعي به يا زوجتي العزيزة”.
فسألته زوجته في تعجب: “ما لك والمنظار وأنت نائم يا جحا؟!
فقال لها: “آتني به قبل أن يذهب نومي، فقد رأيت اللحاف بحلمي وأريد أن أدقق به لعلي أعرف مكانه”!!
القصــــــة الثانيـــــــــــة (جحا بائع الحرير):
بيوم من الأيام أمسكت زوجة جحا بلفافة من الحرير وقالت لزوجها: “يا زوجي الحرير خذ هذا الحرير وبعد لنا بالسوق”.
ابتسم جحا وقال لزوجته: اطمئني يا عزيزتي، سوف أبعه لكِ وآتيكِ بمبلغ كبير من المال أيضا”.
ذهب جحا للسوق ممسكا بالحرير، وقد حاوطه مجموعة من الطامعين به بالسوق، فأرادوا أن يشتروا منه الحرير بثمن بخس للغاية فقاموا عليه بحيلة.
قال أحدهم: “يا جحا إن هذا الحريري الذي بيدك لا يستحق كل هذا المبلغ الذي تطلبه فيه”.
وبالقرب منه كان هناك اثنان من الجال، همس أحدهما في أذن الآخر قائلا: “إنه حرير ممتاز، هيا بنا لنضحك عليه ونأخذه بأبخس سعر ممكن”.
فطن جحا لهما، ولبضع الكلمات التي سمعها منهما، وتقدما إليه فقال له أحدهما: “يا سيدي إن هذا الحرير رديء للغاية وكميته قليلة أيضا، ولا أدفع به فلسا واحدا”.
وقال الثاني: “لا تقل هكذا، واجبر بخاطره، أعطني إياه وسأتدبر أمره وانتهي منه قبل ألا يأتيك مشتريا له”.
قال جحا في قرارة نفسه: “لطالما مصرين على شرائه، فسأعاملهم جميعا بنفس معاملتهم وسأنتهج نفس أسلوبهم في المعاملة”.
عاد جحا من السوق للمنزل، وسأل زوجته في عجالة: “أيوجد لدينا أحذية قديمة بمنزلنا؟!”
فأجابته قائلة: “نعم يوجد”.
فقال لها: “آتني بها”.
وبعدما أتته بها سألته: “ما بال الحرير عدت به؟!”
فقال جحا: “لا تقلقي سأتدبر أمره يا زوجتي العزيزة”.
قام جحا بفك لفة الحرير، وقام بوضع الأحذية بداخلها، وقام بلفها من جديد فأصبحت كبيرة للغاية بالنسبة لحجمها السابق.
حملها وعاد بها للسوق من جديد، ومن جديد التف حوله التجار يبتغون شراء لفة الحرير التي بحوزته.
بدأ أحدهم قائلا: “يا جحا إن حريرك رديء للغاية، ولا أعطيك به إلا ثمن كذا”.
نظر جحا للتجار الباقيين آملا أن يعطه أحدهم ثمنا أكبر، ولكن قال أحدهم إليه: “يا جحا إنه سعر مناسب ولا تأمل أن يعطك أحدنا سعرا أفضل منه”.
فنظر جحا للثمن بالنسبة للحرير الأصلي الذي صنعته زوجته، فوجده سعرا مناسبا للغاية، فوافق جحا على المبلغ الذي أعطاه إياه التاجر.
ساور التاجر الشك تجاه جحا، فقال في نفسه: “أيعقل أن يبيع جحا كل هذا الحرير بهذا الثمن القليل؟!”
فسأل التاجر جحا: “هل هذا الحرير هو من شغل أهل بيتكم؟!، أخشى أن يكون فيه شيئا”
فقال جحا بجدية متناهية: “إن فيه أحذية”.
فضحك التاجر وكل من حوله، فقال التاجر: “إنك يا جحا رجل تحب الهزار”.
وقال آخر: “أحذية بالحرير، إنها بكل تأكيد نكتة بالغة”.
أخرج جحا كيس النقود من جيبه، وأعطاه جحا ثمناً للحرير الذي اشتراه منه.
وبعدما قام المشتري بفك لفافة الحرير للبيع منها، اكتشف وجود الكثير من الأحذية القديمة بداخلها، فحملها كلها كتلة واحدة وذهب بها لمنزل جحا.
وبمجرد أن فتح جحا له الباب قال له: “أيليق برجل مثلك أن يكذب ويغش؟!، لقد سألتك هل يوجد شيء بالحرير، وأجبتني بلا”.
فقال له جحا: “لو كنت صدقتني القول، وأخبرتني بثمن الحرير الحقيقي الذي يستحقه بعدما بذلت زوجتي به نور عينيها وما لجأت للحيلة ولا خداع لكنت صدقتك، وفي النهاية لقد صدقتك أنا القول، وأخبرتك أن به أحذية، فما غششتك على الإطلاق ويشهد ربي أنك أخذته على حاله”.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصة جديدة من قصص جحا تحمل عبرة سياسية رائعة
قصص جحا المضحكة جدا أروع الطرائف فى موضوع واحد
قصص جحا واحدة من طرئف حجا والسائل