ومازلنا نستكمل القصة المليئة بالأحداث المثيرة والشيقة، قصة بإمكانها أن تجعل كل من يقرأها يشعر بالمحبة المتواجدة بين سطورها، ومن ثم يشعر بمدى الأسى والحزن الدفين المتواجد بين ثناياها، قصة على قدر المتعة أثناء قراءتها بقدر الأسى والحسرة بعد الانتهاء من قراءتها.
جريئـــــــــــــــــة (الجزء التاسع والأخير)
لقد كان ذلك الموظف يسجل كل اتصال يحدث بين الاثنين حتى ورد الاتصال الذي سأل فيه “عاصي” عن “ياسمين” وهدد زوجة أبيها إن لم توفق له موعد مع ابنة زوجها مرة ثانية سيفضح أمرها عند “أحمد”؛ كما أن “عاصي” راوده الشك بأنها قتلت “ياسمين” بدافع الغيرة منها حيث أنها لطالما غارت منها وحنقت عليها ورتبت لها الكثير من المشاكل.
ودام الاتصال بينهما وكشف كل أمرهما حتى ورد الاتصال الذي تبين فيه أن كليهما كان مشتركا في جريمة قتل والد “ياسمين” وقد رتبا الأمر ليبدو وكأنه توفي إثر أزمة بالقلب، وقد قام بخنقه “عاصي” بمساعدة زوجة القتيل عندما اكتشف خيانتها له.
اجتمعت كل الخيوط أمام “أحمد” واستدعى الوزير شخصيا وقدم له كافة الأدلة والبراهين التي تثبت كل الجرائم التي ارتكباها كلاهما، وتم الحكم عليهما بالشنق وتم تنفيذه على الفور نظرا لمدى علاقات “أحمد” ولأنه أراد الانتقام والثأر لكل الآلام التي تعرضت لها حبيبته.
أما عن ياسمين فقد اختبأت مجددا عن “أحمد” ولم تدري بكل الأحداث التي حدثت مؤخرا مع الجانيان الحقيقيان اللذان دمرا حياتها رغبة في أموالها؛ ومن جديد شرع في البحث عليها، ولم يهدأ له بال إلا عندما جاء له رجاله بمعلومات كافية عنها، على الفور ترك كل ما لديه وذهب لإحضارها، كانت في هذه المرة تعمل بإحدى المدارس والتي وفرت لها سكنا للمغتربات.
بعدما عاد بها من رحلته البحرية، ذهب بها لمنزله والذي قد اعتاد أن يجلس به عندما يشعر بحاجته للعزلة، وتركها وذهب بحثا عن الحقيقة بعدما قام بشراء كافة الاحتياجات لأجلها، لم يعلم حينها أنها كانت تنوي على إنهاء حياتها كاملة وإلا ما كان تركها من الأساس.
بعدما رحل حملت نفسها وأسرعت لتنفذ ما نوت عليه، وما إن شرعت بإلقاء نفسها بالمياه وجدت سيدة عجوز أمسكت بها وربتت على ظهرها، طمأنتها وأخذت بيدها، تلك السيدة العجوز كانت مديرة لإحدى المدارس أخذتها معها للعمل والسكن وعاملتها كابنة لها.
في البداية لاحظها “أحمد” من بعيد، لقد كانت تائهة لدرجة أنه مر بجوارها ولم تنتبه لوجوده من الأساس، خذ يلعن نفسه لأنه لم يقف بجوارها وصدق ما جاءه بها قبل أن يتبين حقيقة الخبر، أمسك بيدها فظهرت على وجهها ابتسامة وفرحة لرؤيته، وعندما جذبها لتدخل بسيارته وجدتها رفضت بشدة، وأوضحت له أنها تأقلمت على حياتها الجديدة…
أحمد: “وأي حياة تقصدين؟!”
ياسمين: “هذه الحياة التي تخلو من كل منغصات الحياة، لم أعد آبه بما يمكن لمن حولي اكتسابه عني لأنه وبكل بساطة لم يعد من حولي سوى أناس لا يريدون مني سوى إعطائهم معلومة تنفعهم بحياتهم وتمكنهم من الدراسة”.
أحمد: “وعلاقة حبنا؟!”
ياسمين: “أي علاقة يا أحمد؟!، لقد دمرت شخصيا ولم أعد أملك أي شيء لأعطيه لك”!
أحمد: “لقد أعطيتني كل ما أردته بالفعل يا ياسمين”.
ياسمين: “من فضلك لا أريد التحدث في هذا الموضوع، لأنك تعلم فعليا ما أعنيه”.
أحمد: “ياسمين أقسم بالله أنني كنت بالفعل أول رجل بحياتك، وهذا ما أردته وحمدا لله أنني حصلت عليه”.
همت بالرحيل ولكنه أمسك بيدها: “ياسمين لقد وضعت زوجة أبيكِ لكِ منوما بالعصير، ووضعت أيضا منوما بشراب عشيقها حتى لا يقربكِ فيقع بحبكِ ويتركها، وقامت بوضع الدماء على الفراش وعلى ملابسكِ ليظن كلاكما أنه تم شيء بينكما، وقامت بتصويركما لتبعث بالصور لي وهذا فعليا ما حدث، ولكنني عندما تمكنت منكِ أيقنت أنني أول رجل بحياتكِ ولم أرد حينها شيئا سوى الانتقام لكِ، ولكنني عندما عدت لأبين لكِ حقيقة الأمر وجدتكِ تركتِ المنزل بأكمله، ومن يومها وأنا أبحث عنكِ؛ ياسمين إنني أحبكِ ولن أخسركِ لأنكِ حب حياتي الذي لطالما أردته”.
وعادت معه وتزوجا.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص جريئة وات باد بعنوان “جريئة”! الجزء الأول
قصص جريئة وات باد بعنوان “جريئة”! الجزء الثاني
قصص جريئة وات باد بعنوان “جريئة”! الجزء الثالث
قصص جريئة وات باد بعنوان “جريئة”! الجزء الرابع
قصص جريئة وات باد بعنوان “جريئة”! الجزء الخامس
قصص جريئة وات باد بعنوان “جريئة”! الجزء السادس
قصص جريئة وات باد بعنوان “جريئة”! الجزء السابع
قصص جريئة وات باد بعنوان “جريئة”! الجزء الثامن