ومازلنا نستكمل القصة المليئة بالأحداث المثيرة والشيقة، قصة بإمكانها أن تجعل كل من يقرأها يشعر بالمحبة المتواجدة بين سطورها، ومن ثم يشعر بمدى الأسى والحزن الدفين المتواجد بين ثناياها، قصة على قدر المتعة أثناء قراءتها بقدر الأسى والحسرة بعد الانتهاء من قراءتها.
جريئـــــــــة (الجزء السادس)
وبالفعل خرجت في هذا اليوم الفتاة المسكينة مع خطيبها وجاءت تنسج خيوط السعادة وتنشرها على كل من حولها، وعندما عادت للمنزل وجدت زوجة والدها تعاملها بحنية على غير العادة، جلست بجوارها وقد أعدت العشاء والوجبات التي تحبها بشكل خاص.
كانت “ياسمين” بالفعل من كثرة سعادتها لا تشعر باحتياجها لشيء آخر بعد مقابلة زوجها المستقبلي….
ليلى: “احكي لي عن أحمد، ماذا يحب؟، ماذا يكره؟، ما أكثر شيء جذبه لك؟!”
ياسمين وقد شعرت بثقل في رأسها: “إن أكثر شيء أصبح يحبه أحمد هو ياسمين يا زوجة أبي”!
وقبل أن تكمل حديثها مع زوجة أبيها كانت قد استلقت على السرير حيث أن زوجة أباها قد أرغمتها بحنيتها المفرطة الزائدة والمصطنعة أيضا أن تشرب كوبا من العصير الذي طلبت عمله بنفسها خصيصا لأجلها؛ وبالتأكيد وضعت ليلى العقار بالعصير قبل أن تعطيه لياسمين، وما هي إلا رشفة واحدة حتى ثقل جسدها بالكامل وغاصت في النوم.
كان “عاصي” في نفس الوقت مختبأ بالغرفة المجاورة الخاصة بليلى التي كانت قد أعطت كل الخدم إجازة حتى لا تتيح أي فرصة للقدر ليفشل لها خطتها؛ أما عن “ليلى” فكانت في غاية الخبث أيضا، قامت بإعداد كأسين من النبيذ الفاخر وبخاصة الذي يعشقه “عاصي” احتفالا بنجاح جزئي لخطتهما، وتشجيعا لعاصي لإتمام المهمة الأكبر، ولكنها اقترحت عليه أن تصور فيديو تكشف فيه فضيحة “ياسمين” أمام زوجها المستقبلي كتغيير بالخطة، وذلك لكونه قويا ومتعصبا وغيورا على حبيبته للغاية وبإمكانه قتل “عاصي” بلمحة عين وبدم بارد أيضا.
وافقها “عاصي” الرأي وشرب ما قدمت له، وبجوار “ياسمين” طاح برأسه أيضا ولم يدري بشيء على الإطلاق؛ وهنا تمثلت “ليلى” الأفعى الشريرة في إتمام خطتها، قامت بتجريد “ياسمين” من ثيابها كاملة ومثلها “عاصي”، وقامت بالتقاط بعض الصور والتي تدل على حدوث علاقة بينهما، ومن خبثها الشديد وصل بها الحال أن أتت ببعض قطرات الدماء وقامت بسكبها على الفراش وعلى جسد “ياسمين” بعضا منها وعلى جسد “عاصي” أيضا.
وعندما استفاق كلاهما أيقنت “ياسمين” بفقدها أعز ما تملك، أما عن “عاصي” فأيقن بأنه وأخيرا فعل ما أراد؛ أصيبت “ياسمين” بحالة نفسية ساد عليها الصمت والسكون، ولم تفعل شيئا من أمرها سوى البكاء المرير والذي كان بصمت رهيب، ومن ثم حملت نفسها وخرجت من المنزل ولم تعود لفترة طويلة!
كانت زوجة أبيها خائفة على حياتها للغاية لأنه بنص الوصية أنه لو تأذت ياسمين بأي شيء تحمل زوجة أبيها المسئولية كاملة، اختفت “ياسمين” لليوم الثاني والثالث ولم يعرف أحد عنها أي خبر!
وباليوم الثالث توجه “أحمد” للمنزل يسأل عن “ياسمين”….
أحمد: “ياسمين… ياسمين…”.
ليلى: “حتى أنت لا تعلم أين اختفت بعد فعلتها التي فعلتها بنا؟!”
ظهرت على وجهه علامات التعجب والاندهاش: “أين ياسمين؟!”
ليلى بهدوء رهيب: “لا أعلم أين هي”.
أحمد: “تعلميني يا ليلى لو اكتشفت أن لكِ يد بموضوع اختفاء ياسمين أو أنكِ فعلتِ بها شيء أذاها لن أرحمكِ، وهذا وعد مني”!
في الحقيقة لقد ارتعبت “ليلى” من تهديداته لها، وأيقنت مدى حبه لياسمين، لذلك بنفس اليوم أرسلت كافة الصور إليه، وانقلب خوفه وقلقه عليها لإصرار على الانتقام منها؛ استعمل كافة اتصالاته للبحث عنها وإيجادها، ولم يمر سوى يومان وبالفعل وجدها حزينة شريدة مكسورة الخاطر بمنزل بعيد بمدينة أخرى لصديقة قديمة لها.
وباليوم الذي أرسل به رجاله لجلبها إليه جلس مع نفسه وحيدا يتفكر في ماضيه المرير والذكرى الأليمة التي جعلت قلبه ينزف دما من جراحه؛ ببداية عمره وأثناء دراسته بالجامعة أحب فتاة والتي كان بكل مرة يراها يشعر بأنه ملك الكون بما حوى، صارحها بمحبته واكتشف أيضا أنها تحبه وأنها لا تتمنى رجلا بكل الحياة إلاه، وتمت خطبتهما وقبل زفافهما اكتشف….
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص رومانسية قصيرة جريئة بعنوان أحببتكَ ولا أدري الجزء الأول
قصص جريئة وات باد بعنوان “جريئة”! الجزء الأول
قصص جريئة وات باد بعنوان “جريئة”! الجزء الثاني