عالم الجن مليء بكل ما يذهب العقل بالنسبة للروح البشرية، بعادتهم (الجن) لا يحبون الاحتكاك بنا نحن البشر ولكن لكل قاعدة شواذ، وهناك منهم من يفتنون بجمال البشر فيقتربون منهم، ولأن الفرق بين العالمين شاسع ومختلف لأبعد الحدود فلا يتقبل العقل البشري ما يدور بعالم الجن والمردة والشياطين، اللهم نجنا جميعا منهم ولا تقربنا على عالمهم وابعد كل البعد بيننا وبينهم.
من قصص جن بئر برهوت:
اسطورة بئر برهوت الجــــزء الأول
قصة شاب لديه من العمر ستة عشر عاما، أصله من اليمن ولكنه كان مغتربا مع والديه بإحدى الدول العربية، توفي والده إثر حادث بالمصنع الذي كان يعمل به مما اضطره ووالدته للرجوع إلى اليمن مرة أخرى؛ ونظرا لأن والده متوفى اضطرت الأم للعيش مع أهلها حتى تجد راحتها، أما عن الشاب (بطل القصة) عاد لليمن ومكث مع أهل والده الراحل، وقد كانوا يسكنون بمحافظة المهرة والتي تقع بجنوب اليمن، سكن الشاب بمنزل جده ومع أعمامه.
كان منزل الجد كبيرا للغاية ومتسعا ويضم من العائلات ثلاثة، لقد كان للشاب ثلاثة أعمام خلاف والده، وقد كانوا جميعا لديهم من الأبناء ما يكبر بطل قصتنا سنا إلا حفيدا واحدا كان مقاربا لسنه “علي”، وعلى الرغم من تقارب سن كلاهما إلا أن “عادل” كان دائم الاستهزاء بابن عمه “خالد” (بطل القصة)، كان دائم ينتقص من شأنه بداعي وبدون داعي لدرجة أن “خالد” كره العيش وسط جده وأهله بسبب أفعال “علي” المتكررة معه.
وبيوم من الأيام كانا ذاهبين معا إلى المدرسة فأشار “علي” بإصبعه تجاه أرض واسعة قاحلة وبعيدة للغاية، وقال بهمس: “أتعلم يا خالد، إنه وادي برهوت ويقال أن به بئر تسمى على اسمه بئر برهوت، وتدور حول هذه البئر الكثير من القصص والحكايات وفي غالب الأمر أنها أساطير، يقال أنها بئر مليئة بالجن، ويحكى أنه ذات مرة دخل به رجل ليستكشفه وما إن وطئت قدمه به حتى شرع في الصراخ مستنجدا بأحد ما، وأول ما أخرجوه لم يجدوا به إلا نصف جثة هامدة!
وقصة أخرى عن امرأة وضعت رضيعها بجانب البئر لتقضي حاجتها في الخلاء، وعندما انتهت مدت يدها لتأخذه ويستكملا طريقهما ولكنها لم تجده!، وحكايات لا حصر لها ولا عدد حول هذا البئر؛ لكن تعلم يا خالد إنه حقا بئر ليس من الصنع البشر نهائيا، فله مساحة وعمق لا يتمكن إنسي من صنعها، يقال أنه حفر بواسطة الجن حتى يجعلوه سجنا لمن يعصي أوامرهم من جنسهم، وتروى أساطير كثيرة حوله”.
تملك الفضول “خالد” فلم يكد يرى أحدا إلا وسأله عن البئر وعن القصة الحقيقية ورائه، وبيوم إجازته الدراسية استأذن من جده وذهب لزيارة والدته بمحافظة أخرى، وقد كان متحمسا للغاية ولأنه سيسألها عن بئر برهوت، وأنها ستعطيه إجابة نموذجية بخلاف غيرها، فقد كانت والدته محبة للقراءة والاستطلاع كثيرا…
وكانت إجابتها: “يا بني إنه حقا بئر غامض، وكل المعلومات المتاحة حوله أن نبينا صل الله عليه وسلم وصف مائه بأنها شر ماء موجود على الأرض كله؛ وحقيقة لا توجد أي دلائل تثبت أن الجن هم من قاموا ببنائه أو حتى أنهم يسكنون به، وأنه يرجح أنه في زمان بعيد سقط نيزك على الأرض فترتب عليه هذه الفوهة الضخمة والتي سميت فيما بعد ببئر برهوت، وأن كل هذه الحكايات والأساطير حوله ما هي إلا مجرد أكاذيب للتسلية والاستمتاع فقط”.
شعر “خالد” بالراحة النفسية تغمره من كلام والدته الذي بعث إلى نفسه الطمأنينة، وبكل يوم ينظر فيه إلى الوادي أُثناء ذهابه وقدومه من المدرسة لم يعد يلقي له بالا كالسابق، إلى أن جاء اليوم الذي انقلبت فيه كل الموازين انقلبت رأسا على عقب…
بيوم كان “خالد” وابن عمه “علي” يساعدان جدهما في حظيرة المواشي التي يمتلكها، كان “خالد” متأففا من العمل الذي يقوم به حيث كان يضع لهم العشب ويزيل من تحتهم فضلاتهم، ولم يكن متعودا على عمل شبيه بذلك من قبل، وما إن رآه “علي” حتى بدأ في الاستهزاء به كعادته، ومن شدة ضيق “خالد” من أفعال ابن عمه جعله يتوعده بأنه بإمكانه الذهاب إلى بئر برهوت في الليل المظلم دون خوف ولا حتى تحرك شعرة واحدة من شعر رأسه…
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا:
قصص جن حقيقية طويلة “مملكة بلهيت” رعب حتى الموت الجزء الأول
قصص جن حقيقية طويلة “مملكـــة بلهيت” رعب حتى الموت الجزء الثاني
قصص جن حقيقية طويلة “مملكـة بلهيت” رعب حتى الموت الجزء الثالث
قصص جن حقيقية طويلة “مملكــــــــــة بلهيت” رعب حتى الموت الجزء الرابع
قصص جن حقيقية طويلة “مملكــة بلهيت” رعب حتى الموت الجزء الخامس والأخير
اين بقية الجزء