ومازلنا نستكمل قصتنا المخيفة والمليئة بالأحداث المؤلمة لأصحابها الذين لم يحالفهم حظهم العسر بالعيش في حياة عادية كحال بقية البشر والاستمتاع بكافة لذاتها، فعظهم العسر أوقعهم بمكان ملئ بالعالم الآخر عالم لا يسمح لجنس البشر اللعب معه حيث أن الفرص غير متكافئة بيننا وبينهم فكيف يكون لنا أن نلعب معهم ونساوهم عل شيء؟!
لعنة الأساطير (الفصل الثاني):
إنها أمي يا “ريم” لقد رأيتها بأم عيني ولكن عقلي لم يصدق ما رأته عيناي، تقدمت نحوي وضمتني إلى صدرها الدافئ الحنون، فقلت لها: “لقد اشتقت إليك يا أمي، بعدما فارقتني أنتي وأبي تدهور بي الحال وتدمرت كل حياتي”، فانهالت الدموع من عيني وكذلك هي، وبلحظة واحدة عاد ذلك الشخص البشع ليبدأ بتمزيق جسدها وهي تضمني على صدرها، فقلت صارخا بكل ما أملك من عزم وقوة: “دع أمي واتركها وشأنها”، فدفعني بقوة فارتطمت رأسي بحجر صلب وفقدت وعيي ولم أشعر بنفسي مرة أخرى إلا وصديقي “تركي” يوقظني ويسألني عن ما حدث معي بذلك الممر الذي وجدني فيه؛ فتجاهلت كل تساؤلاتهم وسألت عن المكان الذي أتواجد به وكيف وجدوني؛ فأجابني “تركي” قائلا: “لقد وجدتك مغشيا عليك بممر مخيف وبجانبك ملقى على الأرض صديقنا سالم، فاستدعيت “زياد” ليساعدني في حملكما خارج الممر إذ أننا وجدنا مخرجا، فهيا بنا من ذلك المكان الملعون”.
فرصة للحياة مرة أخرى:
وبعدما خرجنا عدنا للحياة من جديد، ولكني كل يوم أصحو فيه من نومي أجد على جسدي مرسومة طلاسم غريبة الشكل وبلغة غير مفهومة بالمرة، وهنا هلعت “ريم” من شدة خوفها على حبيبها وظهرت على ملامح وجهها الجميل كل مظاهر الخوف والقلق، فاستكملت حديثي قائلا: لاسيما الكوابيس التي أراها يوميا بمنامي إنها حقا تنغص علي راحتي وإذا استيقظت أرى دائما ظلا يراقبني، وبمرآة الحمام دائما ما ألمح الشخص البشع الذي رأيته بالكهف؛ لا أعرف ما الذي يجب علي فعله أأعود إلى الكهف مرة ثانية لأعلم ما الذي يريدونه مني لأتمكن من عيش الحياة برغد من جديد؟!، وهنا قاطعته “ريم” قائلة: “لا أسمح لك الذهاب بدوني، والآن لن أستطيع الذهاب معك، اترك الأمر حالما نتزوج ونذهب حينها سويا فإن قُدرت لنا الحياة فنحيا سويا وإن قُدر لنا الموت فنموت سويا، إنني يا “خالد” لا أستطيع أن أحيا يوما بدونك”، وسالت الدموع من عينيها الجميلة ليتحول لونهما من اللون الأخضر الجميل إلى اللون الأحمر المليء بالدموع..
ورأفة بحالها غيرت الموضوع كليا، وكعادتنا نراوغ بعضنا البعض أنا وهي…
أنا: “لكن اليوم ما أجملكِ، أتضعين شيئا من ورائي؟!”
ريم: “أنا؟!، إنني فائقة الجمال من صغر سني، ألا تتذكر من أول نظرة لك أوقعتك في سهام قلبي؟”.
أنا: “يا لكِ حقا من مجرمة”.
وتعالت ضحكاتنا، واستطعت أن أخرجها من جو الكآبة الذي وضعتها به، ولكن ما أذا أفعل وأنا أراهم بكل لحظة في حياتي، لقد أشفقت حقا على حالي من أجل ذلك قررت الذهاب إلى الجبل مرة ثانية وتنفيذ ما يطلبونه مني ولكني الآن لن أستطيع أن أفعل ذلك حيث أنني للتو قطعت على نفسي وعدا أمام ريم لن أذهب إلا بعد زواجنا، وبالتأكيد هي لن تتركني أذهب بفردي، فسأذهب هناك لما وراء المجهول ولست خائفا على نفسي بل خائفا على حبيبة قلبي، فيا لحيرة قلبي الحزين…
كل هذه جال بخاطري وأنا جالس أناظر في عيون “ريم” التي ملأها الرعب والقلق علي بما أخرجته لها من قلبي محاولة مني لكي أستريح ولو للحظات؛ وأثناء مكالمتنا دق هاتفي ومكتوب عليه (اتصال من سالم)، أجبت ولكنه ليس سالم صديقي إنه شرطي اتصل ليخبرني بأن صاحب الهاتف قد أصيب بحادث على الطريق بسيارته، وأن رقمي هذا كان آخر رقم قد اتصل به، استأذنت من “ريم” وأهلها وركضت مسرعا لمكان الحادث لأطمئن على صديق دربي، ولكن للأسف حالما وصلت وجدتهم قد وضعوه بسيارة الإسعاف فأمسكت بيده وأصبحت أصرخ من شدة ما رأت عيناي، لقد كان محطما جسده بالكامل ومن رؤيتي لسيارته أنها قد انقلبت به أكثر من مرة، ويده في يدي عندما أدرك “سالم” أنني خالد صديقه ظل ممسكا بيدي ويبدو عليه أنه يريد أن يخبرني بشيء هام ولكنه لم يستطع فقد فارق الحياة، ولكن الغريب في هذا الموضوع ما رأيته في مكان الحادث لقد كان هناك “زاغ”…
لقد كان ينظر إلي نظرات بثت الخوف بداخلي، واقترب مني و…. يتبع
مرحبا هل من ممكن ان نسخ القصص اطلب اذن من صاحب القصص او سحاب الموقع الرسمي