هناك أناس كثيرون طيبين القلب ومحبين لتحقيق الخير للجميع وعلى خلاف هؤلاء القوم هناك أيضا أناس كثر لا يحبون الخير لبعضهم البعض بل ويدبرون مكائد لمن يحقدون عليهم ويحسدونهم ولكن إرادة الله فوق الجميع، فعلى كل إنسان التحلي بالإيمان والعمل الصالح حتى يكون الله في عونه في أمثال مواقف هكذا من أناس قساة القلوب.
الفصل الثالث
جذبت الفتاة بحسن هيئتها وطلعتها البهية انتباه الشاب، فاستدعى صديقته لترحب بها على الفور وترحيب خاص من نوعه كما اتفقا على ذلك مسبقا….
الصديقة: “أهلا بكِ، لقد زادنا قدومكِ إلينا شرفا وفخرا وعزا”.
الفتاة: “لا تجعليني أشعر بالخجل من مبالغتكِ يا صديقتي”.
الصديقة: “إنني لا أقول إلا الحقيقة لقد سررت للغاية لأنني تعرفت على إنسانة جميلة مثلكِ”.
الفتاة: “لقد أنستيني كليا، كل عام وأنتي بخير”.
الصديقة: “لكِ مني اليوم أفضل هدية مقابل كل ما قدمته لأجلي”.
المكيدة:
أثناء الاحتفال وقبل تقطيع كعكة الميلاد، ادعت الصديقة أنها تود أن تأخذ الفتاة في جولة لتريها المنزل وكل ما يتعلق بها، فسعدت الفتاة من أجل البقاء على السعادة التي رأتها تملأ وجه صديقتها، يا لطيبة قلبها وبراءتها؟!، وأثناء تواجد الفتاتين بغرفة النوم الخاصة بالصديقة دخل الشاب وغمز لصديقته بطرف عينه فخرجت من الغرفة على الفور، وأحكم الشاب غلق الباب…
الشاب: “لقد وقعتِ في قبضتي، يا لحظكِ السيئ طوال حياتي لم يجرؤ أحد مهما بلغت عظمته أن يفعل معي ما فعلته أنتِ”.
الفتاة تعالت دقات قلبها، وأخذت تتنفس بسرعة شديدة وتتنهد…
جذب الشاب إليه بقوة وبكل قساوة، وأمسك بها لدرجة أنها تألمت من معاملته معها حينها أيقنت الفتاة أن لا ملجأ من مأزقها ومما ينوي الشاب على فعله معها إلا إلى الله…
الفتاة: “أنا لست خائفة منك، ألا تعلم أن من يتقِ الله يجعل له مخرجا؟، وكلي ثقة بالله أنه سينجيني منك”.
الشاب حائرا: “وكيف يُعقل هذا؟!، أنتِ تحت إمرتي وبداخل حجرة موصدة، أستطيع أن أفعل معكِ ما يحلو لي”.
تسيل الدموع من عيني الفتاة وتسجد لله وبصوت متقطع يغلبه البكاء: “ألم تقل يا ربي وقولك الحق ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”، لقد عمدت إلى نصرة ديني قدر المستطاع وما فعلت كل ذلك إلا إرضاءً لوجهك الكريم، والآن أريد منك النصر والتثبيت يا إلهي”.
وفجأة انهالت الدموع من عيني الشاب دون أن يدري، لقد اقشعر جسده كاملا بسبب أثر الكلمات التي سمعها من الفتاة، لقد دب الله في قلبه الخشوع، فيا لقدرة الخالق العظيمة؟!، لقد بدل الله حاله من بعد حال…
الشاب: “اخرجي………”، وفتح لها الباب.
خرجت الفتاة من المنزل كله، وأخبرت بمجرد وصولها لمنزلها العمة بكل شيء، وبأغرب ظرف مرت به بحياتها وبنصرة الله لها.
العمة: “حمدا لله يا صغيرتي على سلامتكِ، إن الله لا يريد بنا إلا الخير”.
قامت الفتاة بتأدية صلاتها وزادتها شكرا لله على إخراجها من الموقف العظيم.
بالجامعة:
وثاني يوم كعادة الفتاة ذهبت لجامعتها كأن شيئا لم يحدث بالأمس، وفجأة بعد انتهاء المحاضرة وجدت الشاب يعتذر منها، فنظرت إليه ولم ترد عليه ورحلت تاركة إياه خلفها، بعد ما تعرضت له الفتاة أخذت عهدا على نفسها بأنها لن تأمن غدر أي أحد، وأنها ستعتزلهم جميعا إلا دراستها التي جعلتها عزاءها الوحيد بعد صدمتها في أعز صديقة لها.
ندم:
شيء ما غريب بقلب الشاب يحدث، لقد تعلق قلبه بالفتاة التي لم يجد لها مثيل، إن ما جعله هكذا صدمة تعرض لها من أول فتاة أحبها وتعلق قلبه بها، لقد أحبها لدرجة أنه تخلى عن العالم بأسره من أجلها ولكنها خذلته حينما تركته وأحبت غيره وتزوجت منه، فعمم القاعدة على سائر صنف البنات، وصارت حياته مجرد انتقام من كل فتاة ظنا منه بأنه سيرد الدين لفتاته التي ملكت عليه قلبه.
ومازال قلبه معلق بالفتاة التي استطاعت بطيبة قلبها تغيير وجهة نظره عن كل الفتيات الأخريات، إنها نعم الفتاة التي تراعي الله في كل لمحة، تعمل بكل ما جاء به نبينا محمد عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليمات؛ تودد إليها بكل حيلة ووسيلة راجيا منها مسامحته مجرد عفوها عنه، ولكنها كانت قد تعلمت درسا قاسيا في معاملة الناس (ألا تأمن لغريب ولا تصدقه)……..
هل ستسامح الفتاة الشاب الذي أسرت عليه قلبه؟
هل ستتحقق أمنية الشاب (أن تقع الفتاة في حبه) التي كانت في القديم مجرد رهان قائم بين أصدقائه وتحولت بقدرة الله إلى حقيقة تكمن في قلبه؟
……… يتبع ………
“على فطرتها السليمة في عالم قساة القلوب” – الفصل الأول-
“على فطرتها السليمة في عالم قساة القلوب” – الفصل الثاني –