قصص حب

قصص حب بعنوان حب حتى وبعد الممات!

أيها السادة… إن الغاية الحقيقية من الزواج هي الأنس، أن تجد قلبا حانيا قويا، أن توقن في أصعب الأوقات وأحلك الظروف أن هناك بجوارك سندا يعتمد عليه.

ألا تجد أن هذه الفكرة في حد ذاتها منصفة؟!، ستجد أحدا يشاركك على الأغلب كامل الأشياء بكل يوم، يشاركك طعامك شرابك وحتى نومتك، أحد تأنس بالحديث إليه عقل بجانب عقلك وقلب متعلق بقلبك، يد تداوي جراحك وقلب يحن عليك روح تعينك ونفس تطمئن بوجودها لجوارك.

من النهاية الزواج حب وقوة ورباط ويقين وإيمان بروح استعانت بك!

القصــــــــــــــــــــــــــة:

تعتبر من أجمل قصص حب كتبت بموقعنا على الإطلاق…

وردنا من أحد الرجال أجمل الكلمات التي كتبت على الإطلاق يوما، لقد كنت متزوجا من امرأة ولا أجمل منها بهذه الحياة، امرأة التراب الذي أسفل قدميها أغلى علي من نفسي ومن كل العالم بما حوى؛ بدأت قصتنا حينما تزوجتها وكان عمرها ستة وعشرون عاما وقتها، كانت فتاة تمتلك جمالا باهرا بنوتة خفيفة الظل يقسم كل من حولها بمدى أخلاقها وجمالها، وعلى الرغم من أنها كانت تحظى بعروض زواج من أناس كثيرين ربما كانوا أفضل مني في المستوى المادي وربما التعليمي وربما على المستوى الاجتماعي، إلا أن الله سبحانه وتعالى وفق بيني وبينها لينعم علي بها كنعمة عظيمة وفضل منه سبحانه.

كنت أعمل موظف في قطاع خاص، راتبي الشهري كان بالكاد يكفينا، كنت أحب أن أمازحها بين الحين والآخر وأسألها: “أتتركين كل العز بمنزل أبيكِ وتوافقين على الفقر هنا؟!”، فكانت تجيبني بكل حب: “أتعلم الملح معك هنا بمنتهى الحب والإخلاص أفضل من أغلى الأصناف بكل الدنيا وأنا بعيدة عنك”!

قبل زواجنا كنت قد بعت قيراطا ورثته من والدي قبل رحيلهما، ونصب علي في ثمن القيراط كاملا، لم أكن أمتلك غيره، توكلت على ربي وطلبت منه التعويض في ذلك، وقبل ولادة زوجتي كانت على الدوام تبشرني بأن صغيرنا سيكون وجهه خير علينا، وبالفعل فوجئت قبل ولادتها بيوم واحد وحسب أنه وبعد كثير من القضايا بيني وبين الناصبين علي بعد أكثر من ثلاثة أعوام قرر أبناؤه أن يعيدوا إلي المبلغ كاملا حيث أن والدهم مرض مرضا شديدا فقرروا أن يصححوا كافة أخطاء والدهم ربما يحدث شيئا له.

جعلت ولادة زوجتي بمستشفى خاص بدلا من العام التي كنت أنوي عليها بسبب ظروفي المادية، وما إن استعادت عافيتها وجدتها تقترح علي أكثر من فكرة لمشاريع وتحثني على البدء بالمال الذي عاد إلينا، وبالفعل انتقينا سويا مشروعين أحدهما كان سوبر ماركت وقمت بإدارته والثاني كان محلا لبيع الملابس النسائية والحقائب والأحذية وزوجت من قامت بإدارته.

لقد كانت زوجتي تحافظ على كل جنيه على عكسي تماما، لذا قررت أن أجعل كل شيء في قبضتها، لقد جعلت من نفسي ابنا صغيرا لها آخذ ما أحتاجه وحسب، مرت علينا خمسة عشر عاما كنا خلالها نعمل ونكد، كنت على يقين بأنني سيعلو شأني بالحياة والسبب كله زوجتي، وهذا ما التمسته بأرض الواقع حينما عاد إلي حقي المنتزع، كنت التمس بوجهها البشوش الخير القادم إلي ولاسيما كونها طموحة لأبعد الحدود، لذا قررت أن أترك وظيفتي وأركز بالكامل بمشروعنا الخاص.

خلال الخمسة عشرة أعواما من بدء مشروعنا الخاص بات لدينا مصنع للغزل والنسيج ومصنع للتفصيل، ولدينا علامة مميزة تغزو السوق والتي باتت شهيرة ومطلوبة من الجميع، أما خلال تسعة عشرة عاما من تاريخ زواجنا كان عمري بات حينها ثمانية وأربعين أما زوجتي فكان عمرها ثلاثة وأربعين عاما قمت بكتابة نصف أملاكي لزوجتي، وجدتها تمزق الأوراق أمام عيني وتستنكر علي فعلتي أخبرتني حينها أن أعظم شيء قدمته لها طيلة سنوات زواجها بي معاملتي لها، وأن ما بيننا أعظم من أي أملاك وأي أموال.

في نفس الشهر تعبت زوجتي كثيرا، لم أضيع كثيرا من الوقت فأخذتها وسافرنا للخارج، وتلقت العلاج المناسب وعدنا لأبنائنا، كانت تشعر بتحسن على العلاج ولكنه وفي نفس الأسبوع الذي عدنا فيه للبلاد سمعتها ليلة الجمعة منتصف الليل كانت تصلي صلاة القيام سمعتها وهي تقول لله سبحانه وتعالى: “اللهم إني أسألك أن تكرمه كما أكرمني بدنياي، وتكرمه في آخرته كما هو حريص على آخرتي، اللهم لا ترني فيه سوء كما رعاني فيك يا خالقي”، كانت تتحدث لخالقها والدموع تفيض من عينيها من حشرجة صوتها الذي كنت أسمعه.

سجدت وعندما استبطئت قيامها من السجود اقتربت منها وأنا أضع يدي على قلبي، وما خشيته وجدته حقيقة لقد فارقت زوجتي الحياة وهي ساجدة بين يدي ربها سبحانه وتعالى، لقد فارقت الحياة وهي تدعو لي، من حينها وأنا أشعر بالوحدة يغلب علي إحساس الطفل الرضيع الذي تركته أمه.

أنشأت جمعية خيرية باسمها وصدقة على روحها، من يوم رحيلها مرت خمسة سنوات كل ليلة أحلم بها وأراها بالمنام، لقد فارقت زوحي جسدي بفراقها للحياة، لم أشعر بالحياة إلا حينما رزقني الله بها وسلبت مني الحياة حينما رحلت عني، لا يصبرني على هذه الحياة إلا الزيادة في الأعمال الصالحات وفعل الطاعات لألحق بها طامعا في مغفرة واسعة من ربي سبحانه وتعالى، على الدوام أدعوه في كل صلاة أن يجمعني بها في الآخرة مثلما جمعني بها في الحياة الدنيا.

اقرأ أيضا مزيدا من قصص الحب والرومانسية من خلال:

قصص حب بين الأصدقاء

وأيضا/ قصص حب مشهورة قصة روميو وجولييت

وأيضا مزيدا من أجمل قصص الحب من خلال: قصة عشق رومانسية

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى