[the_ad id="40345"]
قصص حب

قصص حب بعنوان خذلان وقرار مصيري

كل خائن يختلق لنفسه ألف عذر، وعذر ليقنع نفسه بأنه فعل الصواب. أيها الخائن، لو كانت كل قصة حب تنتهي بالخيانة لأصبح كل الناس مثلك. إذا كنت تحب بصدق، فلا تتخاذل لأن التخاذل هو الخيانة ولكن بحروف مختلفة.

قصتنا اليوم قصة مؤلمة وعلى الرغم من المأساة التي تتضمنها سطورها إلا إنها أيضا بها عبرة ودرس قيم يمر علينا جميعا….

القصــــــــــــــــــــــــــة:

تعتبر من ضمن قصص حب ولكنها الأقسى من بينهن على الإطلاق…

تزوجت به زواج صالونات، كانت حينها صغيرة تثق بأهلها وبمدى حكمتهم وقراراتهم الصائبة، عاشت بصحبته عاما ونصف قبل أن يأتيه عقد عمل بالخارج، سافر فكانت نعمة الزوجة التي اتخذت من كلام نبيها سيفا قاطعا عليها لم تتوانى لحظة واحدة في اتباع هديه، كان في كل عامين يأتيها ويقضي معها شهر واحد، ومن ثم يعود لعمله ثانية.

كانت ترعى والديه بالإضافة لأبنائها، رزقها الله بسبعة بنين كل منهم يزيد عن الآخر في جماله، أصقلت جمال أبنائها بالعلم النافع في الدنيا والآخرة، فكانوا جميعا آيات تمشي على الأرض من شدة رشدهم، كانت تحرص كل الحرص ألا تقصر في مسئوليتها حتى ومع الوقع الأكبر منها على كاهلها.

من شدة إتقانها لكل ما كانت تفعله كان يضرب بها المثل بين الزوجات جميعا بالحي التي تسكنه، كان كثير من الأزواج يتمنون زوجة مثلها، وعلى الرغم من كل ذلك إلا إنه كان هنالك جانبا مخفيا في حياتها، لقد كان زوجها نفسه الذي كان على الدوام يلقي عليها باللوم والعتاب، على الدوام كان يرقبها فعوضا عن إعطائها وابلا من الكلمات الطيبة كان يلومها ويعاتبها على درجة ناقصة بامتحان بالثانوية العامة، علاوة على تذمر والدته الدائم من كل شيء من حولها، كادت الزوجة تنهار من شدة معاملته وإفراطه في القسوة في معاملتها.

ولكنها كانت تواسي نفسها وأن حالها أفضل من كثيرات غيرها، وواصلت حياتها بين أبنائها السبعة وتوالت السنوات وتوفي والدي زوجها والده ومن ثم لحقت بها بعد عامين والدته، وبقيت الزوجة المثابرة تحتضن أبنائها وتقوم بكافة شئونهم، وتوالت السنوات حتى باتت عشرون عاما قد مرت على زواجهما، عشرون عاما لم تمكث مع زوجه إلا بضعة شهور معدودات.

وفي يوم من الأيام تفاجأت بأن زوجها كان ومنذ زمن بعيد متزوج عليها بأخرى ببلاد عمله بالخارج، وقد أنجب منها العديد من الأبناء ولم يخبرها بذلك، لقد اعترف لها بكل ذلك من خلال اتصال وليعلمها بأنه لن ينفق عليها ولا على أبنائها من الآن فصاعدا!

لم تدري الزوجة ماذا يتوجب عليها فعله في هذه اللحظة، ألا يكفيه ظلما لها طوال السنوات الماضية، بأولى سنوات غربته تزوج بامرأة ثانية كان يمكث معها عامين كاملين في نظير شهر واحد يمكثه برفقتها، وهذا الشهر كان لا يرحمها خلاله ولا يغدق عليها بالحنان الذي كانت تفتقده طيلة العامين؟!

لم تدري كيف تخبر أبنائها برغبة أبيهم في التخلي عنهم جميعا، عزمت على إصرار الأمر بأكمله في نفسه وألا تصارح أبنائها، ولكنها صدمت صدمة عمرها حينما وجدت ورقة طلاقها تتسلم بيدها من خلال المحكمة، وقتها علم أبنائها فعلة أبيهم، جميعهم باتوا محزونين لأمر والدتهم، ولكنها ضمتهم بين يديها وانهارت من شدة البكاء…

إنني لم أضحي بحياتي ولا بزهرة عمري هباء منثورا، ولكني رزقت بكم يا قرة عيني، ولست بنادمة وإن عاد بي الزمن لاخترت نفس حياتي ونفس آلامي ومعاناتي من أجي حصولي عليكم، أنتم رزقي بهذه الحياة الدنيا وزخري للحياة الآخرة..

وقعت كلماتها المليئة بالأوجاع والأحزان والتي تزفها عينين مليئتين بالدموع المنهمرة على وجنتيها على قلوب أبنائها وكان لها من الأثر ما لها، فقد بات أبنائها السبعة على قدر عال من المسئولية؛ أما عنها فقد اتخذت أعظم قرار بحياتها، قامت بتوكيل محامي للدفاع عن حقوقها وحقوق أبنائها، وبالفعل ربحت القضية وقام المحامي بإرسال الحكم لزوجها بالخارج على محل عمله، وفي مطلع كل شهر ترسل الشركة مصاريف الأبناء التي ألزمت المحكمة الوالد بها.

أكملت الأم القوية مسيرتها مع أبنائها، وصاروا رجالا أول وأهم شيء لديهم بالحياة بعد رضا خالقهم سبحانه وتعالى رضا أمهم التي أفنت حياتها كاملة ليصيروا على ما صاروا عليه، تعلموا جميعهم أفضل تعليم وكانوا من حفظة كتاب الله الكريم، ودارت الأيام والسنون وتقلدوا مناصب عالية بالبلاد ومنهم من سافر خارجا وبات مديرا على والده بنفس الشركة التي أفنى عمره في العمل بها.

لم يستطع الأب تحمل فكرة نجاحهم، لقد كان معميا تجاه أبنائه بتأثير زوجته الجديدة وأبنائه والذين أفقدوه كل ما بناه خلال سنوات غربته والتي أفنى بها عمره وأزهق روحه وبات الغالي والنفيس رخيصا زهيدا لأجلها؛ كانت زوجته ترهقه بكثرة طلباتها والتي لا تعد ولا تحصى ولم تحسن تنشئة أبنائه، ويوم أن رأى ابنه لم يصدق عينيه، شعر بكم الخذلان الذي جعل زوجته تعاني منه على الرغم من أن ابنه ذهب إليه وكان بارا به أمام الجميع ولكنه لم يتطفل على حياته.

أما عن الزوجة فقد قر الله سبحانه وتعالى بأبنائها السبعة ووفقهم جميعا لزوجات مثيلات بطباعهم حافظات لكتاب الله وعلى دين وخلق ونسب يفتخر به، كانت كلما نظرت إلى أبنائها حمدته على جزيل عطائه وجبرها وأن كل ما فعلت لم يذهب سدى، فقد أثمرت سنوات جهدها وتعبها، عاد إليها زوجها معتذرا نادما ولكنها لم تقبله، وأبنائها كانوا أول من وقف بصفها، أيقنت أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

اقرأ أيضا مزيدا من قصص حب من خلال:

قصص حب حقيقية بعنوان “يا مالكة قلبي”

وأيضا/ قصص حب حزينة بعنوان انجبرت على الزواج!

قصص حب حزينة بعنوان جروح غائرة لا تلتئم بالقلوب!

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى