قصص حب بعنوان عندما التقينا
إن أصدق حب بالوجود حينما تحب أحدا ولا تعلم لماذا أحببته!، ولو سألتني يوما عن الحب لحدثتك عن كيف بإمكان شخص واحد وحسب بكلمة واحدة وبرسالة واحدة أن يحول حياة شخص آخر ويغيرها تغييرا جذريا، يحولها من العدم إلى الوجود، كيف بإمكانه أن يعيد إليه ضحكته وملامحه وشعوره بالرغبة في الحياة أكثر، الحب أقرب ما يمكن لنا أن نصف بأن الإنسان بإمكانه أن يولد من جديد.
قصـــــــــــــة حب عندما التقينا:
من أجمل قصص حب على الإطلاق لما بها كثير من معاني الحب الحقيقية…
كان الشاب يمشي تائها لا يدري شيئا عن وجهته، وفجأة وجد نفسه في حفل زفاف حبيبته التي تركته وآثرت الزواج من غيره، نظر إليها في عينيها ورحل هائما على وجهه، ترك سيارته الفارهة وبداخلها هاتفه وبطاقاته الائتمانية ورحل.
ولازال هائما على وجهه حتى أدرك نفسه في محطة للقطارات، وجد قطارا على وشك الرحيل فكان بداخله بطريقة لا يدركها، هنا تظهر فتاة تتسم شخصيتها بالعفوية لأبعد الحدود كما أنها مرحة نشيطة تحاول بلا توقف مساعدة كل من حولها.
وجدته تائها فجعلته مركز اهتمامها، ظلت تتحدث إليه عن كل شيء حتى أنها سردت قصة حياتها كاملة.. إنها فتاة جامعية بالكاد وافق أهلها على ذهابها للجامعة وابتعادها عنهم، حكت له أيضا عن الشاب الجامعي الذي تحبه وأنها ستحارب أهلها والكون بما حوى لأجل الزواج منه وبناء حياة سعيدة معه.
الشاب شعر بالضيق من كثرة حديثها معه دون أن تعرفه من الأساس، فاستشاط غضبا وانفجر بوجهها، ولكنها بدلا من شعورها بالضيق وتركه إلا إنها تفهمت وضعه كاملا بل ووضعت الملح على جرحه الغائر، قالت له: “إنني أعلم أنك تعرضت لخيانة من حبيبتك وإلا ما آلت بك الحياة بهذه الحالة، لن أتركك حتى تشعر بالحياة”!
تعجب منها ومن تحليلها لما يشعر به حرفيا، وفجأة نهض من جانبها يريد الابتعاد عنها لأنها شكلت مصدر إزعاج، وقف أمام باب القطار أثناء سيره ولاحظ مجيء قطار آخر فأراد أن ينهي حياته في الحال، ولكنها فجأة ظهرت أمامه وأمسكت به ووبخته كثيرا على تفكيره في الانتحار ولمجرد فتاة أحبها وتركته!
تركها وانصرف دون أن يشكرها على إنقاذها لحياته، شعرت الفتاة بالقلق حياله، وعندما توقف القطار وعلى الرغم من كونها تشعر أنه لا يرغب في تواجدها إلا إنها تركت القطار خلفه لتعيد إليه وعيه ورشده وصوابه ولاسيما حينما علمت أنه صعد للقطار دون وجهة!
وجدته هائما أيضا وعلى الرغم من صوت نفير القطار استعدادا للمغادرة إلا إنها آثرت إنقاذه للمرة الثانية فذهبت خلفه، وأثناء محاولتها للحاق به ومتابعته دون أن يشعر بها تعرضت للمضايقة من بعض الشباب أرادوا التحرش بها، لقد كانت جميلة للغاية بشكل أخاذ والوقت كان بالليل متأخرا للغاية وكانت وحيدة فاستغاثت بالشاب الذي هرع لمساعدتها، وبعدها وبخها على أفعالها.
أعلمها بأن تثق في الغرباء، وتقدم يد العون لمن تعرف ومن لا تعرف، وكل هذه صفات من الممكن أن تعرضها للمخاطر والأهوال مثلما حدث معها منذ قليل، وأخيرا تساقطت الدموع من عينيها، توقف عن الحديث حينها وجعلها برفقته ليطمئن عليها، كانت أغراضها جميعها بالقطار فذهب معها لمدير المحطة وسرد له ما حدث معها، فجمعوا لها أغراضها بالمحطة التالية.
ونظرا لليل الحالك وعدم وجود قطارات أخرى حتى الصباح اضطرا للمبيت بفندق ولم تكن به إلا غرفة واحدة، فشعر الشاب باضطرابها وقلقها حياله، فطمئنها بأنه رجل لامرأة واحدة حتى وإن خانته، وأخبرته بأنها امرأة لرجل واحد سيتزوج بها عاجلا.
انقضى الليل ولم ينم أي منهما، أوصلها للمحطة التالية وساعدها في الحصول على أغراضها ولكنها أبت رحيله خوفا عليه، فأصرت على الذهاب معها لأهلها، وكانت المفاجأة حينما وصلت إذ وجدت أهلها قد أعدوا مفاجأة لها بخطبتها وتحديد موعد زفافها من ابن عمها، وجدت نفسها في مأزق فقررت الفرار من المنزل على أن تتزوج بابن عمها دون موافقتها.
حاول الشاب إقناعها بالحديث مع والديها، ولكنها كانت على يقين أنه دون جدوى، فأعدت كل شيء للهروب وعندما أعلمته خشي على نفسه من أهلها فقرر الفرار معها، وعندما استيقظ الأهل في الصباح لم يجدوا أي منهما، فخمنوا أن الشاب السبب في تمرد ابنتهم عليهم، فتوعدوا له!
أما الشاب فأوصل الفتاة إل حبيبها بناءً على رغبتها، وأُناء رحيلها شعر بغصة بقلبها وأيقن أنه وقع في حبها ولكنه لم يعلمها بالأمر، لقد غيرت كل حياته وجعلته ينظر للحياة بمنظور مختلف كليا وألا يكون ضعيفا سهل الكسر.
عاد لشركته وصب كامل حبه وأحزانه بعمله، واستطاع في فترة زمنية قصيرة مقدارها ستة أشهر وحسب نقل شركاته جميعها بمكانة مغايرة؛ أطلق مشروع التجاري الجديد باسم الفتاة التي أحبها بكل جوارحه، مشروع تجاري نال ضجة إعلامية عظمى وكانت سببا في تعرف أهل الفتاة عليه والقدوم لمكان عمله والتهجم عليه خوفا على ابنتهم.
علم الشاب أنها لم تعد للمنزل من يومها بخلاف وعدها له بأنها ستعود بحبيبها، ظنوا بأنهما تزوجا وأعلموه بأنهم تقبلوا أمر زواجهما ولكنهم يريدون رؤية ابنتهم والاطمئنان عليها، وعدهم الشاب بأن يعيدها للمنزل في ظرف أسبوع واحد.
ذهب لحبيبها وصعق حينما علم أنه رفض الزواج بها ورفض حبها، فأخذ يبحث عنها حتى وجدها تعمل بدار للمسنين، وجدتها وقد سلبت منها مظاهر الحياة بأكملها حزن شديدا لأجلها، اقترب منها وضمها إليه دون مقدمات، بل وأعانها على التخطي والتخلص من مشاعر حبها لمن أحبته وتخلى عنها.
أما عن حبيبها فأراد التودد منها حينما علم علاقتها برجل الأعمال الشهير الذي يتحدث عنه الجميع، وعندما عاد إليها اكتشفت أنها لم تكن تحبه ولكنها أحبت الشاب الذي أعاد إليها الحياة وكان قريبا منها على الرغم من بعده، فعادت إلى أهلها وبيدها حبيبها الحقيقي وأقاموا لهما حفل زفاف يليق بهما، أوضح الشاب لأهلها سوء التفاهم الذي حدث وأن صغيرتهم لم تهرب برفقته وإنما كانت تعمل لأنها لم ترد الزواج من ابن عمها رغما عنها، فه لم تفعل أي شيء يدعو للخجل على الإطلاق.
وللمزيد من قصص الحب يمكننا من خلال:
قصص حب بعنوان الحب يذلل الصعاب
وأيضا: قصص حب واقعية مؤلمة قصيرة قصة حسن ومرام نهاية الحب الاليمة