نقدم لكم هذه المقالة من موقع قصص واقعية تحت عنوان قصص حب تبكي الحجر قصص رومانسية للغاية، فقد حوى التاريخ الكثير من قصص الحب المأساوية التي تبكي الحجر، مثل قصص قيس وليلي وانطونيو وكليوبترا وغيرهم الكثير من قصص الحب التي تنتهي بنهاية حزينة، إليكم بعض من هذه القصص في الأسطر القليلة القادمة.
الملك ضحية الحب
بطل تلك القصصة هو الملك بيدرو الاول ملك البرتغال، وقد ورث الحكم عن ابيه الذي تربى بين احضانه وتحت رعايته وهو الملك ألفونسو الرابع، ولكن عرف عن الملك ألفونسو الرابع أنه يتمتع بالقسوة والصرامة ولا يسمح لأحد بمعارضته، حتى أنه أجبر بيدرو على أن يتزوج امرأة كانت زوجة زوج شقيقته فيما سبق، وقد برر ذلك بأنه سيكون العقاب الأمثل لزوج شقيقته لأنه يخونها، ولم تكن تلك المرأة قليلة وإنما كانت تنتمي لطبقة النبلاء فهى ابنه أحد نبلاء قشتالة الأقوياء.
حاول بيدرو كثيرًا إثناء ابيه عن تلك الرغبة وإيقاف هذا الزواج الذي يجبره عليه، ولكن لم يستطع الصمود أمام رغبة ابيه، وتم الزواج وأصبح الامير بيدرو زوجًا للأميرة كونستانس.
استمر الزواج بين الامير بيدرو والأميرة كونستانس وأثمر عن ثلاثة ابناء ورغم ذلك كانت الحياة بينهما مضطربة بسبب عدم قدرة ايًا منهما على حب الآخر، وقد ساعد على توتر الاجواء وعدم استقرارها ايضًا بين الامير بيدرو وزوجته حبه لإحدى الوصيفات التي اتت مع الاميرة كونستانس وكانت تدعى إينيس دي كاسترو، والتي كانت تتمتع بجمال شديد وبشرة بيضاء صافية.
كانت غيرة زوجة بيدرو شديدة بسبب انتشار الاقاويل حول علاقة بيدرو بالوصيفة إنيس فقامت بطردها لتعود إلى قشتالة، إلا أن الامير لم يسمح بذلك إذا أخذها لتقيم برفقته في واحد من قصوره.
في البداية لم يتدخل الملك ألفونسو الرابع فيما يحدث مع ابنه حيث كان اتخاذ الامراء أو النبلاء لعشيقات لهم امر عادي، ولكن بدأ رجال الملك يقومون بإيصال اخبار عن شكل علاقة الامير بأسرة الوصيفة، حيث تم ابلاغه أنه قام بتعيين اخوتها في اماكن مميزة في الدولة وصلت إلى حد مناصب المستشارين، وكانت تلك النقطة هى ما اثارة غضب الملك نظرًا لسوء العلاقة بين قشتالة والبرتغال.
ماتت الاميرة كونستانس اثناء انجاب الطفل الثالث مما جدد امل بيدرو في أن يوافق ابيه على زواجه من إينيس، إلا أن الملك رفض بشكل قاطع وزادت الامور حدة بين الاب والابن حتى وصلت إلى المقاطعة، وزاد الغضب بسبب اهتمام بيدور بأبنائه من عشيقته على حساب ابنائه الشرعيين.
اقرأ أيضا: قصص حب زمن الصحابة حب صادق ووفاء نادر
امر الملك ألفونسو بقتل إينيس فتطوع ثلاثة من النبلاء لقتلها فقاموا بمهاجمتها في مخبأها وقطعوا رأسها امام ابنائها واحضروها إلى الملك، وعند عودة بيدرو الى المنزل ورؤية ما حدث لزوجته اعلن الحرب على ابيه ولم يدم الامر طويلًا اذ مات الملك نتيجة اصابته بأزمة قلبية وتم تتويج بيدرو ملكًا على البرتغال، ولقد لقب باسم بيدرو الاول، فكان اول ما قام به الملك هو البحث عن ما قاموا بجريمة قتل محبوبته فلم يصل إلا إلى اثنين قتلهم باقتلاع قلوبهم، اما الثالث ففر إلى قشتاله ولم يستطع الوصول إليه.
أخرج الملك بيدرو جثة إينيس التي كانت قد تعفنت ووضع رأسها على الجسد وكساها بالملابس الملكية ونصبها ملكة على البرتغال وأمر النبلاء ورجالات الدولة بتقبيل يدها اعلانًا لقبولهم بتتويجها كملكة لهم حتى وهى ميتة وجثتها متعفنة.
استمر حكم الملك بيدرو للبرتغال لمدة عشر سنوات وإثناء تلك المدة جهز قبرين متقابلين واحد لإينيس والآخر له في إحدى الكاتدرائيات، وقد خط عليهما ( معًا حتى نهاية العالم ).
قيس وليلي
قيس وليلي ابناء عمومة تربوا سويا في الصغر وكانوا يرعون الإبل سويا، تعلق قيس بليلي منذ صغره وأحبها وأحبته، لكن فرق القوم بينهم حين بلغت ليلي مبلغ الصبا، حزن قيس حزنا شديدا على فراق ليلي إلى أن تقدم لخطبتها.
طلب منه والد ليلي مهرا تعجيزيا 100 ناقة حمراء وكان هذا كثير جدا لكن قيس وافق على طلب عمه، وسافر قيس لجمع المهر فقام عمه بتزويج ليلي لرجل آخر غيره، رجع قيس ليفاجأ بأن محبوبته قد تزوجت رغما عنها بغيره فصدم وهام في الصحاري ينشدها الشعر، وكانت أشعار قيس من أجمل ما قيل في شعر الحب والغزل، حتى أن له قصيدة سماها المؤنسة كان يرددها دائما لتؤنس وحدته بعد فراق ليلي.
مات قيس في الصحراء هائما على وجهه وحينما علمت ليلي بموته زارت قبره وأخذت تبكيه وماتت فوق القبر.