قصص حب حزينة بعنوان انجبرت على الزواج!
إن الزواج الإجباري يعد أحد أشكال الزواج الذي يتم على الرغم من رفض أحد أو كلا الطرفين لهذه الزِيجة، بل وإبرام القران أيضا بالإكراه؛ و لا يزال الزواج القسري يُمارس من قِبَل العديد من الثقافات بجميع أنحاء العالم حتى الآن!
القصــــــــــــــــــــــــــــة:
تحكي فتاة قصة حياتها وتجربتها المريرة لتكون عبرة لكل فتاة في مثل عمرها، لتكون عبرة لأي فتاة من المحتمل أن تقع في مثل معاناتها…
لم أتجاوز حينها الخامسة عشرة من عمري بعد، كنت بالثانوية العامة أخرجتني والدتي من تعليمي لتزوجني بابن أختها عنوة وجبرا، وعلى الرغم من كل محاولاتي لمنع هذا الزواج إلا إنني قمعت قمعا حادا لدرجة أنني بت أسأل نفسي سؤالا واحدا، أهذه أمي حقيقة أم أنني ابنة زوجها؟!
حاولت أن أقنع والدي بعدول رأيه إلا إنه كان يرى في إصرار والدتي حكمة لا أراها أنا، أنا بالنسبة إليهم مجرد قطعة شطرنج يحركونها مثلما أرادوا وبالوقت الذي أرادوه.
كنت متفوقة في تعليمي لأبعد الحدود، قبل السنة النهائية أخرجتني أمي من المدرسة دون عودة إليها، لم أشعر بالحياة إلا وأنا بالثوب الأبيض كما قيل لي بيوم زفافي على شخص لم أكن أرغب بالقرب منه الأساس إلا وأجد نفسي في أحضاني يفعل بي ما يشاء!
شعرت بغصة بقلبي تمنيت الموت في كل يوم من شدة الأهوال التي وقعت بها، لم تكن خالتي تريد زوجة لابنها على قدر ما أرادت جارية تحت قدميها، على الرغم من أنني أفعل كل شيء وأجعل الله شهيدا علي مراقبا لي إلا إنني لا أنجو منها ومن لسانها سليط ويدها الطويلة، نعم لقد كانت تضربني وضربا مبرحا، ستسألونني عن زوجي كان يساعدها على فعل ذلك!
لا أتذكر أن أمي جاءت لزيارتي إلا مرة واحدة، وجدتني أمام عينيها مغشي علي والدم يسيل من وجهي، كان زوجي قد اتصل عليها وكالعادة لفق إلي تهما ما أنزل الله بها من سلطان، أنا أتصل بشاب!
وكيف يعقل ذلك ومنزلهم بأكمله خاوي من أي هواتف باستثناء الذي بحوزته وحوزة والدته؟!
نصحته والدتي بأن يؤدبني على أفعالي وأني صرت تحت إمرته ولا يحق لأحد غيره أن يقومني ويقوم أفعالي؟!، أيعقل أن تكون هذه أمي؟!
وبعد مرور عام على زواجي جاءتني الصاعقة الكبرى، شعرت بإعياء شديد لأكتشف بعدها أنني حامل، لم أعلم حينها أسعدت بحملي أكثر أم حزنت على حال صغيري بمثل هؤلاء القوم، حينما كنت بالشهر الثامن بحملي كعادته أبرحني ضربا وكأنه كان يتلذذ بإهانتي وإذلالي، سقطت على الأرض مغشيا علي، لم أدري بنفسي ولا بما حولي إلا وأنا مستلقية بين الحياة والموت على سرير بإحدى المستشفيات، علمت حينها أنني فقدت الجنين وقد كانت فتاة، شعرت بحزن شديد بداخلي ولكن الله قدر لها الخير.
وما هي إلا لحظات حتى فوجئت بضابط يريد أخذ أقوالي فيما حدث معي، شعرت حينها أنها فرصة النجاة الوحيدة، فاتخذت قرارا صائبا من صميمي ولأول مرة، سردت على آذان الضابط كل ما حدث معي، وحررت قضية ضد ابن خالتي، وكل الأطباء بالمستشفى تحسروا على حالتي ولاسيما أنهم بالكاد استطاعوا إنقاذي، جاءتني أمي تتوسل إلي أن أعفو عن ابن أختها، عجبا لأمري منها!
عاندتها وإذا بها ترسل لي بأبي ليبرحني ضربا وأنا لازلت بالمستشفى أعاني الأمرين من الأوجاع التي ألحقها بي من حسبوه علي زوجا غصبا وجبرا، اتصلت على عمي وأعلمته بك شيء، فجاءني في الحال وثبت ما فعله أبي بي، وقرر أن يأخذني معه.
وضعوا لنا شرطا مقابل انفصالي عنه أن أعفو عنه وأتنازل عن حقي في الشكوى وأسقط عنه كل التهم التي نسبت إليه، لم أجد أمامي حلا إلا أن أفعل ذلك، سافرت مع عمي وأول ما فعله أن أعادني للعام الأخير بالثانوية العامة، نعم تخلفت عاما واحدا ولكني وبالرغم من كل المآسي التي لاقيتها إلا إنني صببت جام غضبي على دراستي وتفوقت والتحقت بأسمى الجامعات.
أكملت تعليمي وأعانني على ذلك عمي بعد فضل الله سبحانه وتعالى، وحينما كنت بالجامعة أعجب بي أستاذ جامعي، ذهب لعمي دون أن يعلمني وحينما سألني عمي عن قراري أصريت عليه أن أقص عليه كل ما حدث لي.
وما سردته ما زاده إلا إصرارا وتمسكا على الفوز بي، وجدت فيه كل ما حرمت منه، نعم الزوج والأخ والأب والصديق وكل ما حرمت منه طوال سنوات حياتي الماضية، أما عن أبي وأمي فلم أسأل عنهما كما نسوني، وأما عن خالتي فقد فقدت القدرة على الحركة بشكل نهائي حزنا وكمدا على ابنها الذي سجن بعدما قتل شابا نشب خف بينهما.
وأعجب ما ذكر لي أن أمي تحملني ما حدث لشقيقتها وابنها، فلو أني استمريت معهما لما حدث بهما ما حدث، لو أنهم لم يظلموني ويفعلون بي ما فعلوه لما ذاقوا حصاد أيديهم.
إن الله لا ينسى، حتى ولو أن الإنسان نفسه نسي ما حل به من ظلم على أيدي بعض العباد فإن الله لا ينسى ولا ينسى ما تعرض له.
ثق يقينا بأن الله لا يتهاون، يمهل ولكنه سبحانه وتعالى حاشاه أن يهمل، ثق يقينا أن دعوتك ليس بينها وبين الله حجاب إن كنت مظلوما، لذا إياك ثم إياك والظلم!
وللمزيد من نوعية قصص الزواج الإجباري والحب الضائع يمكننا الوصول إليها من خلال:
قصة قصيرة عن الحب الحقيقي بعنوان حب من أجل الانتقام!
وأيضا/ قصص واتباد الأميرة الموسوية
قصص حب مؤلمة بعنوان زواج إجباري