الحب هو أجمل شعور ممكن أن يحظى به الإنسان طوال حياته على الإطلاق؛ والاكتفاء بمن تحب هو ليس حبا فحسب، بل هو أسمى مراتب الحب والوفاء والعشق وأبرز علامات البقاء.
والحبيب عندما يحب أحدا يريده دوما، يريده دهراً كاملا ليس بأيام، يريده أن يصبح أمنيته كما بات أمنيته؛ يريده أن يكون له ذلك الشخص الضروري تواجده بالنسبة إليه، ولا يتوقع منه نهائيا أن يكون ذلك الشخص الذي يكون تواجده بالنسبة إليه شيء جميل واختفائه لا يمثل له شيء!
القصــــة الأولى:
فتاة محظوظة للغاية وقع في حبها طالب جامعي بأولى أيامه بالجامعة مثلها من النظرة الأولى…
كانت الفتاة في طريقها للوصول للجامعة، تصادم بها شابين يقتتلان فيما بينهما، فسقطت حقيبتها بكل محتوياتها، كما ارتطم بها أحدهما في كتفها مما آلمها كثيرا، وعندما أرادت الفتاة أن تلتقط ما سقط منها وجدا يدا مدت لأشيائها، كان ذلك الشاب، وتلاقت عيناهما وحدث بينهما شعور الحب الذي يبدأ بنظرة ثاقبة للقلوب، ومن بعدها ينتشر ليسيطر على الجسد بأكمله، ويجعله يتقد بنيرانه المرغوبة والتي لا غنى عنها.
كان الشاب بنفس المدرج، وبات لها الدنيا بأسرها دون أن يتحدثان لبعضهما البعض، إن تنمر عليها أحد لقصر قامتها بنظرة تهديد واحدة من عينيه يضطر الآخرون للسكوت غصبا وعنوة.
مرت الأيام بينهما وبكل لحظة بالجامعة تلتمس الفتاة وتستشعر حبه المتقد لها، ولكنها كانت تصده بكل مرة يحاول الحديث فيها إليه؛ أيقنت الفتاة أنه حماها بحياتها منذ اللحظة الأولى التي رأته فيها، وعندها قررت أن تعطيه الفرصة للإفصاح عما بداخله، وجاءت له الفرصة بعد محاولات مريرة للتحدث إليها، ولكن كنت بالنسبة إليه كل هذه المحاولات مثل الشهد على قلبه والعسل الأبيض الصافي.
وأول كلمة نطق بها: “هل ترضين بي زوجا أمام الله ورسوله؟!”
وكان الموقف الثاني الذي تحدثانِ به بمنزلها أمام والديها وإخوتها، وتمت الخطبة والزواج وأتما تعليمهما الجامعي سويا بمنزله.
القصـــــة الثانيــــــة:
مريض جيء به في حادث سير، كانت حالته الطبية من نصيب أفضل جراحة بكل المستشفى على الرغم من صغر سنها، ولكنها أوكلت إليها مهمة شفائه لتفوقها بذلك المجال دوناً عن غيرها وحتى الأقدم خبرة منها، وقد جعلها الله سبحانه وتعالى سبباً في إنقاذ حياته.
كانت هذه الطبيبة متفانية في عملها لأبعد الحدود لدرجة أنها في أوقاته الصعبة حرمت على نفسها النوم إلا أن تطمئن عليه، وعندما أفاق من غيبوبته لم يجد أحدا بالغرفة سواها، مضى الساعات وهو ينظر لملامح وجهها الطفولية البريئة، كانت تتحدث إليه وقتما كان مغيبا، حدثته عن كل حياتها، وتشاء الأقدار الإلهية أن يسمعها الشاب ويشعر بكل ما تشعر به، لقد دق لها قلبه دون أن يراها وقبل أن يراها.
كان الحادث بسبب فقد لأعز أناس على قلبه ووالدته وشقيقته، وكانتا آخر ما تبقى لديه بالحياة، طوال النظر والتمعن فيها كانت الدموع تسيل على خديه، وبمجرد أن شعرت بأنه أفاق ظهرت الفرحة على ملامحها، وأول ما قاله لها..
الشاب: “لقد أحببتكِ دون أن أراكِ، وأعلم أنكِ لست مرتبطة، وأنكِ كدتِ لتتزوجي من طبيب أستاذكِ بالجامعة لولا أن علمتِ خيانته لكِ، فهلا قبلتِ بي زوجا لكِ وارتضيتِ بي حينها سأكون أسعد إنسان والأوفر حظاً بكل الحياة”.
ذهلت الفتاة من صراحته وعفويته، ولم تدري أثناء رفضها له ولحبه بطريقتها العصبية، لقد كانت في الأساس مجروحة من الإنسان الوحيد الذي أحبته طوال عمرها، فعندها منحت قلبها الفرصة ليستشعر قوى وجمال الحب ولكن من أحبته خذلها.
وبعدما انفجرت في الشاب المسكين غادرت الغرفة، تركته كامل اليوم واعتذرت بسبب تعبها وإرهاقها الشديد، فبالكاد طيلة أيام تعبه ومرضه وإعيائه الشديد حظيت بعدد قليل للغاية من ساعات النوم؛ وباليوم التالي كانت قد اعتذرت عن المجيء إلى المستشفى ولكن قلبها لم يطاوعها أن تتركه وحيدا متألما…
الطبيبة الفتاة: “هل تأذن لي بأن أرى جرحك؟”
الشاب: “وأيٍ منهما؟!”
الفتاة: “لست أفهم ما تعنيه، أرني جرحك الناتج عن العملية لأطمئن عليه”.
الشاب: “اطمئني دون أن تريه، فلم يعد يؤلمني بعد الآن”.
الفتاة: “وماذا تقصد بذلك، هل جاءك أحد الزملاء واطمئن على الجرح؟”
الشاب: “لم يأتني أحد”.
الفتاة: “حسنا دعني أطمئن عليك”.
الشاب: “وكيف تطمئنين علي وأنتِ لم تعلمي ماذا فعلتِ بي؟!”
الفتاة: “إذا دعني أطمئن على كل جروحك وبعدها أعلمني بماذا فعلت بك”.
الشاب مشيرا للجرح المتخلف عن العملية الجراحية: “إن هذا لم يعد يؤلمني ولا يسبب لي أي مشكلة حتى أنه بدأ في التعافي، أتريدين أن تري هذا؟! (وأشار لقلبه)”.
انهمرت دمعة من إحدى عيني الفتاة، فكلامه حط على جرح بقلبها.
الشاب: “اطمئني ولا تحزني علي، إنه يؤلمني قليلا، حبيبتي قد ضربتني به”.
وقفت الفتاة في حالة ذهول، كيف أمكنه أن يحبها في هذه الفترة الوجيزة والتي اقتصرت على أيام معدودات، ولم تدري أنه كان يسمع لكل كلماتها ويشعر بمدى القلق والحزن التي كانت تشعر بهما تجاهه.
الشاب: “لماذا أتيتِ؟!، ألم تتركيني اليوم السابق بأكمله؛ عموما لقد تقدمت بطلب نقل من المستشفى بأكملها حتى أسهل عليكِ الأمر وألا تحزني عندما ترينني، ولكني أذكركِ بأن ستحزنين كثيرا عندما تتذكرينني مستقبلا”.
كان الشاب قد ترك ورقة أوصى محاميه بألا يفتحها أمام طبيبته إلا بعد مغادرته المستشفى، وعندما قام المحامي بفتحها كانت المفاجأة الصادمة بالنسبة للفتاة!
لقد كتب كامل ثروته باسم الفتاة دون أن ينتظر منها مقابلا، لقد رأت به فارس أحلامها ليس لأنه قام بإعطائها كل ما يملك بل لأنه أحبها بصدق ولم يفعلها غيره؛ وعندما سألت محاميه عنه، أخبرها بأنه قد استقل طائرة وغادر البلاد بأكملها، فلم يبقى له أحد بعد وفاة والدته وشقيقته فقرر الرحيل.
دون تفكير حملت نفسها وذهبت ركضا للمطار، وأول طائرة استقلتها وهناك كان اللقاء والموافقة على طلب الزواج؛ أعادت إليه ثروته كاملة قائلة: “أنت كنزي الثمين، لقد أبدلني الله سبحانه وتعالى بعد العسر يسر بلقياك”.
القصـــــــة الثالثـــــــــــــــــة:
أكثر قصص الحب جنونا على الإطلاق جمعت بين اثنين جمع بينهما جنون الحب…
بليلة بعدما خيم الظلام على سائر أرجاء المكان جاءت الفتاة للمكان الذي يتواجد به الشاب ولاسيما عندما يكون حزيناً، كان قد أصيب إصابة بالغة بيده عندما أراد أن يضربها حيث استفزته بحديثها معه، ولكنه آثر أن يردع غضبه بأن ضرب يده بقوة في حائط خرساني…
الفتاة: “لماذا اختفيت عن أنظاري؟!”
الشاب: “ولماذا أتيتِ؟!”
الفتاة: “لماذا أتيت؟!، ألا تعلم لماذا أتيت؟!”
الشاب: “أساساً كنت ذاهباً للموت”، صعد سيارته واستعد لفعل شيء فهمته الفتاة دون أخيها، لقد أراد أن يلقي نفسه من الهاوية صدمة فيما فعلته به حبيبتها.
كان قد ذهب أخوها الضابط في الأساس معها للقاء حبيبها وخطيبها والمفترض زوجها المستقبلي والاطمئنان عليه، فوضعت يدها بجيبه واستخرجت المسدس، وما وضعته إلا على رأسها بعدما استعدت كليا لإطلاق الرصاصة القاتلة.
الفتاة: “أخبرني إذاً لكم ثانية من الوقت ترغب أن تتركني خلفك؟!”، وشرعت في العد.. واحد ..اثنان…
ومن ناحية أخرى على الفور قبل أن تقول ثلاثة كان الشاب قد أخرج سلاحه من سيارته، ترجل من سيارته بخطوات سريعة وثابتة، وما وضع سلاحه إلا على قلبه بعدما جهز لإطلاق الرصاصة نهائيا.
الشاب: “ليكن ثلاثة” مهدداً بإطلاق الرصاصة على قلبه مثلما فعلت بنفسها.
الفتاة: “أستحق ذلك أنا”.
الشاب: “هيا افعليها أطلقي، أتظنين أنني لن أفعلها؟!، إنني في الأساس ميت منذ مدة”.
الفتاة: “حسناً إن لم يكن بإمكاننا العيش سويا فلنمت سويا”
وكل ذلك وأخوها يقف في ذهول وصدمة منعته من الحديث إليهما حيث أنه يعرف مدى جنونهما فخشي أن يتدخل يزداد الأمر سوءاً، فآثر التدخل في الثواني الأخيرة.
الشاب: “إذاً افعليها، أتقدرين حقا على فعلها؟!، إنكِ تحملين روحكِ وروحي، إن روحي لا قيمة لها ولا تشكل فارقا بالنسبة لي، هيا افعليها واقتلي نفسكِ كما قتلتني بدم بارد”.
الفتاة: “أرجوك لا تتركني”.
في هذه اللحظة استكان الشاب وأنزل السلاح من على قلبه، ومثله فعلت الفتاة والتي كانت دموعها تغطي وجهها.
الفتاة: “ألم تستطع أن تفهم بعد؟!، إنني أحبك”.
ضمها الشاب لصدره، وكانت هناك حالة من السعادة سادت الأجواء بعد التوتر والقل الذي كانوا به.
القصـــــــة الرابعـــــة:
بحفل زفاف أقرب أصدقائه وجدته زوجته واقفا حائرا يتنسم عبرات الهواء بحزن دفين، وضعت يدها على ظهره وربتت عليه وسألته: “هل أنت بخير، مالي أراك حزينا؟!”
فأجابها قائلا: “إنني بخير”.
فسألته ثانية: “هل أنت مستعد للحديث معي في ما جعلك مهموما حزيناً أياً كان؟!”
فأجابها: “نعم مستعد”.
فطلبت منه: “إذاً احكي لي وأبرد النار المتقدة بقلبي من حزنه عليك”.
فأخبرها قائلا: “علاقتنا التي بدأت هنا بنفس الحفل منذ عام مضى، (صمت قليلا ثم نظر لعينيها وأكمل) أريد إنهائها الآن وهنا”.
صدمت الزوجة وفتحت عينيها: “ماذا تعني بأنك تريد إنهائها والآن؟!”
الزوج: “لا تحاولي فعل أو قول شيء فلم يعد ينفع أي منهما معي”.
الزوجة وقد انهارت بالبكاء بعصبية: “ولكنك ألم أتقل أنك وقعت في حب كالمجانين؟!”.
الزوج: “إنني آسف على كل شيء، ولكنني لازلت نفس الرجل الذي عرفتيه بأول مرة”.
الزوجة: “لقد قلت لي بأنك تغيرت لأجلي، لقد صدقت كل كلمة أخبرتني بها، وثقت بك وغيبت عقلي لأجلك ولأجل حبي لك؛ والآن تريد الانفصال عني؟!”
الزوج: “إنني آسف على ذلك حقا، ولكنني لم أعد أستطيع أن أكمل حياتي معكِ بعد الآن”.
الزوجة: “لا تقل لي نفس الكلام ككل مرة، أخبرني أنك تمزح معي”
الزوج: “ولم أمزح معكِ؟!، لو بقيت على علاقتنا سأخسر كل شيء في المقابل”.
الفتاة: “وثقتي بك؟!، لقد تحديت أهلي لأجلك تحديت كل العالم، لقد وثقت بك وصدقت أنت وكذبت الجميع”.
الزوج: “أنا هكذا، هذه طبيعتي”.
الفتاة: “ولكنني لا أصدقك، لا أستطيع أن أصدقك فيما تقول”.
الزوج وبعصبية مفرطة: “لقد انتهى كل شيء”.
الزوجة: “انتهى كل شيء، أليس كذلك؟!”
والفتاة عقلها لا يتقبل ما يخبرها به زوجها: “إذا انظر في عيني وأخبرني ذلك حتى أتمكن من تصديقك”.
وبلا مبالاة تجاه مشاعرها نظر لعينيها وقال: “لقد انتهى كل شيء بيننا”.
الفتاة: “حسنا إذاً لك ما تريد، ولكنني سأنهيها مثلما بدأتها، إنني أكرهك” وغادرت الحفل لمنزل والديها.
وينفصلان بهدوء تام، وبعد مرور ثلاثة سنوات تقابلان صدفة، يتقدم الشاب نحوها ليحظى بفرصة الحديث معها ومعرفة أخبارها وما آلت إليه…
الشاب: “كيف حالكِ؟!”
الفتاة: “الحمد لله”، وأرادت إكمال طريقها بعيدا عنه.
الشاب: “وهل أستحق منكِ ذلك، ألم يكن بيننا حب؟!”
الفتاة: “حب؟!، نحن تخطينا الحب منذ فترة طويلة، ألا تذكر ذلك؟!”
الشاب: “هل يعني ذلك أننا بيننا كره الآن؟!”
الفتاة لم ترد عليه ولكنها كان تملك جوابا قاطعا في نفسها (لا أكرهك، بل أموت من شدة حبك).
الشاب وقد رأى في عينيها وأدرك أنها لاتزال تكن لها مشاعر الحب: “ولكن ما أراه في عينيكِ ليس كرها”.
الفتاة: “لقد نسيتك منذ فترة طويلة”.
واستمرا يتبادلان النظرات، خشيت الفتاة أن يفتضح أمرها، فأكملت تبريراتها: “عندما تخليت عني، تخليت عنك أيضا!”
كانت كلماتها صادمة بالنسبة إليه، ولكن كانت شخصيتها الحقيقية التي تخفيها عنه، أنها لم تتخلى عنه على الإطلاق.
استأنفت حديثها قائلة: “أنا لا أحبك!”
وفي نفسها تخفي بمدى حبها له، وأنه باستطاعته أن يذيب حالة الجمود وإخفاء مشاعرها الصادقة والتظاهر بمشاعر أخرى مزيفة بمجرد لمسة من يده.
الفتاة وقد تظاهرت باللامبالاة: “لقد مضى كل شيء، ليس لدي أي توقع منك، وأما عني فقد تخلصت من كل مشاعري تجاهك”.
عندما غادرت ذهب لمنزلها وجلس مع والديها، وظهرت أمامه ابنة صغيرة تبلغ من العم عامين وبضعة أشهر، في البداية اعتقد أن زوجته السابقة قد تزوجت بغيره، ولكن الصغيرة عندما جاءت تجاهه شعر تجاهها ببعض المشاعر والأحاسيس الجميلة.
تعجب الأبوان الكبيران من فعل الطفلة الصغيرة، وهنا أخبراه الحقيقة كاملة والتي خبأتها عنه ابنتهما، هذه الطفلة طفلته!
صعق مما سمع، لقد سافر خارج البلاد وجعل تجارته وأعماله بأكملها هناك، وعندما وجد ابنتهما وجدها صدفة ولولا أن تحدث إليها واشتاق لرؤية والديها لما كان علم بأمر ابنته.
وعندما جاءت سألها بعصبية: “لماذا لم تخبريني بأنكِ حاملا؟!”
الفتاة: “أخبرك ماذا؟!، أخبرك بأنني حاملا، وأنت أردت إنهاء كل شيء بيننا؟!، كيف كان لي أن أخبرك؟!”
الشاب: “ألم يأن الأوان أن أكفر عن خطأي الذي دام لثلاثة سنوات، وقد جنيت عواقبه بيدي؟!”
الفتاة: “إذا ماذا تريد؟!”
الشاب: “إنني لم أنسكِ يوما، لطالما كنتِ بقلبي، والدليل أنني تركت أعمالي وعدت للبلاد وليس لي بها إلا شيء واحد، لقياكِ، وقد أتم الله علي نعمه وعوضني خيرا عندم وجدت ابنتي منكِ في كنفكِ وعنايتكِ، هلا تقبلين بي زوجا لكِ وتعطيني فرصة ثانية؟”
وافقت الفتاة بعدما انسكبت من عينيها الدموع، إنها لاتزال من الأساس تحبه بل وتعشقه.
أعاد كل أعماله وتجارته ومشاريعه لأرض الوطن، كانت طموحاته هي سببا في ابتعاده عمن أحب بصدق، وكانت سببا في حرمانه من أجمل لحظات عمره وقضائها برفقة حبيبته وطفلته الصغيرة.
القصـــــة الخامســـة:
عانى الزوج من أبشع معاملة من عائلته، لقد طردوه من منزلهم الفخم وسحبوا من بين يديه كل امتيازاته، كان متزوجا من فتاة من عائلة ثرية للغاية تفوق في الثراء الفاحش ثراء عائلته على الرغم من أن ثراء عائلته ليس بالقليل على الإطلاق.
أخذ بزوجته من يدها وأوصلها لمنزل أهلها، وعندما اطمئن عليها وسطهم تركها وانصرف.
لم يجد مكاناً ولا مأوى له إلا بغرفة صغيرة فوق أحد سطوح المنازل والمتهالكة أيضا، كانت مليئة بالكثير من الأشياء البالية، لم تتركه زوجته لقد ذهبت خلفه واتبعت خطواته ووصلت للمكان الذي استقر به، وعندما علمت مأواه تركته وعادت واشترت الطعام المحبب لديهما.
حملت الطعام، وأول ما وصلت وجدت الباب مفتوح وزوجها جالس يضع رأسه بين يديه، لقد كان حزينا من فعلة أهله به، وأول ما رآها أمامه، نظر في الأسفل وطلب منها قائلا: “اذهبي”.
تقدمت تجاهه بعدة خطوات، فكرر ما قاله ثانية: “لقد قلت لكِ اذهبي”.
زوجته: “ولكنني لا أريد”!
الزوج: “من فضلكِ اذهبي، أريد أن أكون منفردا بنفسي”.
الزوجة: “لقد كنت وحيدا طوال هذه المدة”، وكانت تعني أنه على الرغم من تواجده وع أهله بكثرة أعدادهم إلا إنه في الحقيقة كان وحيدا كليا.
أكملت الفتاة: “ولكن ليس بعد الآن، أنت تتصرف بغرابة شديدة”.
الشاب: “ولكنني الآن بخير تام، لذلك اذهبي وغادري المكان”.
الفتاة: “لن أتركك وأذهب لأي مكان، وأنت لست بخير على الإطلاق”.
الشاب: “أرجوكِ لا تحرجينني أكثر من ذلك، وغادري الآن”.
الفتاة: “حينما كنت أتصرف بغرابة وحماقة معك ماذا فعلت معي حينها؟!، أتركتني وذهبت وغادرت مبتعدا عني، أم رأيتني وجلست بجانبي ولم تتركني لثانية واحدة؛ أنا أيضا أريد أن أكون بجانبك طوال العمر”.
الشاب بعصبية: “لماذا لا تستمعين لي، لقد قلت لكِ اذهبي”.
اقتربت الفتاة منه، وضعت الطعام على طاولة بجانبه، ورفعت يدها تريد أن تضعها عليه، ولكنه أمسك بيدها قبل أن تلمسه بها قائلا بصوت حزين: “لقد أخبرتكِ بوضوح أن تذهبي، إذا لم تذهبي الآن فلن أترك هذه اليد أبدا طوال ما حييت”.
فرحت الفتاة على قراره، ولكن قلبها كان حزينا يتقطع لشدة حزنها على زوجها وحبيبها…
الفتاة وقد ضمته لصدرها: “أياً كان ما سيحدث سنجتازه سويا، لن أتركك لوحدك وإن كلفني ذلك حياتي بأكملها، أنت زوجي وحبيبي وعوض الله لي في هذه الحياة الدنيا”.
وفي هذه اللحظة أخيرا استطاع الشاب أن يخرج كل ما في داخله بمجرد البكاء، وكما نعلم أن بكاء الرجال عزيز ونادر للغاية ولا يمكن الإفصاح به إلا أمام المميزين بحياتهم.
أخبرنا عن قصة حبك وبأي قصة كانت مشابهة؟.. في انتظارك لتسردها لنا.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص رومانسية أجنبية مترجمة بعنوان “الطبيبة الملاك angel doctor” جميع الأجزاء
قصص رومانسية كوميدية كاملة بعنوان “عاشقة ذات قلب طفولي” جميع الاجزاء
قصص رومانسية مترجمة جريئة بعنوان أحببت غريبة أطوار ج1