بإمكان الحب فعل المعجزات ولاسيما عندما يكون حبا صادقا.
يمكن للمرء منا التغير تغيرا جذريا ويراهن على نفسه بل ويحرز أعلى الأهداف اعتمادا على قوى الحب.
وهنا قصة حب حقيقة صادقة توضح لنا مدى قوى الحب على النفس وتغييرها للأفضل.
القصــــــــــــــــــــــــــــــــــة
طبيب مشهور للغاية بمجال النساء والتوليد، وكانت مهنته هذه سببا في إفساد أخلاقه التي تربى ونشأ عليها، بمهارته الفائقة وتميزه في مجاله تمكن من جمع الكثير من الأموال والثروات، ولكنه تنازل عن كثير من مبادئه أيضا.
لقد أصبح مغرما بجنس النساء، وأصبح بنظرة من عينيه يستطيع امتلاك قلوبهن ولكنه خسر ثقته بهن، فأصبح الزواج بالنسبة له من أسوأ الكوابيس التي من الممكن أن تراوده بكل حياته.
عاش طويلا حتى جاوز عمره الرابعة والثلاثين وعلى الرغم من محاولات والدته لإقناعه بالزواج، واختيار العديد من الفتيات له إلا أنه بكل مرة كان يرفض رفضا قاطعا، وفكرة الزواج لديه غير قابلة للنقاش من الأساس.
وبيوم من الأيام ذهب لأحد المتاجر المشهورة ليشتري هدية باهظة ومميزة لإحدى معارفه من النساء، وهناك بالمتجر قابل فتاة أعجب في البداية بجمالها على الرغم من بساطتها ومن هيئتها العادية التي تدل على أنها من أبناء الطبقة الفقيرة وليست حتى المتوسطة.
أراد أن يغازلها ويضمها لسائر النساء حيث أنهن جميعا بوجهة نظره متشابهات لا يختلفن إلا في طريقة التعامل معهن، أتاها بكل الطرق غير أنها صدته بكل ذوق رفيع واحترام؛ وكلما صدته كلما زاد تعلقا بها.
في البداية وبأول لقاء جمع بينهما، أراد أن يفتح معها حوار عن مدى جمالها الذي لم يرى له مثيل، إلا أن الفتاة قاطعته ولم تعطه الفرصة ليكمل أشعاره بها، لقد كانت تحفظ دينها وتطبق كل ما جاء به بحذافيره، وعندما لاحظ صاحب المتجر مدى استياءها من العميل، توجه إليها…
المدير: “أهناك مشكلة معكِ؟!”
الفتاة: “لقد تجاوز حدوده معي، وكان لزاما علي أن أردعه، أعتقد أن هذا لن يضر بعملك في شيء”.
وهنا أعجب بازدياد بشخصيتها القوية وكرامتها واحترامها لذاتها، وعلى الرغم من كل ما ذكرته إلا أن مديرها أرادها أن تقدم اعتذارا له حيث أنه علم بمن يكون وبمكانته، أبت الفتاة وكرامتها لم تسمح لها بذلك، لم تسمح لمديرها أن يهينها ويقلل من شأنها حتى وإن كان قد توعدها بأن يقصيها عن عملها.
الفتاة: “أتعلم لن أعتذر حتى وإن كلفني الأمر حياتي ثمنا، فلن أفعل ما تمليه علي، إنني مؤمنة بربي ومؤمنة بورب السماء والأرض إن رزقكم في السماء وما توعدون”، أمسكت بحقيبتها وأدارت ظهرها لمديرها وللعميل (الطبيب) وتركت المكان بأسره.
ظل الشاب الطبيب يراقبها ويتقصى أخبارها لمدة أسبوعينـ اتضح أنها طالبة بكلية طب، وأنها المسئولة عن والدها المريض الذي لا يقوى على عمل، وأنها وحيدة والديها ووالدتها متوفية منذ أن كانت الفتاة في الثانية عشرة من عمرها.
لقد وجد من المعلومات ما كان كفيلا لجعل الفتاة تنطوي أمام مدير عملها بالمتجر، وجد أن الفتاة بطيبة قلبها وسيرة والدها الطيبة أنها تتعامل مع أهل الحي الذي تقطن به بكل حب وود، وعلى الرغم من ظروف حياتهما الصعبة إلا إنها لا تقبل المساعدات من أي أحد منهم.
كل ما جمعه عنها من معلومات جعله يعشقها ويكن لها كل مشاعر الحب التي دفنها بيده بقلبه، احتقر الشاب نفسه فعلى الرغم من نجاحه الباهر والذي حققه في وقت قياسي وبسن مبكر إلا أنه يجد نفسه مقارنة بها لا يساوي شيء، بل لا يستحق أن يوضع في مقارنة معها.
أراد الشاب أن ينفرد بهذه الجوهرة والماسة النفيسة، ولكنه أخذ قراراً في نفسه بأنه لا يذهب للتقدم لخطبتها والزواج بها إلا بعدما يؤهل نفسه لذلك، انفرد بحجرة مع نفسه وشرع في قراءة الكتب الخاصة بالشريعة والسنة، ونظرا لتفوقه وذكائه استطاع أن ينهيها كاملة وحفظ القرآن في ظرف ثلاثة شهور فحسب، تقدم والتحق باختبارات واستطاع اجتيازها وحصل على امتيازات.
وفي الشهر الرابع كان في منزل الفتاة يشرب الشاي مع والدها، جلس مع والد الفتاة دون وجودها حيث كانت بجامعتها فور بدء الدارسة؛ صارح والدها بكل ما كان يفعله بحياته قبل أن يأتي لابنته التي كانت سببا في إعادته للطريق القويم.
قدر والد الفتاة صراحته، ووافق على زواج من ابنته ولكن بعد أن سألها عن رأيها، ووجدها توافق ولم تكن تعلم عن شيء من حياته السابقة.
كان الشاب قد عاهد والد الفتاة أمام الله سبحانه وتعالى بألا يعود لضلاله، وأن الله سبحانه وتعالى وحده شاهد على ما بينهم.
تزوجت الفتاة وعوضها الله بزوجها الذي وضع الهداة والتقوى بقلبه وجعل الفتاة الصالحة سببا في تغيير كل حياته؛ وكان هو أيضا سببا في تغيير حياتهما للأفضل.
أنجبت له الفتاة الكثير من الأولاد، وقاما بتربيتهم على النهج السليم.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص حب قصيرة وجميلة رومانسية مؤثرة عن الحب الحقيقي
قصص حب قصيرة واتباد رومانسية مصرية صعيدية بعنوان “حبيبتي جوهرة نادرة”!
قصص حب سورية واقعية بعنوان غرام حقيقي وحب باقٍ بالقلب