نقدم لكم هذه المقالة من موقع قصص واقعية تحت عنوان قصص حب زمن الرسول صل الله علية وسلم السيدة خديجة، فالحب اسمي وأجمل المشاعر التي تجعل الإنسان يعيش في سعادة وهناء، ولكي يكون الحب بلا زنوب وجب أن يكون تحت شرع الله، وما أجمل أن يحب الرجل المرأة وهي زوجته أمام ربه، هنا يأخذ الحسنات على هذا الحب ولا يصبح حبه لها سيئات تكدر حياته وتجعل الران يتراكم على قلبه.
قصة رسول الله والسيدة خديجة
أحسن من عرف الحب وأحب هو سيد البشر سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وأكثر امرأة أحبها هي السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها، ومن خلال سيرته صلوات ربي وسلامه عليه نرى المواقف التي توضح هذا الحب الجلي لسيدة نساء العالمين.
من أول المواقف التي سنذكرها لكم اليوم والتي جمعت بين الحبيبين هي عدم زواجه صل الله عليه وسلم بأي امرأة أخرى إلا بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها، فلم يجمع معها زوجة أخرى كما فعل مع باقي نسائه رضوان الله على أمهات المؤمنين جميعا، وهذا وإن دل فيدل على شديد حبه صل الله عليه وسلم للسيدة خديجة رضي الله عنها وخوفه على مشاعرها.
ثاني موقف جمع بين القلبين ويوضح لنا مدى حبهما لبعضهما البعض هو بعد نزول الوحي على سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، فأول من لجأ إليه في هذه الشدة والرهبة مما حدث هو أن لجأ لزوجته ومحبوبته خديجة رضي الله عنها، ذهب إليها مباشرة وارتمي في حضنها وحكى لا ما حدث معه، وكان صلوات ربي وسلامه عليه يرتجف من هول الموقف، فما كان منها رضوان ربي عليها إلا أن قامت بتهدئته وذكرت محاسنه بقولها “كلَّا! والله ما يخزيك الله أبدًا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدُقُ الحديثَ، وتَحمِل الكَلَّ، وتَكسِبُ المعدومَ، وتَقري الضيف، وتعين على نوائب الحق”.
ثم اخذته وذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وحكت له ما حدث مع النبي صل الله عليه وسلم، فأخبره انه نبي آخر الزمان وأن ما رآه هو رسول من عند الله سيدنا جبريل عليه السلام، وأخبره أن قومه سيعادونه، ورغم هذا لم تتخلى عنه زوجته الحبيبة بل كانت أول من آمن به وبرسالته، ونصرته بنفسها ومالها وكل ما آتاها الله من قوة.
الموقف الثالث موقف وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها بعد انتهاء شعب أبي طالب، حزن النبي صل الله عليه وسلم لوفاتها حزنا شديدا، حتى سمى عام وفاتها بعام الحزن، وكان صل الله عليه وسلم كلما ذكرها حن واشتاق إليها رضوان ربي وسلامه عليها.
الموقف الرابع في غزوة بدر بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها، عندما اسر العاص بن الربيع زوج السيدة زينب بنت النبي صل الله عليه وسلم، ارسل كل أهل مكة في فداء الأسرى، فأرسلت السيدة زينب بنت النبي صل الله عليه وسلم في فداء زوجها بعقد أهدته لها أمها السيدة خديجة رضي الله عنها يوم زفافها، وعندما رأي النبي صل الله عليه وسلم العقد وسط الفداء بكي صل الله عليه وسلم وقال هذا عقد خديجة، وقال لصحابته مستأذنا إياهم لو شئتم رددتم لها عقدها يقصد السيدة زينب، ففعل الصحابة رضوان ربي عليهم وردوا عقد السيدة خديجة للسيدة زينب بنت النبي صل الله عليه وسلم وأطلقوا صراح العاص بن الربيع دون فداء.
الموقف الخامس عندما كانت النبي يذبح كان يرسل لأقارب خديجة وأصحابها حقوقهم لبيوتهم، وعندما كان يسمع صوت أحد منهم كان يعتدل في جلسته فرحا ويقول كانوا يأتوننا أيام خديجة، حتى عندما غارت منها السيدة عائشة رضي الله عنها وقالت لقد أبدلك الله خيرا منها، كان رد النبي صل الله عليه وسلم عليها ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها في حديثها عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ ، أَثْنَى عَلَيْهَا ، فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ ، قَالَتْ : فَغِرْتُ يَوْمًا ، فَقُلْتُ : مَا أَكْثَرَ مَا تَذْكُرُهَا حَمْرَاءَ الشِّدْقِ ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا ، قَالَ : ” مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْهَا ، قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ ” .