ومازلنا نستكمل قصتنا المليئة بالأحداث المؤثرة والموجعة للقلوب، قصتنا التي تعطي معنى آخر للحب الحقيقي حتى وإن كان في ظاهرها آلام عظيمة وفراق أعظم، قصتنا التي تجسد أسمى معاني العطاء حتى وإن كان في ظاهره أعظم أنواع الحرمان.
“اسأليني عن اسمك!” الجزء التاسع والأخير
استوقفته دموعه المنهمرة من عينيه، ولكنه استكمل بصوت جأش: “لقد كرهت والدي طوال حياتي حتى اليوم، اليوم أدركت كم كان والدي يحب والدتي”.
اقترب منها قائلا: “ياسمين وأعلم أنكِ تحبيني هكذا”.
فهمت ياسمين مراد فازدادت بكاءا ونحيبا وهزت برأسها: “لا، لا يمكنني فعل ذلك بك”.
نظر إليها نظرات توسل وإصرار على طلبه…
ياسمين: “أنت لا تعرف حقيقة ما تريده، أما أنا فلا يمكنني فعل ذلك بك يا حبيبي”.
خالد: “ياسمين أريدكِ أن تعطيني وعدا، بأنكِ لن تسمحي لي بأن أعيش هكذا”.
واستكمل كلماته بدموع تملأ عينيه ونحيب يقطع القلب: “أنا أريد الموت قبل أن أنساكِ ياسمين”.
بصوت متقطع من شدة البكاء: “وكيف سأعرف الوقت الصحيح؟!”
خالد بفرحة شديدة لأنه أيقن أنها استجابت لطلبه: “اسأليني عن اسمك”!
وبعدها تزج بها وأٌقاما حفل زفاف بسيط ومتواضع للغاية، اجتمع فيه الأصدقاء وكانت السعادة تعلو وجوه الجميع، كانت له بمثابة كل شيء وأخيرا أدرك بمشاعره تجاهها والتي كانت تخدعه بكونها مجرد أخته، ولكنها حبيبة قلبه منذ الصغر، كانت له سندا وعونا ومعينا لكل شيء، وكانت الفرحة لا توصف عندما حملت “ياسمين” منه.
لقد كان سعيدا للغاية ودائما كان يقاوم نفسه ومرضه الشديد من أجل إسعادها ولو بفعل صغير ويكاد لا يذكر، كانت تشعر بحنانه وتشعر بأنها ملكت الدنيا بأسرها.
وضعت “ياسمين” ابنة كالقمر في جملها وكالبدر بتمامه في ضياء وجهها، أسمياها “إنجي”، وكانت لهما شعاع النور الذي يضئ لهما الحياة من جديد.
وذات يوم عندما بلغت “إنجي” الخامسة من عمرها، كانت جالسة بجوار والدها “خالد” والذي أصبح قعيدا لا يستطيع السير على قدميه ولا الوقوف عليهما أيضا، كما أنه فقد قدرته على الكلام أيضا، كانت حينها “ياسمين” منهمكة بالأعمال المنزلية ولكنها بين كل فترة وأخرى تنظر لتطمئن عليهما، وذات مرة جاءت لتنظر عليهما ولكنها لم تجد ابنتها فقد تحركت من جوار والدها، وخرجت خارج المنزل، وقد كان المنزل على طريق لا يخلو من مرور السيارات.
جن جنونها وأخذت تصيح على العم عثمان ليجيرها، ركضت على الفور تبحث عن ابنتها فوجدتها بصحبة كلب الذي قام بحمياتها بأن منعها من عبور الطريق، ضمتها ياسمين لحضنها واستقرت عينها، ولكن كل من ياسمين والعم عثمان نظر للآخر، وكأنهما أيقنا أنها آنت لحظة إلقاء الرحمة وخلاص خالد من كل معاناته، آنت لحظة الوفاء بالوعد.
اجتمع العم عثمان وياسمين بغرفة نوم خالد والتي تحولت لغرفة من غرف المستشفيات المعدة بالكثير من الأجهزة الطبية، وبعد أن قامت ياسمين بغسل جسده، وساعدها في ارتداء ملابسه العم عثمان، قاما بتجهيز المساعدة الأخيرة لأجله.
قام العم عثمان بتوثيق يديه وقدميه بالسرير، أما عن ياسمين فقد جهزت سبعة حقن بمادة فعالة بإمكانها أن تنهي حياته بأقل ألم ممكن، نظرت بتردد وعيون مليئة بالندم والحسرة للعم عثمان وبقلب يرغب في التراجع عن الوفاء بالوعد، ولكنه ربت على ظهرها قائلا: “الموت ليس ألما، ولكنه رحمة أحيانا”.
اقتربت منه وشرعت في سؤاله بعينين مليئتين بالدموع: “خالد ما اسمي؟!”
ولكنه لم يجبها ولم يلقي بالا لها، لقد فقد كل شيء وأصبح غير قادرا على فعل كل شيء، فأمسكت بالحقنة الأولى وقامت بتفريغها ببطنه والدموع تسيل دون توقف من عينيها، وتعيد كرة سؤاله من جديد: “أخبرني ما اسمي؟!”، ولكن دون إجابة أيضا منه، فأفرغت الحقن بأكملها ببطنه، وانفجعت عندما خرجت روجه منه فاقتربت منه تقبله بكل مكان بجسده وتعتذر منه وقلبها يفيض بالدمع قبل عينيها.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص حب شباب وبنات مؤلمة وحزينة للغاية بعنوان “اسأليني عن اسمك!” الجزء الأول
قصص حب شباب وبنات مؤلمة وحزينة للغاية بعنوان “اسأليني عن اسمك!” الجزء الثاني
قصص حب شباب وبنات مؤلمة وحزينة للغاية بعنوان “اسأليني عن اسمك!” الجزء الثالث
قصص حب شباب وبنات مؤلمة وحزينة للغاية بعنوان “اسأليني عن اسمك!” الجزء الرابع
قصص حب شباب وبنات مؤلمة وحزينة للغاية بعنوان “اسأليني عن اسمك!” الجزء الخامس
قصص حب شباب وبنات مؤلمة وحزينة للغاية بعنوان “اسأليني عن اسمك!” الجزء السادس
قصص حب شباب وبنات مؤلمة وحزينة للغاية بعنوان “اسأليني عن اسمك!” الجزء السابع
قصص حب شباب وبنات مؤلمة وحزينة للغاية بعنوان “اسأليني عن اسمك!” الجزء الثامن
لالالالا