إن أجمل لحظات عمر الإنسان حينما يشعر بدقات قلبه الصغير تجاه شخص معين، يرجو لقائه دوما يكن له بأجمل وأسمى المشاعر والاهتمام؛ حياتنا مليئة بقصص حب طويلة وكاملة ولكنها لا تكون على الدوام بنهايات سعيدة فغالبا ما تحطم قلوب أصحابها
“حمدا لله أني أحببتك يوما”
كانت هناك فتاة في مقتبل عمرها تعمل دوما جاهدة لتحقيق أهدافها في الحياة، كانت تملك شخصية قوية تحكم قراراتها ولا يستطيع أحد أن يجعلها تحيد يوما عن قرار قد اتخذته، التحقت بوظيفة في البنك بعدما أنهت دراستها الجامعية بشهرين؛ كانت صاحبتنا وحيدة لأب وأم منفصلين منذ أن كانت طفلة تحبي حيث لاقت والدتها الأمرين مع والدة أبيها التي كانت تعامل والدة الفتاة بظلم وتسلط حتى آل بها الحال إلى الطلاق من أبيها ولأن الزوجين بمعنى الكلمة يحبان كل منهما الآخر لدرجة الجنون لم يفكرا في الزواج، ولشدة جبروت جدة الفتاة لم تستطع والدتها أن تأخذها معها فعاشت الفتاة مع أبيها وجدتها التي فارقت الحياة عندما كانت الفتاة ببداية المرحلة الابتدائية، فعمد والدها إلى تكريس حياتها كلها من أجل فتاته وبالفعل تخرجت من أعلى الجامعات وحصلت على تقديرات عالية هيأتها لاستلام وظيفة مرموقة بأشهر البنوك المعروفة.
حياة الفتاة وأسلوبها الفريد:
كانت متميز للغاية معروفة بسرعة البديهة والذكاء الخارق، دائما ما تصر على تحقيق أهدافها، تتمتع بطابع الجدية المطلقة أثناء أوقات العمل أما مع صديقاتها فدائما ما كانت تتمتع بحس الدعابة والفكاهة، عرفت بطيبة قلبها، كانت تقسم وقتها بين عملها ووالديها على الرغم من عيش كلا منهما بعيدا عن الآخر وصديقاتها من أيام الجامعة؛ تميزت في عملها وحازت على أعلى المناصب وتدرجت فيها بسرعة مذهلة، تذهب للعمل يوميا قبل ميعادها وتخرج منه بعد ميعاد الانتهاء على حسب إتمامها لعملها وإنجازه بكل إتقان وإخلاص.
صدفة:
بيوم من الأيام أثناء عملها عانت من ألم شديد في معدتها أرجعته إلى كثرة شربها للعصائر التي تحوي كثيرا من الأحماض وقررت بعد الانتهاء من عملها اللحاق بالطبيبة المختصة لمعالجة المشكلة ومعرفة سببها، وبعد ذهابها إلى الطبيبة وأثناء عودتها إلى المنزل علق أسانسير العمارة وكان حينها معها شاب يبدو عليه من مظهره أنه فنان إذ كان يحمل عدة كاملة من ألوان وفرش، وطال انتظارهما إذ لم يتمكن أحد من سماعهما لمدة ساعات طوال، وحينها بدأ التعرف بينهما، أعجب الشاب بشدة بشخصية الفتاة التي تختلف عن غيرها فبالرغم من الموقف الذي جمع بينهما وشدة صعوبته إلا أنها مازالت متماسكة وتعاملت معه بحكمة فائقة.
بداية الحب:
عندما طال عليهما الحال تكلما سويا وبدئا يتشاركان الأفكار للخروج من ذلك المأزق ولسوء حظهما فالشاب قد نسي هاتفه بسيارته والفتاة قد نفذ منه الشحن وبالرغم من كل محاولاتهما وأفكارهما إلا أنهما لم يتمكنا من الخروج إلا بعد فترة طويلة من الزمن دامت لمدة 6 ساعات بعدما تمكن بواب العمارة من المشكلة التي صارت معهما، وهما لم يشعر بهما أحد حيث أن الوقت الذي حدثت به المشكلة معهما كان متأخرا جدا؛ انصرفا وكل منهما يعرف معلومات كافية عن الآخر لتجعله منجذبا لشخصيته، فالفتاة وجدت في الشاب شخصية المحترم طيب القلب الذي يعتمد عليه بمعنى الكلمة، والشاب وجد في الفتاة الشخصية الرزينة التي تعتمد على العقل في كل تصرفاتها وتعتمد على الله دوما.
بداية حياة سعيدة:
الفتاة شغل بالها الشاب وشخصيته الجذابة، فبدأت تفكر فيه دوما حتى أثناء عملها، لقد تغيرت شخصيتها كليا فبعد أن كانت جدية للغاية أصبحت شغوفة به وتتوق لمعرفة أي خبر عنه، ومن الناحية الأخرى بدأ بحث الشاب عن تلك الفتاة التي ملكت عليه قلبه بمساعدة المعلومات التي استشفها من محادثته معها، وتوصل إلى منزلها وتكلم مع والدها وتقدم بطلب الزواج منها، عندما رجعت الفتاة من عملها فوجئت بالشاب وبوجوده بمنزلها وحينما علمت بعرض الزواج احمر وجهها خجلا وظهرت على ملامحها علامات الفرحة والسعادة؛ تزوجا وعاشا في سعادة وهناء، لقد أثبتا كل منهما للآخر حسن الظن فيه، وبعد عام من زواجهما رزقا بتوأم في غاية الجمال ابن وابنة وتمت تسميتهما على اسمي والديها.