لا أرغب بشيء بدنياي إلا أن أكمل مسيرتها معك يدي بيدك، فوجودك يكفيني عن كل شيء، ولا أريد أحدا ولا شيئا غيركِ، فأنتِ كل دنياي.
من قصص حب عن الفراق:
“لما كنا صغيرين” الجزء الثالث والأخير
ولأول مرة منذ أن عرفت نفسي تسيل الدموع من عيني، ضممتها لصدري محاولا التخفيف عنها، ولكن حينها كنت من يبحث عن الأمان في حضنها، لا أعلم ما الذي سيفعله زوجها بنا، ولكن كل ما أعرفه أنني لن أتخلى عنها مجددا مهما كلفني الأمر، لن أضيع حياتي من بين يدي من جديد، لو تكلمت مع والدها من زمن طويل لما آل حالي وحالها لما وصلنا إليه الآن.
استشرت أفضل المحامين في موضوعها، وصلنا لعمل حيلة وخدعة ودعينا الله سبحانه وتعالى أن تنطوي عليه حتى تتخلص منه نهائيا وللأبد، كانت الخدعة أن تعود إليه وتستفزه حتى يهم بضربها وسبها، وأهم جزء بالخطة أن المكان يكون ملغما بكاميرات التصوير حتى نأخذ عليه شيئا يدينه، ويمكنها من الطلاق منه على الفور.
لقد كان رجلا ذكيا وداهية، كانت تظهر عليها علامات الخوف والضيق بمجرد ذكر اسمه، كل ما أراه عليها يبعث بداخلي يقينا تاما بأنها تعرضت لأقسى وأبشع المعاملات على يديه، هل يعقل ملاك برئ مثلها يعامل بكل هذه القسوة؟!
أحمد الله سبحانه وتعالى أنه لم يعرف قيمتها وقدرها وإلا لم إنها لم تكن بيوم عادت لي، عادت لتبحث عن سعادتها التي ضاعت منها، سبحانك اللهم هي فقدت سعادتها برحيلها عني وأنا مثلها لم أجد سعادة بالحياة بعد فراقها، كنت غير راضي عن تنفيذ الخطة وخاصة أنني أراها متوترة للغاية من مجرد التفكير بتنفيذها، لو أنني أضمنه لساومته بالمال الذي يريد حتى وإن أخذ مني كل ما أملكه لقاء أن يخلي عن سبيلها، ولكن بكل التهديدات والوعود التي يرسلها إلي لا يجعلني أثق به ولو مثقال ذرة.
لا أعلم لما لا يريد سوى تعذيبها على الرغم من أنه أخذ منها أموالها وكل أموال أبيها وكان سببا رئيسيا في وفاة والدها أيضا، ولكننا ورائه والحق ينتصر دائما في النهاية؛ لم تذهب إليه بالفندق الذي يسكنه بل دعته لمنزلها والذي كنا قد أعدناه مسبقا بالكاميرات في كافة أرجائه، كانت تحمل تجاهه الكثير من الأمور فقلبها كان مليئا بالذكريات السيئة بسبب كل ما فعله بها.
أول ما جاء اعتدى عليها بالعنف والإكراه يريد منها حقه الشرعي، وكيف يعقل كل ما فعلته بها وكل النساء اللاتي تتردد عليهن ولا تتركها في شأنها، مع العلم أنك لا تريدها بل تريد تعذيبها، أول ما شرعت في الدفاع عن نفسها من همجيته ظهر وجهه الحقيقي، باح بأسرار كثيرة فعلها بها وبوالدها، انتهزتها فرصة لإثبات براءة والدها من كل التهم التي لفقها له سابقا، كما أنه اعترف على نفسه بكافة الأموال التي أخذها منه عنوة، لقد كان داهية يوزع كل أمواله على أكثر من بنك حول العالم حتى لا يحرمه أحد منها.
كما أنه كان على أفعال غير قانونية تجعله في السجن متعفنا منذ سنوات طوال، لقد باح بكل شيء، كانت التسجيلات أساسا على علم برجال أمن الدولة، لقد ذهبت وأخبرتهم مسبقا دون أن تعلمني بالأمر بما فعله بوالدها، وأنها أرادت إثبات براءته حتى بعد وفاته، لقد كان والدها رجلا محبا لوطنه كثيرا وفخرا لبلاده بالخارج، فكيف لإنسان لا يعرف الله مثله يلوث سمعة والدها الذي قضى كل عمره مثالا يحتذى به في كل شيء؟!
جاءت رجال الشرطة للقبض عليه، وضع السلاح على جبينها مهددا بأي محاولة للقبض عليه سينهي حياتها، لم أستطع تحمل فكرة فقدها، داهمته على الفور دون تفكير مني، أخذت الرصاصة عوضا عنها، تدخل رجال الشرطة وفي محاولة للهرب منه قتل ثلاثة أشخاص منهم، وتم التعامل معه وتوفي أثناء اشتباكه معهم.
نقلت للمستشفى، ويا لهنائي عندما رأيت القلق والخوف في عينيها، شعرت بفرحة كفرحة الصائم في يوم شديد الحرارة بعد شربه لكأس ماء بارد وقت إفطاره، وأول ما سمعت صوتها نسيت كل تعبي وآلامي كما نسيت كل الناس من حولي.
بعدما شفيت تماما، كانت قد انقضت أشهر عدتها بعد وفاة زوجها، تزوجنا وأخيرا أعلنت الحياة ألا أحزان بعد اليوم، وليس لنا نصيبا إلا من السعادة بها؛ أعلن رسميا عن براءة والدها في كل التهم التي نسبت إليه كما تم بمساعدة رجال الدولة كل أموال زوجها الراحل باعتبارها وريثته الوحيدة.
عهدت إلى إقامة العديد من المساجد ومساعدة الفقراء والضعفاء والمساكين، وكانت تهتم بنجاحهم والاستمرار الدائم بنفسها.
اقرأ أيضا:
قصص حب عن الفراق بعنوان “لما كنا صغيرين” الجزء الأول
قصص حب عن الفراق بعنوان “لما كنا صغيرين” الجزء الثاني
قصص حب انتهت بالموت بعنوان ألم يكن اختيارنا ؟!
قصص حب أولاد الجيران بعنوان حب ابنة أخي لابن الجيران قصة حقيقية
قصص حب ذات عبرة بعنوان فرقنا القدر ولكن سيجمعنا الله بيوم الحشر