إن أصعب إحساس بكل الحياة أنكط تعيش معتقدا وواثقا وعلى يقين أن لك مكانة مميزة لدى شخص تحبه من أعماق أعماق قلبك، وفي النهاية تكتشف أنك بالنسبة له مجرد مرحلة حتى وإن كانت حلوة ولكن لها صلاحية ويتركك عند انتهائها.
من قصص حب غدر وخيانة:
الجزء الثاني والأخير
كان يحاول الاتصال بها ولكنها لم تجيب عليه، وأثناء رحيلها اعترض طريقها وأراد أن يتحايل عليها ككل مرة، وحيلته كادت تفلح لولا أنه رأى بعضا من زملائه في العمل، فبعدما قربها لصدره دفعها بقوة وأسمعها الكثير من الكلمات المهينة ليعتقد الآخرون أنه على غير صلة بها، وبالفعل خطته نجحت.
عادت الفتاة حاملة كل هموم الأرض بما حوت في قلبها الكسير، لم تكن على مقدرة لفعل أي شيء، امتنعت بغير إرادتها ومن شدة أحزانها عن الأكل والشراب، وجاء موعد عودته من العمل فعاد لمنزلهما وكأن شيئا لم يحدث على الإطلاق، بل وأخذ حماما ساخنا واحتضنها وغرق في النوم بجانبها، على الرغم من أنه عندما وضع يديه على جسدها أبعدتهما تماما ولكنه لم يهتم، وفعل ما أراده.
لم تجف دموع الفتاة طيلة الليل فكسر القلب ليس بالأمر اليسير الهين على أي أحد مهما بلغ استهتاره بكافة الأمور، فللقلب أحكام لا يفهمها إلا العشاق؛ وباليوم التالي عندما استيقظت من نومها لم تجده، نهضت من سريرها ولم تجد شيئا تفعله سوى أنها تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، وهنا اشتد بأسها بمراحل، لقد رأت مقطعا للفيديو به إعلان عن خطبة كل منهما، الشاب والذي من المفروض زوجها وابنة مالك عمله، انهارت في البكاء وانهارت أعصابها لدرجة أنها بحركة لا إرادية منها قامت بإلقاء كل ما على الطاولة بعيدا، وهنا كانت المفاجئة الأكبر أنها وجدت نموذجا من دعوات الزفاف بنفس الطرد الذي حملته بين يديها لتعطيه إياه، وتكبدت العناء وفجع قلبها وفي النهاية يكون دعوى لزفافه!
فهمت كل شيء الآن، فهمت أن كل ما كان يقال عنه إنما حقيقة ولكن حبها له أعماها عن رؤية حقيقته والتي كانت واضحة بمثل وضوح الشمس، ولكن شيئا ما بداخلها لا يصدق ما تراه أعينها يكذب كل البراهين والأدلة على خيانته، إنه قلبها على الرغم من كل الأوجاع التي تكبدها بسببه، على الرغم من شعوره بعدم الرغبة في الحياة ولا النبض من جديد، أصيبت الفتاة بحالة جعلتها تنعزل عن كل العالم ولا تنتظر إلا يوما واحدا، يوم الزفاف!
كيف أمكنها أن تبيع نفسها له بأرخص ثمن من أجل الحب، الحب الذي اتضح أنه أكبر كلمة ضحك علينا بها، ما أساس الحب وما طبيعته والذي بفضله نكون عبيدا لمن نحب، نمكنهم من فعل أي شيء بنا، نتجاوز عن أخطائهم المرة تلو الأخرى وفي النهاية نفوق على أعظم صدمة مررنا بها يوما، مضت عدة شهور على الفتاة قلبت فيهم كل ذكرياتها معه، كل تضحياتها من أجله، لقد ضحت بكل ما لديها في سبيل سعادته، ولم تحظى بشيء في النهاية سوى الآلام والأوجاع، لقد أهلكها الحب فعليا ودمرها كليا.
جاهدت نفسها وتقبلت الأمر ولكن قلبها مازال من الداخل يعتصر عصرا، عودت نفسها ولكن قلبها تمرد عليها، لقد حاولت أن تفهمه أمرا واحدا وأنها لا تمتلك من كل الحياة إلا أحاسيس ومشاعر، وأنها لطالما آثرته على نفسها ولكنه في كل مرة طغى عليها، في النهاية بكل حزن تهيأت وتزينت وذهبت لزفافهما بعدما كان الجميع على يقين بمدى العلاقة وتطوراتهما بين كليهما، ذهبت واعتلت منصة العروسين، وهنأتهما من كامل قلبها، كما أنها خلعت الخاتم الألماسي الذي قام بإعطائها إياه في زفافهما، وألبسته لعروسه في إصبعها فأصبحت ترتدي خاتمين، أحدهما يعود لزفافها من زوجها والذي لم يمضي عليه دقائق بعد، والثاني عهد وميثاق ووعود زوجها لزوجته الأولى.
وعلى الرغم من كل الدموع التي في عينيها والتي فضحت أمرها إلا أنها أثناء إعطاء زوجته خاتمها كانت تهنأها ولا تحمل لها بصدرها غل ولا كراهية، وعندما فعلت الفتاة ما فعلت لم تشعر بسعادة ولا تحرر من مشاعرها ولكنها شعرت بنوع من الرضا، كما أنها تمنت لأجله السعادة الغامرة مع من اختارها قلبه، والحياة المديدة مع بعضهما البعض، ومن ثم حملت نفسها ورحلت بعدما جعلت الجميع في ذهول من فعلتها وشجاعتها وجرأتها.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص حب غدر وخيانة أودت بحياة صاحبتها حرفيا الجزء الأول
قصص حب تنتهي بالخيانة ثم الانتحار
قصص كما تدين تدان عن الحب قصة سيف ولين قصة مؤلمة عن الخيانة
قصص قصيرة عن الخيانة قصة خيانة امرأة لزوجها