نقدم لكم هذه المقالة من موقع قصص واقعية تحت عنوان قصص حب في الاسلام زمن رسول الله صلي الله عليه وسلم من قصص حب الصحابة لله ولرسوله صل الله عليه وسلم، فقصة الحب التي نرويها اليوم ليس حب الرجل للمرأة بل حب الإنسان لربه ولنبيه، نرجو أن تنال إعجابكم.
قصة الفتى ثعلبة
كان ثعلبة غلامًا يبلغ من العمر 16 عامًا وكان دائم المكوث عند النبي صل الله عليه وسلم، وكان النبي دائمًا ما يرسله لقضاء الحوائج عند أي أحد من الصحابة، فكان في أحد الايام التي دعى النبي ثعلبة حتى يقضي له أحد الحاجات، فخرج الغلام ذاهبًا في طريقه لوجهته وفي الطريق مر ببيت أحد الأنصار ولكن كان الباب مفتوح قليلًا.
نظر ثعلبة إلى الباب المفتوح وبدأ ينظر إلى داخل الدار فلاحظ أن هناك ستارة تغطي الحمام ولكن أثناء نظره داخل المنزل هبت ريح كشفت الستارة فكانت هناك سيدة تتحمم، فنظر لها ثعلبة وأطال النظر قليلًا، ولكنه استدرك نفسه وبدأ يستعيذ بالله ويقول يا ويحي الرسول يأتمنني لقضاء حاجاته وأنا اقوم بالنظر إلى عورات المؤمنين والله لينزل الوحي للنبي يخبره بما أفعل ويذكرني مع المنافقين.
اقرأ أيضا: قصص مضحكة في الاسلام قصص طريفة للغاية
خاف ثعلبة من العودة مرة أخرى سواء للنبي أو منزله وخرج يهيم في الفيافي والنبي يرسل الصحابة في طلبه ولم يجده أحد فظل ينتظر عودته كثيرًا ولكنه لم يعد، ظل النبي صل الله عليه وسلم يرسل في الصحابة بحثًا عنه وفي النهاية ارسلهم للبحث عنه في الفيافي حتى وصلوا إلى على جبال بين مكة والمدينة فوجدوا اسفلها اعراب يرعون اغنامهم، فنزلوا لسؤال احدهم عن انهم يبحثون عن فتي وأعطوه وصف له، فقال انتم تبحثون عن الفتى البكاء، فقالوا ماذا؟. فقال بأن هناك في أعلى الجبل يمكث منذ اربعين ليلة غلامًا دائم البكاء ينزل الينا في المساء يأخذ القليل من اللبن وهو يبكي.
انتظره الصحابه بعد أن اختبئوا حتى لا يراهم وعندما نزل أخذ النذر اليسير من اللبن والتفت ليعود فوجد امامه عمر ثم سلمان ففزع وهو يسألهم ما الذي تريدون، فقالوا النبي يطلبك يا غلام، فقال وما يريد مني؟، فقالوا لا ندري، فقال يا الهي لعل الله انزل فيا آيات، فقالوا لا ندري، فقال هل ذكرني الله في المنافقين؟. فقالوا لا ندري ولكن النبي هو من يطلبك لتعود إليه، فقال الغلام ارحموني واتركوني اموت على سفح هذا الجبل، فقالوا كلا لا نتركك، وظلوا على نقاشهم ومحاولتهم أن يأخذوه إلى النبي إلى أن قاموا بحمله وأخذه عنوة وظل على حاله من البكاء بقوة.
وصل الصحابة إلى بيت ثعلبة ووضعوه في فراشه وتوجه عمر إلى النبي يخبره أنهم وجدوا ثعلبة، فسألهم النبي وأين وجدتموه فقص عليه عمر اين وجدوه وكيف هو حاله من البكاء والحزن الشديد، فسأل النبي صل الله عليه وسلم وأين هو الآن؟، فقال عمر الآن هو في منزله، فتوجه النبي صل الله عليه وسلم إلى بيت ثعلبة إلى أن وصل فدفع الباب وعندها سمع ثعلبة صوت النبي صل الله عليه وسلم التفت إليه.
قال ثعلبة يا نبي الله هل انزل الله فيا آيات؟، فقال النبي كلا، فقال ثعلبة هل ذكرني الله في المنافقين؟، فقال النبي كلا، فأقبل النبي وجلس إلى جواره على السرير وأخذ رأسه على فخذه، فبكي الغلام بشدة وقال يا نبي الله ابعد رأسًا قد امتلئ بالذنوب والمعاصي فأنا أحقر من تضع رأسي على فخذك الشريف، فقال النبي كلا، فأعاد كلامه وهو يبكي فرفض النبي مرة أخرى.
سأل النبي ثعلبة ما ترجو؟، فقال ثعلبة ارجو رحمة ربي، فسأله النبي ومما تخاف؟، فقال أخاف من عذاب الله، فقال النبي وماذا الذي تأمله؟، فقال أأمل في مغفرة الله، فقال النبي يا ثعلبة وأنا ارجوا أن يعطيك الله ما تبغي، فقال ثعلبة يا نبي الله أني أشعر بدبيب كدبيب النمل بين لحمي وعظمي، فقال النبي أهذ ما تشعر به؟، فقال نعم، فقال النبي يا ثعلبة انه الموت قد حضرك فلقنه النبي الشهادة وظل يرددها إلى ان فاضت روحه.
قام النبي بتغسيله والصلاة عليه ومشى وراءه والنبي يمشي على اطراف أصابعه، فسأله عمر يا رسول الله لما تمشي على اطراف قدميك كما لو كنت في زحام فأجاب النبي صل الله عليه وسلم والله يا عمر لا أجد لقدمي موضع من كثرة ما يزاحمني عليه الملائكة.