كثير من الناس يفتقد لأجواء المحبة في الحياة العادية فما باله إذا ألقت به الحياة في درب الحرب الوعر..
من قصص حب في الحرب:
قصة عن الوفاء بالوعد:
قصة حدثت بأرض سوريا، بيوم كان هناك شاب في طريقه إلى المسجد لأداء فريضة العصر وفجأة اصطدم بفتاة، لم يستطع إزال بصره عنها، لقد أسره بها شيء لم يستطع تحديده، وبالرغم من كل محاولاته في إرجاع بصره عنها وغضه إلا أنها باءت بالفشل، وقف جامدا كالثلج وهي الأخرى لم تستطع فهم النظرة التي كانت في أعينه فتسمرت هي الأخرى مثله، وبعد لحظات أفاقا هما الاثنين على صوت إطلاق النار، ومضيا في طريقهما واثقين بأن من جمعهما بأول مرة سيجمعهما ثانية.
وبالفعل كلها أيام قلائل وتقابلا مرة ثانية، ولكن في هذه المرة عزم الشاب على التحدث إليها، ووعدها بالزواج منها على الرغم من كل ما تمر به البلاد من دمار؛ ووعدها بأنه لن يتركها إلا بموته، تحدث الشاب إلى والديه بأمر آسرة قلبه، ورحبا الوالدان كثيرا، فالكل يريد فرحة تدخل إلى قلبه وقلب من يحب؛ تحدد الموعد وتجهزت الفتاة بثوب رائع بلون زرقة السماء، وأعدت والدتها الحلويات ونشرت الفرحة والسعادة في كل أرجاء الحي فرحة للفتاة المؤدبة طيبة القلب.
ولكن باليوم الذي سيذهب فيه الأهل إلى منزل الفتاة للتقدم إلى خطبتها أصابت الشاب رصاصة في قلبه أودت بحياته وهو يرتدي ملابسه التي أعدها لرؤية حبيبته، انتهت حياة الشاب والكلمة الوحيدة التي خرجت من لسانه: “يا ربي أشهدك أني وفيت لها بوعدي”.
اقرأ أيضا: قصص حب نهايتها الفراق موجعة للقلوب
قصة أحد الجنود المشاركين في حرب أكتوبر 73:
قصة جندي مصري على الرغم من كل ما مر به من أزمات إلا أنه استطاع الانتصار واسترداد أرضه وأيضا استطاع المحافظة على حبه وملأ عليه الأرض بعشرة من البنين والبنات؛ تم تجنيده في الخامس من يوليو لسنة 1965، شارك بكل عزيمة في حرب اليمن ومن ثم النكسة والاستنزاف وأخيرا حرب الانتصار حرب 73.
كان قد عقد القران على فتاة أحبها واختارها بقلبه قبل التحاقه بالجيش بعامين، ولم يستطع الزواج بها إلا عام 68، انتظرا سبعة سنوات وأخيرا بعد طول انتظراهما وبأول إجازة تزوجا وتركها حاملا بأول أبنائه ثم عاد لإعداد العدة ومواصلة واجبه تجاه أرضه، لقد كانوا جميعا على استعداد الموت وبذل النفس من أجل استرداد أرضهم المسلوبة، وبالفعل تحمل رجال الوطن واستطاعوا عن جدارة تحقيق النصر بطريقة شهد لهم بها الزمن وسيظل على مر الأزمان.
اقرأ أيضا قصص حب حزينة اروع قصة عن الحب والعشق
قصة مريرة من الواقع الذي تعيشه سوريا:
تزوجا بعضهما عن حب، وفي اليوم الخامس عشر من زواجهما قصف منزلهما أثناء إحدى الغارات الجوية والتي أسفرت عن قطع الساق اليمنى لكلا الزوجين، لجأ إلى السفر إلى دمشق بعد استمرارهما بالعيش في أيام الحصار الصعبة، ومن ثم تم تهجيرهما إلى إدلب (تهجير قسري) بلا أقدام، يسيران على عكازات، ومازالا يستكملان حياتهما بكل حب في غرفة بإحدى مراكز الإيواء، وعلى الرغم من الإعاقة الجسدية التي ألحقتها بهما الحرب مازالا يستمتعان بحياتهما سويا، يقومان بكل واجبات الحياة ويخوضان معا بقلب واحد كل تجارب الحياة القاسية الحلو منها والمر، فبينما وجد الحب طابت الحياة وطاب العيش فيها.
اقرأ أيضا: قصص حب في الجاهلية “قيس ولبنى” قصة حزينة وموجعة للقلب
قصة عن موت حبيبين معا:
أثناء الحرب كانت الفتاة مصرة على استكمال دراستها الجامعية على الرغم من محاولات والديها في منعها من ذلك من شدة خطورة ما تمر به البلاد، وأثناء بقائها في الجامعة وقعت في حب شاب الذي اعترف لها بمدى الحب الذي يكنه لها قلبه، وبالفعل تعاهدا على الزواج بمجرد الانتهاء من عامها الأخير، والوقت قد حان على امتحانات هذا العام الأخير والفتاة فرحة بقرب بقائها للأبد مع حبيب قلبها، ولكن بيوم من الأيام تتأخر فيه الفتاة عن ميعادها المعتاد فيضطر الشاب لتوصيلها إلى منزلها خوفا عليها من المخاطر التي قد تواجهها في طريق عودتها، وفجأة يجدان كل من حولهما يركض خوفا وذعرا إذ أن بالسماء طائرة تقصف بلا رحمة، ويكون من نصيب الشاب والفتاة اللقاء في السماء بدلا من الأرض.
ريم إبراهيم
أشكرك على قصصك الجميلة وأتمنى عندما تكتبين قصص تاريخية إسلامية ترسلين المصدر