قصص حب نهايتها الفراق بعنوان ويأتيك الغدر من أقرب ما لديك
إن الفراق حاله كحال العين الجارية التي بعدما اخضرَّ محيطها نضبت، إن أصعب شعور بالحياة لا يمكن لبشري تحمله هو شعور الفراق، فهناك من يفارقونا وبالرغم من رحيلهم إلا إنهم دائما يظلون عالقين بذكرياتنا، يرحلون ولا يأخذون معهم ذكرياتهم ليرحمونا منها!
قصة من قصص حب نهايتها الفراق:
قصة فتاة تعشق صديق طفولتها من صغرهما، وفي اليوم الذي أرادت أن تعترف فيه برغبتها بالزواج منه واجهت مصيبة صديقة عمرها إذ أنها حاولت إنهاء حياتها عندما تركها حبيبها وتزوج بأخرى؛ فذهبت للمشفى لتطمئن عليها ومن ثم ذهبت لحفل زواج الشاب ووبخته أمام زوجته بثوب زفافها وأمام جميع الحضور وسجلت بكل ذلك فيديو على هاتفها، وعادت لصديقتها لتشفي صدرها بما فعلت لأجلها.
مكثت معها بالمشفى لم تغادرها طوال فترة علاجها، وعندما خرجت أخذتها معها لمنزلها، وكانت هي السبب الرئيسي لكثرة محبتها لها في أن تعرفها بحبيبها، وفي يوم من الأيام أعدت الفتاة حفلا لتعترف برغبتها بالزواج منه، ولكن صديقتها حذرت الشاب من مخططها، وبكل قسوة عهد لتأجيل الزواج منها، بل وتظاهر بأنه فقد خاتمي الزفاف.
وفي يوم آخر ذهل لصديقتها ليشكرها على تحذيره وهنا وجدها تعترف له بأنها تمنت حبيبا مثله، وقعت كلماتها على قلبه وفعلت به ما فعلت، فوجد نفسه على الدوام يفكر فيها وتخطر على باله أفكار لا تحوي إلاها، وفي يوم أحضر هدية وقد كانت بجعة سوداء جميلة للغاية، رأتها الفتاة وأيقنت أنه يريد أن يعتذر لها عما بدر منه؛ ولكنها فوجئت عندما وجدت القلادة حول رقبة صديقتها، كذبت عينيها فلا يمكن أن تحدث الخيانة من أقرب اثنين لقلبها، حبيبها من ضحت بالغالي والنفيس من أجل البقاء والاستمرار على حبه، وصديقتها التي تفانت في حمايتها وتخفيف الأثقال من على قلبها، ولكنها كانت مخطئة كليا.
فبعد أيام صدمت من إعلان زواجهما، أرادت أن تنتقم لنفسها مثلما فعلت يوم صديقتها ولكن حزنها كان يأسرها، فمصيبتها لم تكن واحدة وحسب؛ ولحسن حظها أن مديرها بالعمل ينقلها لفرع آخر بالشركة كترقية، فتجد ملاذها الوحيد في الفرار بعيدا عن كل هذه الأجواء؛ وفي اليوم الأول من عملها تدخل المصعد بعد شخص وتجد أن حمولة المصعد تامة، فتنظر للشخص فيفهمها ويخرج من المصعد، فتنظر إلية بنظرة انتصار، وتفاجأ بأنه مديرها الجديد بالعمل، فتسأل نفسها كيف يعقل أن يكون المدير لشركة بهذه الضخامة على الرغم من صغر سنه؟!
تجاهلت الفتاة ما حدث بالمصعد، وشرعت في أول اجتماع لها، وقدمت فكرة نالت إعجاب الجميع مما خلق حالة من عدم الرضا عنها من بعض زملائها بالعمل، بفكرتها صارت المديرة التنفيذية للمشروع، وهنا غارت من كانت مديرته من قبل وتوعدت لها بأن تقلب حياتها رأسا على عقب؛ نالت إعجاب مديرها شعر بانجذاب لشخصيتها والتي باتت تختلف اختلافا كليا عن كل الأناس الذين صادفهم طوال حياته من قبل.
وضعت الفتاة كل همها في العمل، كانت بكل يوم تأتي بخطة جديدة وفكرة أجدد، ولكنها كانت لا تعلم أن هناك من يتربص لها للانتقام، وكانت أول شخص يريد الانتقام منها صديقة عمرها والتي كانت تغار منها منذ أن كانا صغارا، وعندما علمت بمقر عملها الجديد ذهبت خلفها لتلتحق به، وهناك اتحدت معها مديرة التنفيذ السابقة والتي حلت محلها الفتاة للانتقام سويا، وبالفعل دبروا لها المكائد، فواحدة منهما سرقت المشروع الذي تعمل عليه ونسبته لنفسها، وعلى الرغم من كون المدير يعلم خطتهما إلا إنه لم يستطع نصرة الفتاة، والتي لم يزدها اتحادهما غير القوة، وأصرت على استرداد مكانتها وعملها.
ودارت بينهن حربا، وقد ساعد في الحرب حبيب الفتاة الذي تركها وأراد الزواج من صديقتها، فبعد فراقها اكتشف حجم الكارثة الكبرى التي فعلها بنفسه، فقد ضحى بالغالي والنفيس لأجل الرخيص ولم يحتمل، وساومته صديقتها على دفع المال لأجل تركه وبالفعل دفع لها نصف ما يملك من أجل الخلاص منها!
وعلى صعيد آخر وقع مدير الشركة في حب الفتاة حبا جنونيا، ولكنه لم يعترف لها بحبه ولم يظهر مشاعره خوفا عليها، وبالفعل قامت المديرة التنفيذية السابقة بتقديم صديقة الفتاة لوالدة المدير على كونها ابنة لأحد الأثرياء، وأجادت هذه الصديقة الماكرة التمثيل على والدة المدير فأكلت عليها لب قلبها، وجد المدير نفسه في ورطة كبرى بسبب تهكمات والدته غير أنه أبى أن يخسر حب حياته، وفي نفس اللحظة عرف والدته على فتاتنا، وقد قابلتها برود تام وأرادت أن تقلل منها أمام الجميع ولاسيما أمام صديقتها، غير أن ابنها لم يوافق على كل ذلك، فأمسك بالفتاة من يدها وخرج بها وقد كان رتب كل شيء من أجل الاعتراف بحبه لها.
في هذه اللحظة قررت الفتاة أن تترك كل شيء من أجل الشاب الذي اعترف لها بحبه وعرض عليها الزواج، جاءت إليها صديقتها فوجدت حول رقبتها قلادة البجعة البيضاء، وهنا انهارت صديقتها واعترفت لها بأنها لطالما كنت لها غيرة شديدة من كل حياتها، فطوال حياتها تنعمت بالحياة التعليمية الجيدة والتفوق، وفي الجامعة وجدت حب صافي لولا أنها خربت عليها حبيبها، وحتى الآن وعلى الرغم من كل ما تفعله لتعكر عليها صفو حياتها إلا إنها وجدت من يريد أن يظفر بها زوجة له.
أخبرتها الفتاة بأنها ستستقيل من الشركة بنفسها، وأن لحظات حياتها أثمن من أن تضيعها في شن الحروب معها، جن جنون الفتاة مما سمعته، وهنا كانت الصدمة الكبرى عندما علمت بأن المدير ليس بمدير للشركة وحسب وإنما مالكها الأصلي، وقد كان أعد مسبقا أدلة تدين الصديقة والمديرة التنفيذية التي أعانتها من البداية على كل شيء.