من أروع قصص الحب التي خلدها التاريخ، قصة “سليم وأناركلي”، قصة من القصص المأساوية التي تنتهي بفراق الحبيبين من أجل حياة أحدهما، هيا بنا نتعرف عليها.
قصة “سليم وأناركلي”:
في يوم من الأيام أنجبت زوجة طبال الملك فتاة جميلة جدا، وعندما رآها الملك سماها “نادرة”، كانت تملك صوتا جميلا يحب سماعه كل أهل القصر إلا “الأمير سليم” فقد كان يكرهها كرها شديدا، لأنها قالت حقيقته للملك عندما أصاب أحد أطفال المملكة بسهمه، فعاقبه الملك وأبعده عن القصر وهو صغير، وأرسله إلى بيت امرأة عجوز يقوم برعايتها.
مكيدة قتل الأمير سليم:
وذات يوم من الأيام عندما كان “الأمير سليم” يرعى العجوز، أرسل إليه أحد أعداء الملك من يقتله، ولكنه لم يستطع فقد كان جنود الملك بحراسة “الأمير سليم”، وطارده جنود الملك، فذهب إلى بيت صديقه “رشيد خان” الطبال الملكي، استضافه الطبال الملكي ولم يعلم بمكيدته المدبرة، فبحث الجنود عن الخائن في كل أنحاء المملكة ، فوجدوه عند طبال الملك، فأخذوه وطبال الملك إلى محكمة الملك، ولكن طبال الملك قص عليهم جميعا أنه لم يكن يعرف بمكيدته فحرره الملك من تهمة الخيانة وعفا عنه، لأنه كان يعرفه ولم يخنه أبدا.
رحيل الطبال الملكي:
ولكن شعب المملكة وصفوا الطبال الملكي بالخائن، وقاموا بضربه بالأحجار، فلم يجد حلا غير الرحيل بأسرته من المملكة، ورجع “الأمير سليم” إلى قصره، وتمرن على القتال، وذهب إلى المعارك وانتصر فيها، وعرف بشجاعته وإقدامه على المعارك والحروب.
تلاقي الأعين:
وبعد مرور أعوام ذهب “الأمير سليم” إلى مملكة “أمير” للاحتفال بتتويج ابن خاله، وأثناء ذهابه في جولة لرؤية المملكة اصطدم حصانه بفتاة جميلة فأبرحها أرضا، ووقعت جرة المياه من فوق رأسها، فاعتذر لها الأمير وسكب لها الماء لتغسل وجهها الملوث بالطين؛ فتلاقت أعينهما، وتعرف على اسمها المغير “أناركلي”، وكذلك الأمير”سليم” لم يخبرها باسمه الحقيقي لأنها كانت تكره الأمراء والملوك؛ وبدأت قصة حبهما، فكان الأمير يتحجج للذهاب لرؤيتها، وشغلت كل تفكيره، وأناركلي لا تختلف عنه فكانت تفكر كثيرا في راكب الجواد الوسيم.
القلب الجريح:
وذات يوم قرر الأمير الذهاب إلى منزلها لرؤية والديها قبل سفره، فرأى والدتها “زمبهار” وعرفها، وعرف الفتاة التي أحبها ما هي إلا “نادرة” بنت الطبال الملكي التي يكرهها، فانكسر قلبه وجرح، وعاد إلى مملكته، وخلال عودته رأته “أناركلي” وأخذت تنادي عليه ولم يلتفت لها، فرجعت إلى منزلها حزينة، وقصت لأمها وأبيها قصة حبها “بقطب”، فقرر والدها العودة إلى المملكة؛ وعندما عادوا إلى المملكة استقبلهم أهلها برشقهم بالحجارة واتهموهم بالخيانة.
التهمة التي تلاحق “أناركلي” وعائلتها:
فمرض والدها مرضا شديدا ولم يساعدهما أحد، فقررت الذهاب إلى القصر الملكي لكي تطلب المساعدة من الملك، فرأت “قطب” ونادت عليه، ولكن عندما رآها أرمقها بنظرات قاسية، ووصفها بالخائنة ابنة الخائن، فتغيرت ملامح وجهها، وهي تقول له: “ماذا تقول يا قطب؟”، فقال: “أنا لست قطب أنا الأمير سليم”، صدمت “أناركلي” بما سمعته من حبيبها، وذهبت مسرعة إلى منزلها تتساقط دموعها، تحاول نسيانه ولم تستطع.
قرار “سليم” بالزواج:
أما سليم قرر الزواج بابنة خاله “منفاي” صديقة “أناركلي” لكي ينتقم من حبيبته السابقة، ولكنه لم يستطع نسيانها، إذ كان دوما يتعذب بنار حبها، وكذلك حال “أناركلي” لم تستطع نسيانه؛ وعندما رأى أحد أصدقاء الأمير حزنه، قام باختطاف “أناركلي” إلى مكان الراقصات، وطلبت منها كبيرة الراقصات أن ترقص في القصر مقابل مبلغ من المال، وأخبر صديق الأمير بما فعله بها ليفرح فانزعج، وقام بتحريرها؛ واشتد المرض على والدها ولم تستطع شراء الدواء له، فتذكرت قول الراقصة.
راقصة القصر:
فذهبت ورقصت في حفلة خطوبة الأمير، فأعجب برقصها الملك، ولقبها براقصة القصر، وأعطاها مبلغا كبيرا من المال، فجن جنون سليم عندما رآها ترقص وخرج من الحفل، وقام برمي القطع الذهبية فوق رأسها، ولقنها بكلمات قاسية، فتساقطت دموعها، وذهبت مسرعة إلى والدها لإحضار الدواء، فوجدته متوفى، ولم يرضَ أحد بحمل جثمانه لدفنه، فقامت بحمله على عربة وقامت بدفنه بنفسها.
المرسوم الملكي:
وفي أحد الحفلات عندما كانت تغني أعجب بصوتها الملك، وقال لها: “اطلبي ما تريدينه سينفذ”، فقالت: “لا أريد مال، ولكني أريد مرسوما بأن والدي رشيد خان ليس خائنا ويعمم المرسوم في كل أنحاء المملكة”، فقال الملك: “ولكني عفوت عنه”، فقالت أناركلي: “ولكن شعبك لم يعفو عنه ورمقوه بالحجارة إلى أن توفي”، فأصدر الملك مرسوما ملكي بكل من يتعدى على عائلة رشيد خان، ويصفهم بالخائنين سوف يتعرض للعقاب، وأعطاها منزلا وراتبا شهريا، وتابع الأمير “سليم” بنفسه مطالب “أناركلي”، وحزن لمعرفته الحقيقة متأخرا، فأصبح يشرب الخمور، ويذهب إلى الراقصات لرؤية أناركلي.
انهزام “الأمير”، ونفي “أناركلي”:
وذات يوم خرج الملك في نزهة مع زوجته فسمع الأمير “سليم” يعترف بحبه لأناركلي وأنه لم يستطع نسيانها والابتعاد عنها، فغضب الملك من ابنه، ولم يتقبل فكرة اقتران ابنه بالراقصة، وبذل جهده لتشويه صورتها، مما جعل الأمير يعلن الحرب على والده، وهزم الأمير أمام جيوش الإمبراطورية، وحكم عليه بالموت، فحاولت “أناركلي” إنقاذه من الموت فقام جيوش الإمبراطور بدفنها أمام حبيبها؛ فأتت والدتها وذكرت الإمبراطور بوعده لها حينما أنقذت الأمير، وقالت له: “أوفي بوعدك لي واترك ابنتي”، فتركها وقام بنفيها ووالدتها خارج المملكة، وذهب الأمير لمنعها من الرحيل، ولكن “أناركلي” طلبت منه الزواج بصديقتها لتهدئة الملك، ثم تصافحا وذهب الأمير إلى والده لإتمام الزواج مقابل منع أمر النفي، فوافق الملك لما سمعه، وزينت “أناركلي” عروس سليم بنفسها يوم زفافها على حبيبها، ولم تستطع البقاء في المملكة ورحلت.
قصة حزينة
قصة حزينه لكن بيقولوا أنها دفنت في الجدار