إن الحب من أجمل المفاهيم الإنسانية التي يمكن أن يرزق بها المرء، ولكن إذا وجد المرء منا من يحبه بصدق فلا يتخلى عنه مهما كلفه الأمر، حيث أنه يقال أن الحب الصادق يأتي مرة واحدة طوال العمر، فمن وجد حبه الصادق فليتمسك به بكامل قواه ولا يفرط في حبه.
قوى الحب الجزء الأول
اجتاحت بلاد الشاب فيضانات مياه غزيرة، شردت أسر بأكملها، كان شابا شجاعا للغاية ومقداما لذلك لم يدخر من جهد شيئا في إنقاذ غيره ممن يستحقون المساعدة والعون؛ وفجأة ظهرت لهم طائرة في السماء تحلق، ومازالت تقترب حتى أصبحت فوق رءوسهم وهبطت حينها، ظهرت من داخلها حورية من حور الجنة؛ لقد كانت الأميرة من العائلة الملكية، وقد أحضرت معها المؤن لكل من تضرروا بهذه المنطقة، جاءت لهم كنجدة من السماء، حينها كانوا في أمس الحاجة للطعام والشراب وحتى المأوى والملبس.
كانت تحمل روحا مفعمة بالطيبة والحنية وخفة الدم التي ظهرت عليها من خلال لعبها مع الأطفال الصغار، حيث كانت تداعب الصغار وتركض خلفهم وتتناسى كونها أميرة يراعى أن تتصرف بطريقة معينة حيث أن كل أفعالها تحتسب عليها.
ومنذ هذه اللحظة ووقع الشاب أسيرا في حبها، لقد كانت منقذة لأرواح كثيرة بسبب حبها وشغفها بمساعدة الغير، إنها ليست من نوع النساء الاتي يتملقن بالقصور الفارهة ولا بالملابس الفخمة ولا بالمجوهرات، ولكنها تمتلك قلبا طيبا وروحا لا نظير لها.
لقد كانت غاية في الجمال لكونها من سلالة ملكية من الأساس، يتيمة الأبوين وجدتها من قامت بتربيتها؛ وبعدما تحسنت الأوضاع بالشاب واستعادت قريته كل شيء كما كان بسابق عهده، أخذ يعمل ليلا ونهارا وكل الأموال التي يجنيها من عمله يتبرع بها كاملة للجمعية الخيرية الخاصة بأميرة قلبه.
وبكل مرة يذهب فيها لجمعية يسأل الموظفة عن موعد وصول الأميرة لرغبته الشديدة في رؤيتها ولو من بعيد؛ وذات مرة أخبرته الموظفة الخاصة بالأميرة بأنها بعد أسبوع ستذهب “بريتامبور” حيث أنها مخطوبة لأميرها والذي سيتوج ملكا عليها بعد وفاة والده الملك، كما أنها أشارت عليه لرؤيتها الدائمة له مشتاق لرؤيتها وسماع صوتها وإصراره الدائم على التبرع بكل ما لديه من أموال، أن يقابلها ببريتامبور ويعطيها تبرعه بصفة شخصية، لقد أصبح مسرور الحال ودون تفكير ذهب بصديقه لبريتامبور حيث أنه بإمكانه مقابلة أميرة قلبه.
في ضيعة بريتامبور:
لقد كانت هناك الصحافة والإعلام للقاءات حصرية مع صاحب السمو ملك البلاد، لقد توفي والده وترك له من بعده ثروة طائلة من الأموال والأراضي والقصور والمجوهرات، لقد كان يمتلك ضيعة بأكملها، لقد ترك لأجله ثروات لا تقدر بثمن؛ كانت هناك التجهيزات والترتيبات تتم من أجل حفل تتويج يحضره آلاف الشخصيات الهامة من كل أرجاء العالم؛ ومن ضمن هذه التجهيزات توجب إجراء واتخاذ احتياطات أمنية من أجل أمان وسلامة الأميرة خطيبة الملك …
رجل من رجاله المقربين: “لقد قمنا بجميع الترتيبات اللازمة لاستقبال الأميرة، ولكننا لا نعلم من سيكون في استقبالها يا سمو الملك”.
أخ الملك بفرحة: “أما عني فسأجهز باقة مكونة من ألف وردة حمراء، وكل ما عليك فعله أن تحملها وتبتسم بوجه الأميرة وتقدمها لها”.
يرد الملك عليهما: “لا، بالتأكيد لن أذهب لاستقبالها فكل الصحافة والإعلام سيكونون في استقبالها أيضا، ولا أريد أن تتخذ الصحافة منا تربة خصبة لأهوائهم النفسية المريضة”.
كان الملك من قوة شخصيته وجبروته إذا تكلم صمت الجميع، ولا يجرؤ أي منهم على الحديث من بعده إلا شخص واحد، ذلك الرجل الوفي الأمين الذي كان لهم جميعا بمثابة والد لهم، لقد كان رجل الملك والده الراحل، حيث كان والدهم يثق به ثقة عمياء، وكانت هذه الثقة بمحلها، ومن بعدها صار الملك ابنه الأكبر يثق به كليا أيضا…
سيد ديوان: “بحسب عاداتنا وتقاليدنا يجب على أختيك استقبال الأميرة”.
ظهرت علامات الأسى والأسف على وجه الملك “فيجاي سينغ” حيث أن أختيه الصغيرتين يقاطعانه ولا يتحدثان معه من الأساس، أما عن السيد ديوان فيحاول جاهدا تحقيق وصية الملك الراحل تجميع أبنائه مع بعضهم البعض، ولكن بكل محالة يفشل في ذلك بل وتسوء الأحوال أكثر من السابق…
يتبــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا:
قصص حب عن الفراق بعنوان “لما كنا صغيرين” الجزء الأول
قصص حب عن الفراق بعنوان “لما كنا صغيرين” الجزء الثاني
قصص حب عن الفراق بعنوان “لما كنا صغيرين” الجزء الثالث والأخير