ومازلنا نستكمل قصتنا الشيقة والممتعة والتي كسرت كل القواعد المعتادة بعالمنا، القصة التي جسدت حرفيا كيف الحب أن يكون، وكل ما يمكن أن يقدمه الحبيب لحبيبه دون انتظار أي شيء بالمقابل.
قوى الحب الجزء التاسع
وبيوم كانا بالسوق لشراء بعض الأشياء التي أرادتها الأميرة، وبالفعل لقد رأت إسورة فضية أعجبتها كثيرا وكأنها وجدت كنزا لا يقدر بثمن، فقامت بشرائها على الفور، حينها كان الملك قد أحضر له الضابط بعض الطعام حيث أنه كان لا يأكل إلا الخضار المسلوق على مضض، في هذه اللحظة جاءته الأميرة وسألته بدهشة واستغراب: “ألا تأكل غير المسلوق بسبب عسر الهضم الذي تعاني منه؟!”
الملك: “لن أكذب عليكِ، ولكنني لا أطيق الطعام المسلوق الذي أجبرني عليها الأطباء، لذلك من وقت لآخر آكل ما أحبه وتشتهيه نفسي، سأخبركِ شيئا أيتها الأميرة، كل ذلك مجرد أوهام وأن الألم الحقيقي ألم النفس”.
ذهب الملك ليشرب الماء، وفي هذه اللحظة رأت الأميرة “ميتلي” الأميرة “تشاندريكا”، وبكل فرحة وسعادة ذهبت إليها واحتضنتها اشتياقا، وألبستها الإسورة الفضية التي كانت قد اشترتها، ولكن الأخيرة زجرتها بشدة بل وأقلت بالإسورة بعيدا، وأمسكت بيد شقيقتها الأميرة “براديكا” وذهبت به بعيدا عن الأميرة “ميتلي” والتي وقفت حزينة والدموع خبأت وجهها.
التقط الملك الإسورة الفضية من الأرض، وعاد بالأميرة للقصر، وهناك طلب من السيد ديوان أن يقص عليه القصة كاملة …
السيد ديوان: “الأميرة ميتلي والأميرة تشاندريكا اعتادتا الذهاب لمدرسة خارج البلاد سويا، وقد كانتا صديقتين مقربتين للغاية لدرجة أنهما لقبتا بالجنيتين الملكيتين المتلازمتين، ولكن منذ أن تمت خطبة الأميرة ميتلي لملكنا فيجاي وقد قطعت الأميرة تشاندريكا كل العلاقات معها دون إبداء أية أسباب؛ إن الأميرة تشاندريكا قوية ومعتزة بنفسها لأبعد الحدود، تدير حسابات مدرسة صغيرة، وتعيش مع شقيقتها الصغرى الأميرة راديكا بمنزل والدتها القديم والذي به بعض الأساسيات”.
حزن بريم كثيرا لسماع كل ذلك، فقام بشراء كافة الأجهزة الكهربائية وأثاث للمنزل، وسيارة فخمة أيضا وذهب لأختيه، طرق الباب ففتحت له راديكا احتضنها وبابتسامة واسعة رسمت على وجهه والفرحة بقلبه، توسل إليهما لتقبلا هداياه، ولكن كانت المفاجأة الصادمة بالنسبة إليه، استعدت تشاندريكا محاميها للتفاوض معه …
تشاندريكا: أخبرنا إذا ما هو عرضك بالنسبة إلينا؟!”
الملك: “لا توجد هناك أية عروض، إنها مجرد هدايا ولا أي شيء سوى طلب صغير أن تحتفظي بهذه الإسورة كهدية حب جنية ملكية لجنية ملكية أخرى”.
تشاندريكا: “وبأخذ كل ذلك منك واتباع أوامرك تكون قد فزت وقد خسرنا نحن؟!”
الملك: “تشاندا ليس هنالك فوز أو خسارة بين الأشقاء”، هذه الكلمات لمست قلبها بشكل ملحوظ ومبين للجميع.
سألت تشاندريكا المحامي والذي كان الجميع يكن له الحب والاحترام فهو محامي العائلة الملكية منذ قديم الزمان: “أي علاقات بيننا يتحدث عنها عمي؟!
بإمكان أي شخص شراء كل ما يريده من السوق، وبما اشتراه يمكنه بدء علاقة برابطة قوية بأي شخص أراد؛ لو تلطفت عمي اسأله ماذا يريد ابن الملكة من بنات (هنا سكتت والدموع من عينيها سبقت لسانها) محظية الملك؟!
ولو أنك قدمت اليوم لتتباهى بما تمتلكه فاعذرنا فنحن لسنا بحاجة لعطفك علينا، استرد أشياءك وارحل عن هنا، ولو أن استردادك لأشيائك يسيء سمعتك فإن هذا سيكون من دواعي سروري أن أفعلها بنفسي، حيث أنه لم يتبقى لنا شيئا لنخسره أنا وشقيقتي”.
وبنفسها شرعت في إعادة كل شيء بإلقائه خارج المنزل، ولكن الملك تسمرت قدماه، فلا يوجد حزن قد أُر بقلبه مثل هذه الكلمات التي سمعها من هذه الفتة والتي تحمل الكثير من الأعباء بقلبها والذي مازال صغيرا.
أمسكت بيد شقيقتها وأدخلتها المنزل وأوصدت الباب في وجه أخيها، ولكنه لم يرحل عن مكانه بل ثبت فيه حتى حل عليه الظلام، هنا جاءته الأميرة ميتلي ورأت كم الحزن الذي يحمله قلبه والذي انعكست صورته على وجهه، لقد ساندته الأميرة ميتلي فقد رأت المشهد الأخير من تنمر أخته عليه، وطريقته الصبورة معها في تحملها وصره على معاملتها القاسية له.
ومن ناحية أخرى كانت الأميرة تشاندريكا تبكي بكاءا مريرا في حضن شقيقتها الصغرى بسبب كل ما عانت طوال حياتها…
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص حب هندية مكتوبة بعنوان “قوى الحب” الجزء الأول
قصص حب هندية مكتوبة بعنوان “قوى الحب” الجزء الثاني
قصص حب هندية مكتوبة بعنوان “قوى الحب” الجزء الثالث
قصص حب هندية مكتوبة بعنوان “قوى الحب” الجزء الرابع