لقد غفرت لكِ الزلة بعد الزلة ولكن إلا الخيانة والكذب، فكل أبواب قلبي توصد بعدها حتى وإن مزقتني الآلام بكل ليلة، وزادت دموعي فأغرقتني، واشتعلت النيران بداخلي وأحرقت قلبي حرقا، أصبر على كل شيء ولا أعود إليكِ مرة أخرى.
لقد أخبرتكِ بأنني أكره الدموع فأبكيتني قهرا، وأخبرتكِ أنني لا أحتمل الخيانة ففعلتها، وأخبرتكِ أنني أحببتكِ دونا عن جميع نساء الأرض ولن أقوى على فراقكِ فهجرتني!
قصــــــة أحببت أفعى!
كان شابا قد ورث شركات وأموال طائلة عن والده، كان على قدر المسئولية وتمكن من توسيع كافة أعمال والده، كان جادا وحازما أمام الجميع ولكن بداخله كان مفعما بالحنان والمودة للجميع.
عندما كان يفعل خيرا لا يفعله إلا بالخفاء، ظل دوما أمام الآخرين الشخصية التي ينبغي على الجميع أن يهابها بسبب هيبتها؛ وبيوم من الأيام سقطت فتاة في غاية الجمال أمام سيارته الفارهة، نزل من سيارته وحملها بين ذراعيه وذهب بها على الفور للمستشفى ليطمئن عليها وما أصابها من سوء بسببه.
كانت الفتاة بصحة جيدة على الرغم مما حدث لها، ولكنها كانت في حالة نفسية سيئة، لم يتركها الشاب ولا ثانية واحدة على الرغم من أعماله التي لا يمكن تأجيلها ولا تأخيرها؛ لقد وقع تحت تأثير سحرها وأحبها من كل قلبه، وبكل لحظة تمر عليه بجانبها تزداد نيران الحب بداخل قلبه.
كانت فتاة من الطبقة الفقيرة بالمجتمع، قام الشاب بتقديم كافة احتياجاتها، وكل ما علمه عنها أنها يتيمة الأبوين حيث توفيا بحادث سير على الطريق؛ لقد بدت وكأنها من أبناء الذوات نظرا لجمالها وبفضل الشاب صقلت بما تستحقه من الملابس والمجوهرات والحلي، كما أنه قام بشراء سكن خاص بها.
تودد إليها وجعلها يده اليمنى بكل شيء، كان لا يترك فرصة إلا وأظهر لها بها حبه من أعماق قلبه، يغدق عليها بالهدايا الثمينة وبالاهتمام والمحبة الزائدة الغير معتادة إلا من الحبيب العاشق.
ولكنها لم تكن تملك باطنا كظاهرها على الإطلاق، فبالرغم من كل أفعاله ومعاملاته معها إلا أنها كانت تكن له السوء والبغضاء، استغلت مدى حبه لها وأخفت ورقة تنازل بكل ما يملك لصالحها بين الكثير من الأوراق التي عليه التوقيع عليها، وكانت قد أعدت له كوبا من العصير والذي دست به سم قاتل مسبقا!
ولكن الله سبحانه وتعالى يريد به الخير، تطايرت الورقة من بين بقية الأوراق، كانت الفتاة تعتقد أنه قام بالتوقيع عليها مثلها مثل بقية الأوراق، ومن ثم سقته بيدها السم بداخل العصير، على إثرها على الفور شعر الشاب باختناق فأخرج رأسه من النافذة يريد استنشاق الهواء بغزارة فدفعته ليسقط أرضا.
كانت الفتاة في غاية السعادة وتغمرها الفرحة، ولم يعكر صفوها إلا عندما رأت الورقة ملقاة على الأرض، لامت نفسها كثيرا وركضت لأسفل بأقصى سرعتها واتصلت بسيارة الإسعاف، لتنقذه من موته وإلا بائت كل مخططاتها بالفشل.
وبالفعل دخل الشاب المستشفى وقاموا بإجراء العديد من العمليات الجراحية من أجل بقائه على قيد الحياة، وبعد العديد من العمليات والفحوصات تبين أنه أصيب بشلل بجميع أطرافه ولن يقوى على الصمود على قدميه لفترة من الزمن لم يتنبأ بمدتها أي من الأطباء.
وبعد ستة شهور متواصلة خرج الشاب من المستشفى لمنزله فوجد الفتاة أمامه وتدعي محبته، لقد كان عاجزا عن الكلام حتى أو الكتابة أو أي شيء آخ؛ وجدها تأتي بحبيبها وتقضي معه أمتع الأوقات، وكل ذلك أمام الشاب نفسه، من فعل معها ما لم تكن تحلم به يوما.
ومن كثرة قهرة تمكن من تحريك يديه، وما إن علمت بذلك أحضرت له تنازلا ليوقع عليه، لقد عذبته كثيرا ولكنه أبى أن يفعل لها ما تريد، قال في نفسه: “لو أرادت مالي كاملا لأعطيتها إياه، لقد وهبتها قلبي ونفسي دون طلب منها، أأبخل عليها بالمال؟!”
ومع الكثير من الحزن والقهر أراد الانتقام وذات مرة تحركت أطرافه العلوية كاملة، فحمل نفسه وحاول أن يمسك بسكين ليقتلها بها وينتقم لنفسه، ولكنه أيضا مازال فاقدا لمراكز الحس بساقيه، فسقط من على الكرسي المتحرك، وإذا بالفتاة تضغط على يديه بقدميها، وتريه شتى أنواع العذاب.
في هذه اللحظة كان قد رآها حبيبها الآخر، لم يصدر صوتا بل ذهب للخادم الأمين الذي يهتم بشئون الشاب الذي ادعت أمامه بأنه أخيها المريض.
قص عليه الخادم أفعالها القاسية مع الشاب الذي في الأساس كان يحبها كثيرا ويريد الزواج بها لولا الحادثة التي تعرض لها، على الفور اتصل هذا الشب بالشرطة واتفق معهم على الإيقاع بالفتاة، وبالفعل استطاع حبيبها أن يجعلها تعترف بجريمتها.
نالت جزائها من العقاب، وأصبح حبيبها صديقا صدوقا، والشاب سافر خارج البلاد لتلقي العلاج بعدما أعاد صديقه الحياة لقلبه من جديد، وعاد صامدا على قدميه من جديد.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص خيانة زوجية مؤثرة وحقيقية مؤلمة جداً
قصص حب غدر وخيانة أودت بحياة صاحبتها حرفيا الجزء الأول
قصص حب غدر وخيانة أودت بحياة صاحبتها حرفيا الجزء الثاني والأخير