قصص حب وفراق وعودة جميلة للغاية
نقدم لكم هذه المقالة من موقع قصص واقعية تحت عنوان قصص حب وفراق وعودة جميلة للغاية ، فالحب واحدًا من أكثر المشاعر الإنسانية قوة وتأثيرًا على حياتنا، حيث يتميز بالقدرة على جذب الأرواح المتشابهة وجعلها تتحد في علاقة عاطفية قوية. ومع ذلك قد يتعرض الحب للعديد من الاختبارات التي تجعل العلاقة تتعرض للتحديات والصعاب التي تؤدي في بعض الأحيان إلى الفراق.
ولكن في بعض الأحيان يكون الفراق مؤقتًا، حيث تتعرض العلاقة لظروف خارجة عن إرادة الثنائي، وبعد فترة يتمكنان من التغلب على التحديات والعودة مرة أخرى لمواصلة حياتهما سويًا.
ولذلك، سنتحدث في هذه المقالة عن قصص الحب والفراق والعودة التي تعكس التحديات والصعوبات التي يواجهها الأزواج في علاقاتهم العاطفية، وكيفية تجاوزها والعودة مرة أخرى لبناء علاقة قوية ومستدامة.
من اجمل القصص التي تروى في هذا الشأن قصة السيدة زينب بنت النبي صل الله عليه وسلم وزوجها العاص بن الربيع رضي الله عنه، فما الذي حدث مع هذان الزوجان هذا ما سنعرفه في السطور القليلة القادمة.
بداية قصة الحب
بدأت قصة حب السيدة زينب رضي الله عنها وابن خالتها العاص ابن الربيع منذ الطفولة، فقد كان العاص بن الربيع دائم الذهاب لزيارة خالته خديجة بنت خويلد رضي الله عنهما، وكان يرى زينب ابنتها وقد تربي معها رضوان الله عليهم أجمعين، وعندما كبر الإثنان ولدت بينهما مشاعر حب صافية فقد كان العاص بن الربيع رضي الله عنه فور عودته من رحلاته التجارية يذهب فورًا إلى بيت السيدة خديجة رضي الله عنها، وبعد فترة تقدم العاص بن الربيع لخطبة السيدة زينب بنت النبي صل الله عليه وسلم وتم الخطبة.
ولان في اعراف قريش ابن العم أولى ببانة عمه من ابن خالتها عاتب ال هاشم النبي صل اللعه عليه وسلم في هذا الزواج، وبعدها تقدم ابني ابو لهب لخطبة ابنتي النبي صل الله عليه وسلم فقد كان لدى أبو لهب ولدين هم عتبه وعتيبة، وقد تقدما للزواج من السيدتبن ام كلثوم والسيدة رقية رضي الله عنهما، ولقد وافق النبي صل الله عليه وسلم أيضًا على هذه الخطبة.
بعد فترة نزل الوحى على النبي صل الله عليه وسلم وجهر بالدعوة والتي لم يقبلها الكثير من قومه ومن قبيلته، وكان ممن رفض الإيمان به عمه أبو لهب وزوجته وولديه عتبه وعتيبه، ولقد كانت أم جميل زوجة ابو لهب قاسية القلب فاشارت على زوجها وققررا أن يفسخا خطبة ابنيهما عتبه وعتيبة من ابنتي النبي صل الله عليه وسلم السيدة ام كلثوم والسيدة رقية رضي الله عنهما، وكان هذا من باب الكيد في رسول الله صل الله عليه وسلم واذيته في أبنائه لكي يرجع عن دعوته، وعلى النقيد لم يتخلي العاص بن الربيع عن السيدة زينب رضي الله عنهما أجمعين.
كانت مشاعر الحب بين الإثنين جياشة بين الزوجين زينب والعاص لا توصف، وعلى الرغم من أن السيدة زينب رضي الله عنها آمنت بأبيها رسول الله صل الله عليه وسلم وزوجها العاص بن الربيع لم يؤمن به بل ظل على شركه إلا أنه لم يسئ إليها قط ولم يجرح مشاعرها أبدًا حاشا أن يطلقها، وللمعلومة لم يكن هناك حكم شرعي بالتفرقة بين الزوجة المسلمة والزوج الكافر.
استمر الإثنان في حياتهما وكانت السيدة زينب رضي الله عنها دائمة الدعاء لزوجها العاص بن الربيع بأن ينير الله بصيرته ويشرح قلبه للاسلام، ولكن هذا الوضع استمر فترة طويلة جدًا وكان هذا ابتلاء السيدة زينب رضي الله عنها ومحنتها.
لحظات الفراق
هاجر النبي صل الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة هو وأصحابة ورغم ذلك لم تهاجر السيدة زينب رضي الله عنها بل ظلت مع زوجها العاص في مكة، وبعد فترة حدثت معركة بدر بين المسلمين ومشركي قريش، ونصر الله المسلمين على أعدائهم، فقتل في هذه المعركة صناديد الكفر كما أسر عدد كبير من مشركي وكفار قريش، وكان من بين الأسرى العاص بن الربيع زوج بنت رسول الله صل الله عليه وسلم، بعد انتهاء الحرب ارسل النبي صل الله عليه وسلم إلى أهل مكة أن ابنائهم أسرى لديه فمن أراد أن يفك أسر ذويه فليدفع ديته.
وعندما وصل الخبر إلى السيدة زينب رضي الله عنها لم تتردد لحظة في ارسال فدية فك زوجها من الأسر على الرغم من ثراء عائلته إلا أنها آثرت في ارسال فديته بنفسها، فارسلت بعقد أو قلادة أهتده إياها السيدة خديجة رضي الله عنها في يوم زفافها، و عندما رأي النبي صل الله عليه وسلم قلادة السيدة خديجة رضي الله عنها دمعت عينها وتذكر زوجته وحبيبته ورفيقة دربه، فاستأذن النبي صل الله عليه وسلم من أصحابة في أن يرد القلادة إلى السيدة زينب لأنها ذكرى من والدتها وأن يطلقوا سراح زوجها، فواق الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وقبل أن يغادر العاص إلى مكة مرة أخرى طلب منه النبي صل الله عليه وسلم أن يعيد إليه ابنته زينب لأنه نزل قران يحرم زواج المسلمة من الكافر.
وعلى الرغم من محبة سيدنا العاص للسيدة زينب إلا أنه وعد النبي صل الله عليه وسلم أن يرجعها له، وفور عودته إلى مكة وفرحة السيدة زينب برؤيته أخبرها بما قاله له النبي صل الله عليه وسلم، طلبت السيدة زينب رضي الله عنها من العاص أن يسلم لكنه رفض فامتثلت رضوان الله عليها لأمر الله وجهزت نفسها للهجرة،
هاجرة السيدة زينب رضي الله عنها للمدينة وكانت حامل وفقدت طفلها أثناء هذه الهجرة، لكن هذا كله جهاد في سبيل الله وامتحان لعبادة، وصلت السيدة زينب للمدينة وأقامت فيها فترة إلى أن شاء الله اللقاء مرة أخرى.
العودة بعد الفراق واللقاء بعد الغياب
مرة كان العاص في تجارة له في الشاموهاجمتهم سرية للمسلمين فخشي على نفسه من أن يقع أسيرًا مرة أخرى في أيدي المسلمين، كما خشي وعلى أموال الناس لدية من أن تضيع منه، فتخفي في الليل ونزل غلى المدينة وبحث حتى وصل إلى منزل السيدة زينب رضي الله عنها فطرق الباب وعندما فتحته كان اللقاء، فقالت له هل جئت مسلمًا، قال لها بل جئت هارًا، فقالت له رصوان الله عليها “فهل لك أن تسلم؟”، فرفض فقالت بصوت متحسر وحزين: “لا تخف مرحبا بابن الخالة. مرحبا بأبي علي وأمامة”.
حكى لها العاص حكايته وطلب منها أن تجيره فوافقت السيدة زينب على ذلك وخرجت للطرف المسجد بعد صلاة الفجر فنادت وقالت“أيها الناس إني أجرت أبا العاص”. كان يعرف أنه صوت زينب، فقال للمصلين: “أما والذى نفس محمد بيده ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعتم”، وصمت.
فقالت زينب: “يا رسول الله إنّ أبا العاص إن بعُد فابن الخالة وإنْ قرب فأبو الولد وقد أجرته يا رسول الله”، فقال النبي: “يا أيها الناس إنّ هذا الرجل ما ذممته صهرًا. وإنّ هذا الرجل حدثني فصدقني ووعدني فوفّى لي. فإن قبلتم أن تردوا إليه ماله وأن تتركوه يعود إلى بلده، فهذا أحب إلي. وإنُ أبيتم فالأمر إليكم والحق لكم ولا ألومكم عليه”.
فقال الناس: بل نعطه ماله يا رسول الله.
فقال النبي: قد أجرنا من أجرتِ يا زينب.
ثم ذهب إليها عند بيتها، وقال لها: “يا زينب أكرمي مثواه فإنّه ابن خالتك وإنّه أبو العيال، ولكن لا يقربنك، فإنّه لا يحل لك”.
فقالت: نعم يا رسول الله.
رجعت السيدة زينب إلى العاص بن الربيع وطمأنته ودار بينهما حوار حيث نظرت زينب إلى أبي العاص قائلة: “فيم هذا العذاب؟ يا أبا العاص أهان عليك فراقنا. هل لك إلى أنْ تُسْلم وتبقى معنا”.
فقال: “حتى يقضى الله فينا أمره”، فقالت: “يرحمنا الله”،.
كان سيدنا العاص بن الربيع قد وقر الإسلام في قلبه لكنه لم يعلن إسلامه لشئ في نفسه، عاد العاص إلى مكة ورد الأمانة وأموال التجار إليهم ثم وقف فيهم وأعلن إسلامة وعاد مرة أخرى إلى المدينة التي تقبع فيها حبيبته ورفيقة دربة زينب رضوان الله عليهما أجمعين. لم تتمالك السيدة زينب نفسها من الفرحة بعدما عاد لها زوجها مسلمًا، فقد تحقق رجائها فقد كانت تعيش على امل ان يسلم زوجها ويعود إليها ويلتم شملهما، لذلك كانت ترفض الخطاب ولم تقبل زوجًا غيره.
عاشا الثنائي عامًا بعد إسلام العاص وكان من أسعد السنوات على العاص بعد الفراق الطويل حتى جاء اجل الله وتوفيت السيدة زينب رضوان الله عليها فحزن عليها العاص حزنًا شديدًا حتى كان النبي صل الله عليه وسلم أبوها يواسيه فيها، فكان يقول له يا رسول الله لا أطيق العيش بعد زينب، وبالفعل لم يتزوج العاص بعد زينب ولا في حياتها ولا بعد موتها وبكاها حتى مات بعدها بعام واحد، هل رأيت عزيزى القارئ أو سمعت قصة حب جميلة مثل هذه القصة.
اقرأ أيضًا: