قصص رائعة بعنوان حب برسوخ الجبال
ولا أجمل من الشعور بالوقوع في الحب ولاسيما عندما يكون من النظرة الأولى، أتؤمنون بالحب من النظرة الأولى؟!، تلك النظرة التي تجتاح كل الجوارح وتأخذ طريقها في الحال للقلب، وكأنها تختطفنا في لحظتها. أهم شيء بهذه الحياة أن نتعلم كيف نمنح الحب وكيف نسمح له بالمرور لداخل حياتنا، وأن الحب عطاء وهو كل ما نحتاج إليه لنشعر بالسعادة بحياتنا.
حب برسوخ الجبال من قصص رائعة:
كانت تحضر طفلتها الصغيرة من الروضة حينما ركضت الطفلة في الشارع فكادت تصيبها سيارة ففدت ابنتها وحالت بينها وبين السيارة، فتجنب مالكها الحادثة بأن ضغط بكامل قواه على الفرامل، ولكنه أغشي على الأم من شدة خوفها مما حدث!
لم يتركها الشاب مالك السيارة، فأخذها لأقرب مستشفى وقام بعمل كافة الفحوصات الصحية لها للاطمئنان عليها، ولكيلا تقاضيه فيما بعد وتبتزه ماليا قام بعمل فحوصات شاملة، ونظرا لكونها تريد الخلاص منه واصطحاب ابنتها الصغيرة نفذت له كل ما أراد ورحلت.
وبعد أسبوع واحد تلقت من المستشفى اتصالا بضرورة حضورها، وعندما جاءت اكتشفت الكارثة الكبرى بأنها مريضة سرطان بالمخ وأنه عليها المثول للعلاج في الحال، لم تتجرأ على اتخاذ خطوة العلاج ولاسيما زوجها لتوه رحل عن الحياة بعدما ترك لها الكثير من الديون، وليس لها أهل ولا أقارب لتأمنهم على طفلتها الصغيرة والتي لم تتجاوز عامها الخامس بعد ووالدة زوجها الراحل لا تعترف بها ولا بحفيدتها من شدة صدمتها في رحيل ابنها الوحيد المفاجئ!
لم تدري ماذا تفعل، كان وقع الخبر على نفسها شديد الأثر، كل ما أدركت فعله أنه يلزمها الذهاب للغرفة التي استأجرتها وأن تضم طفلتها لحضنها وتخلد في نوم عميق، لا تدري ما الذي يحدث بعده!
في الوقت ذاته عندما رحلت الفتاة عن المستشفى متخبطة الخطوات، اتصلت الطبيبة على الشاب مالك السيارة وأخبرته بما حدث لها، وجد نفسه متأثرا بها لأبعد الحدود، وجد نفسه وقد ترك كل أعماله وأشغاله وتفرغ للبحث عنها والوصول لها؛ وكلف سائر رجاله للبحث عنها والوصول إليها في لا وقت.
وفي اليوم التالي علم مسكنها، فذهب إليها ووجد رجلا يهددها بحياة طفلتها مقابل سداد ديون زوجها، فاقترب منهم وسدد الدين للرجل وهدده بأنه إن رآه يوما يهددها أو يشكل ولو بنسبة بسيطة خطرا عليها سيكون هو بنفسه سببا في إنهاء حياته.
شعرت الفتاة بالاطمئنان والذي لم تشعر به من سنوات طوال، ولكنها أيضا شعرت بالقلق حيال الشاب، الذي طمأنها بدروه، بات يتقرب من طفلتها ويتودد لها بالكثير من الهدايا وبتأمين عمل لوالدتها بإحدى مطاعمه الشهيرة، وفي يوم من الأيام وبدون مقدمات وجدته الفتاة يعرض عليه الزواج، لم تدري ماذا تفعل فحملت ابنتها وغادرت المكان بأكمله.
ومن جديد ترك كل شيء بيده وتفرغ للبحث عنها في كل مكان، وعندما وجدها سألها بضيق عن السبب وراء رحيلها، فأخبرته بأنها لا تنتظر نظرة شفقة وعطف من أحد، وأنها ستدبر حياتها وحياة طفلتها وبأنها مدينة له بسداد دينها؛ تعجب كثيرا من أمرها فطوال حياته لم يصادف فتاة بعزة نفسها وحياءها، فأصر على طلبه بالزواج منها، وفي هذه اللحظة انهارت الفتاة وانفجرت بالبكاء، ولكنها لم تعلمه سبب بكائها والذي يعمله في الأساس الشاب.
ولازال مصرا على الزواج منها، ولكنها كانت في كل مرة تأبى ودون نقاش، وبالكاد استطاع أن يعيدها للعمل وللمسكن الذي أعده لها، ولكن العجيب أنه وجد نفسه أسيرا لحبها، لم يدري متى ولا كيف ولكنه أكمل في طريقه ولم يتردد، وفي يوم من الأيام اشتد عليه الألم لدرجة أنها سقطت مغشيا عليها بالمطبخ دون أن تشعر، فحملها بين يديه وأسرع بها للمستشفى وهناك علم بأن وضعها تدهور كثيرا ويلزمها في الحال عملية جراحية.
وكانت للعملية الكثير من المضاعفات، فأقنعها بأن عليها الزواج به لتطمئن على نفسها وطفلتها، ووعدها بأنه سيسعدهما طوال حياته، وأخيرا وافقت الفتاة على عرضه لتؤمن لطفلتها شخصا يحبها ويخاف عليها بعد رحيلها، ولاسيما أنها تشعر بدنو أجلها؛ وبالفعل تزوجت به وقام بإنهاء كافة الإجراءات اللازمة للعملية الجراحية والتي كانت خطيرة للغاية.
نجحت العملية ولكنها فور استعادتها لوعيها رأت المضاعفات على نفسها فباتت الرؤية مشوشة بالنسبة إليها وفقدت حاسة التذوق والشم أيضا، أكثر شيء أرهقها وزهق روحها عندما نظرت لطفلتها فلم تراها، فاحتضنت طفلتها والتي كانت نائمة وصارت الدموع تسيل من عينيها، والشاب يقف لا يعلم كيف يخفف عنها.
اقترب منها وأخبرها بأنه يتمنى أن يحمل عنها كل ما لم تطقه بهذه الحياة، يتمنى بأن يزول ألمها وينتقل إليه، كان قد أرسل بملف حالتها الصحية للخارج، وأخبروه بأن حالتها خطيرة للغاية وربما لن تعيش لأكثر من عام، لم يخبرها بالأمر ولكنه ظل يحاول جاهدا للوصول لأي حل وأي طريقة لإنقاذها، فالفتاة باتت بالنسبة إليه في الأيام القلائل تعني حياته بأسرها.
وعلى الرغم من تحذيرات أهله بالابتعاد عنها إلا إنه ترك كل أملاكه وثرواته ومكانته بينهم وتفرغ للفتاة، وأخيرا قرر أن يجعلها تحقق كل أمنياتها، وأخذ عهدا على نفسه بأن يسعدها لآخر نفس لديها ومن بعدها يكمل رسالتها بالاعتناء بطفلتها، كانت حالتها تزداد سوءا يوما بعد يوم.
وفي يوم من الأيام ذهب للطبيب وسأله عن إمكانية شفائها، فأخبره الطبيب بأنه ورم خبيث يتفاقم في كل لحظة، وأن كل ما عليه أن يسعدها وحسب، فانهار الشاب للحظات ولكنه أدرك أن عليه أن يتماسك لأنه لا يملك رفاهية الانهيار في الوقت الحالي.
وبالفعل رحلت الفتاة عن الحياة بين يديه بعدما سال الدم من فمها وأنفها وعينيها، وكانت آخر كلماتها بأنه أحبته من كامل روحها وأنها كانت تتمنى بأن صادفته قبل مرضها وكان أول نصيبها.
جعبتنا مليئة بالكثير من قصص الحب والرومانسية والتي ننفرد بها عن غيرنا:
اجمل قصص الحب والرومانسية قصة سأنفذ وعدي