كثيرا ما سمعنا عن قصر البارون والأساطير التي تسرد في الكلام عنه فهو معروف لدى الكثير بأنه قصر أشباح وترتبط به حكاوي كثيرة ولكن من أين أتت هذه الحكايات ؟ وكيف توارثتها الأجيال حتى يومنا هذا وماهو ذلك القصر الذي أثار الفضول لدى البشر؟
من هو البارون وكيف جاء إلي مصر
البارون إدوارد إمبان هو مهندس بلجيكي يعد نابغة في مجاله إعطاه رئيس بلجيكا لقب البارون نظراً لما قدمه من تصاميم هندسية غاية في الجمال لمشروع المترو وكان هذا الرجل مولع بالشرق وحضارات الشرق فقد سافر إلى الهند وانبهر بالحضارات هناك وبالتصاميم المعمارية لديهم وروعة التمثيل و اللوحات وعندما مرض البارون مرضاً شديداً فتطوع أطباء الهند لعلاجه وظل بها حتى تم شفائه تماماً فكان يحمل لهم الجميل والمعروف. دائماً وبعدها أتجه إلى القاهرة تلك المدينة التي سحرته بجمالها وعزم على العيش بها وإنه عندما يموت فسوف يدفن بترابها حتى لو كان خارج البلاد فعليهم أن يحضروا بجثمانه ويدفنوه في ترابها وعندما قرر الإستقرار في مصر فكان عليه أن يبني لنفسه مسكناً للعيش فيه ولكنه أراد أن يكون قصراً لم يُبنى له مثيل من قبل من ناحية الموقع و المعمار والألوان فأراد أن يبني تحفة معمارية وبالفعل قد كان.
بناء القصر
ذهب إلى صحراء القاهرة وفوق تلة هناك استقر البارون على مكان القصر فذلك هو المكان الذي يريده فهو مكان يرى القاهرة بأكملها وبعد ذلك فكر في المعمار كيف يكون البناء فهو أراد بناء تحفة معمارية نادرة فذهب إلى فرنسا حيث معرض اللوحات وهناك وجد ضالته فقد وجد لوحة بها تصميم لقصر غاية في الجمال و الروعة وعزم على أن يكون قصره بهذا الشكل واشترى هذا التصميم من صاحبه وذهب به إلى القاهرة وهناك أعطى تلك التصميم إلى مجموعة من أشهر المهندسين الإيطاليين الموجودين في هذا الوقت وطلب منهم بناء تلك التحفة واستغرق بنائه حوالي ٥ سنوات فخرجت تحفة معمارية نادرة لأول مرة في صحراء القاهرة وقد بنى به برج يدور كل ساعة تلقائياً حتى يرى الجالس فيه جميع الجوانب حوله .
وكانت ميزة هذا القصر أن الشمس تدخله في كل الأوقات ومن جميع الإتجاهات فحتى هذه اللحظة لم يكن هناك مشكلة ولكن ماحدث بعد ذلك يعد شيئاً غريباً فكان البارون لديه إعاقة في ساقه تجعله يعرج عند المشي ولا يستطيع المشي بشكل طبيعي وكانت أخته البارونة هيلانة تعيش معه في ذلك القصر فكان قد بنى لنفسه غرفة وسماها الغرفة الوردية وحرج على الجميع دخولها حتى ابنته وأخته ووضع بها مرآة بلجيكية إحدى التحف التي كانت تملأ القصر وحرم دخولها على الإطلاق ولكن الفضول كان يسيطر على أخته فاستغلت وجوده في البرج المتحرك ذات ليلة ودخلت إلى تلك الغرفة الوردية ولم يمض وقت كبير حتى سمع البارون صوت صراخ عالي وتوقف بعدها حركة البرج وقيل أنه لم يتحرك مرة ثانية إلا بعد وفاة البارون وبعدها سافر إلى بلجيكا مرة أخرى وتوفى هناك وأُرسل جثمانه لكي يُدفن في كنيسة بازيليك في مصر التي تقع في نهاية ممر القصر كما أوصى البارون .
سر الرعب ونهاية غير متوقعة
ومن بعد هذه الليلة وبعد وفاة البارون أصبح سكان المناطق المجاورة يرون أشياء غريبة تحدث في هذا القصر فمنهم من رأى دخاناً يخرج من الغرفة الرئيسية ومنهم من سمع أصوات صراخ وتحريك للأثاث فأيقن الجميع أن الأرواح قد سكنت هذا القصر ورجح البعض أن السبب هو روح أخت البارون فهي عادت مرة أخرى ومنزعجة من البارون لتأخره عليها في انقاذهاا ومنهم من قال إن بعد وفاتها حضر البارون روحها لكي يعتذر لها عن تأخره وأن روحها هي من تفتعل كل هذا ولكن هناك رواية أخرى وهي الأكثر منطقية في كل هذا هو أن ذلك القصر كان مهجوراً فاتخذه بعض عبدة الشيطان المتواجدون بمصر كمقر لهم وهذا يفسر ماكان يراه الناس فهم من كانوا يوقدون الأنوار ويخرج الدخان من حفلات شوائهم الدائمة ويقضون الليل في عزف الموسيقى الصاخبة فهي تلك الأصوات التي سمعها السكان حتى عثرت الشرطة على مكانهم وتم القبض عليهم وبعدها لم تصدر من هذا القصر أشياء غريبة حتى تم إفتتاحه مرة أخرى في أيامنا تلك .