ومازلنا نستكمل قصتنا الجميلة والشيقة والمليئة بالأحزان على الرغم من حبهما لبعضهما البعض
من قصص رومانسية تأملات قلب:
الجزء الثاني والأخيــــــــــــــــــــــر
استفاقت الفتاة من حلمها، عاهدت الله ليلتها ألا تتخذه زوجا لها، لقد عانت ما لا يمكن وصفه بأول ثلاثة أيام من زواجها، الوقت الذي تحلم به كل فتاة لتحظى بسعادة العالم، لقد جعله “خالد” بالنسبة لها أسوأ وقت مرت به على الإطلاق.
لقد كان كل منهما يبيت في حجرة منفصلة عن الآخر، لا يعرفان بعضهما البعض غير أن الفتاة كانت تحبه من كل قلبها، فقلبها خارج عن سيطرتها ولم تستطع إلجامه، كانت تعد الطعام وتطهو له كل الأصناف التي يحبها، وتضعها على الطاولة وتدخل حجرتها بعدما تطرق عليه الباب.
وباليوم السابع من زفافهما دعا أهل الزوجة أنفسهم على تناول العشاء والاطمئنان على صغيرتهم، جلست الفتاة مع زوجها وقالت: “أرجو منكَ أن تعاملني بطريقة حسنة أمامهم، وأعدكَ ما إن يمر على زواجنا ثلاثة شهور سأرحل عن حياتك”.
خالد: “أنا لست بقليل ذوق لهذا الحد، أهلكِ مثلهم مثل أهلي، اطمئني، ولكن يظل الاتفاق قائما بيننا في حال قدوم أهلي أيضا”؛ كانا كلاهما يتظاهر بالحب والسعادة أمام الأهل والمجتمع، ولكن في منزلهما الزائف كل منهما يعيش بعيدا عن الآخر.
اتفقت الفتاة بمرور ثلاثة شهور سترحل عنه بعيدا وللأبد، كانت تضع كامل تركيزها في عملها وتعمل على تطوير ذاتها بالحصول على الكثير من الدرجات العلمية بالرغم من سنها الصغير، لقد وجدت طريقة تفرغ بها عما بقلبها الجريح، توقن أنها لن تتمكن من تجاوز كل ما شعرت به على يدي من أحبت، من باعت كل العالم لأجل أن تشتريه وتشتري خاطره، وعلى العكس لقد جعلها حب عمرها تندم على اليوم الذي ولدت به بالحياة، تمنت أن أمها لم تلدها قط على ما رأت من معاملته معها.
وقبل مرور الشهر الأول جاءت “ياسمين” وزوجها لزيارة الزوجين السعيدين، تباهت بزوجها الثري، كان قلب الفتاة ينفطر على زوجها مما تفعله به حبيبته السابقة، وأمام ياسمين وزوجها قامت الفتاة وضمته لصدرها، في لحظة منهما نسيا حينها ضيفيهما، لقد شعر “خالد” ولأول مرة بحب الفتاة له على الرغم من حبها من سنوات طوال.
كانت لديه مشكلة وهي عدم تخطيه لحب “ياسمين” بالرغم من زواجها من غيره؛ ولكن كلما اقتربت منه الفتاة أو اقترب منها شعر بشيء غريب يحدث معه ولكنه لم يفطن له بعد؛ بهذه الليلة اغتاظت “ياسمين” فطبيعتها أنانية وعشق امتلاك كل شيء، تريد امتلاك قلب “خالد” وأموال من تزوجت به.
أمسكت “ياسمين” بيد زوجها ورحلا، ومازال خالد بحضن الفتاة، لم يشعرا برحيل ياسمين وزوجها من الأساس؛ وبعد مدة من الزمن استفاقا كلاهما، “خالد” أراد أن يكمل ولكن الفتاة لم تستطع فمنعته من الاقتراب منها، لم تستطع تجاوز كسرة فرحتها علاوة على الجرح الذي سببه لقلبها.
ما إن اقترب منها ووضع يده حول رقبتها، حتى أبعدت يده ورجعت خطوات للخلف وقالت: “لا داعي لذلك، فأنا بخير وما فعلته إنما فعلته من أجلكَ”، لقد أرادت الفتاة أن تكف أذى “ياسمين” عنه بهذه الطريقة، وهي أن تجعلها على يقين تام بأنها لم تعد تمتلك ولا مثقال ذرة بقلبه.
خالد كانت لديه رغبة شديدة في التقرب منها، ولكنها اعتقدت أنه يرد لها جميل صنعها، دخلت الفتاة غرفتها ولكنها لم تستطع النوم، فكل ما حاولت النوم وأغمضت عينيها تذكرت لمساته، تذكرت صوت أنفاسه، مكثت حتى الصباح ولم يغمض لها جفن.
صلت فجرها حاضرا، أعدت الفطور وطرقت على بابه كعادتها، ولكنها فوجئت به عندما خرج ليضع يده على خرها، تراجعت للوراء ولم تنطق بكلمة واحدة، ضمها لصدره حاولت الحديث فطبق شفتيه على شفتيها، وحدث بينهما ما كان مقدرا من أول يوم بزفافهما.
نظرت الفتاة للأسفل وإذا بعينيها اغرورقت بالدموع، رفع وجهها إليها، وبيده وهو يمسح الدموع من على وجنتيها…
خالد: “دائما ما كنت أسمع أن الله سبحانه وتعالى لا يأتي لعبده إلا بكل خير، ظننت السوء عندما خسرت ياسمين، ولكني حينها لم أكن أعلم أن الله أبدلني خيرا منها؛ أنتِ حبي الحقيقي”.
وسبحان الله ثانية العوض الإلهي تنسي آلام سنوات مضت، عاشا في حب حقيقي وسعادة ما بعدها سعادة، لقد كان اختبارا قاسيا بالنسبة لكليهما، ولكنهما تجاوزاه ليصيرا أقوى من السابق.
اقرأ أيضا:
قصص رومانسية تأملات قلب تحبس الأنفاس الجزء الأول
قصص حب عن الفراق بعنوان “لما كنا صغيرين” الجزء الأول
قصص حب عن الفراق بعنوان “لما كنا صغيرين” الجزء الثاني
قصص حب عن الفراق بعنوان “لما كنا صغيرين” الجزء الثالث والأخير