وظني فيك يا سندي جميل، يا ربي إن من أبسط حقوقي أن أخاف على شخص أحببته من كل قلبي حبا صادقا لا تشوبه شائبة، من منكم بإمكانه إخباره بأن الفتاة التي ترسل له كل هذا الكم من الرسائل لتطمئن عليه، تحاول جاهدة على التقرب منه هي الوحيدة القادرة على إعطائه المحبة وهي الوحيدة التي ستحزن لأحزانه وتتوجع لأجله، فأنا في النهاية لا أريد منه إلا محبتي ولو مثقال ذرة مما أحببته!
من قصص رومانسية حب وغرام:
اختبار قاسي لحب صادق الجزء الأول
في إحدى البلاد كانت هناك فتاة اتصفت من كل من حولها بجمالها المتناهي وبطيبة قلبها وبمحبتها للجميع، اتصفت بالبراءة التي بعينيها وبحسن كلامها مع الآخرين، اتصفت بتيسير كل الأمور عند معاملة الغير، اتصفت بأن من يسمع عنها لا يهدأ له بالا حتى يراها ويحكم عليها بمدى صدق أقوال الناس عنها.
إنها فتاة تندر في وجودنا، كانت بنهاية عامها الجامعي، وبآخر يوم بجامعتها جاءها دكتورها الجامعي فأعطاها وردة حمراء ما أجملها، ولكن الفتاة رفضت هديته معتذرة حيث أن دينها لا يسمح لها بمثل ذلك شيء…
الفتاة: “اعذرني ولكني حقا لا أستطيع نقض عهدي مع ربي”.
الشاب: “ولكنني لم أقصد بها شيئا سوى التعبير عن مدى حبي الصادق لكِ”.
رحلت الفتاة مكملة طريق عودتها إلى منزلها، وبمساء نفس اليوم أرسل ذلك الشاب طالبة لديه وفي نفس الوقت صديقة للفتاة تنذرها برسالة: “سينتظركِ اليوم الساعة السادسة مساءا، وإن لم تأتِ إليه في الموعد المحدد سيبرهن لكِ وللجميع عن صدق مشاعره تجاهكِ، وعن مدى الحب الأبدي الذي يكنه بقلبه لكِ بأن سيقفز من أعلى منزله!، إن اليوم هو يوم عيد مولده، ويخبركِ بأنكِ إن حضرتِ سيكافئكِ بهدية أقيم من الوردة الحمراء”
ذهلت الفتاة وبطابعها المتدين أصبحت في حيرة من أمرها، هل تذهب إليه وتغضب خالقها أم لا تذهب وتكون سببا في رحيل نفس عن الحياة، يا لها من معادلة صعبة بالنسبة لهذه المسكينة؛ في النهاية قررت الفتاة أن تذهب إليه بحفل عيد مولده كما أخبرتها صديقتها ولكن برفقة شقيقها الأصغر والذي يبلغ من العمر عشرة أعوام.
وصلت إليها صديقتها بمضمون الرسالة وقد كانت الساعة الثالثة، وحالما اتخذت القرار الأخير بذهابها إليه ومنعه من الانتحار كما ذكر برسالته كانت الساعة قد تعدت الرابعة والنصف، لم يتبق من الوقت المتاح لها إلا ساعة ونصف!
أسرعت في الذهاب مع شقيقها، ونظرا لأنها كانت مسرعة في خطاها كادت سيارة ترتطم بها وبأخيها ولكن السائق انحرف عن مساره ليتجنب روحين ماثلين أمامه فاصطدم بشجرة ضخمة وارتطمت رأسه وسال الدم منها، وبالطبع فقد وعيه، الحيرة الثانية ولكنها أشد من الأولى إما الذهاب إلى دكتورها الجامعي وإنقاذه من نفسه، وإما إنقاذ هذه الروح التي أنقذتها أيضا هي وشقيقها وضحت بنفسها وخاصة أنهما في طريق مهجور نسبيا ونادرا ما تتخذه المارة، وحتى وإن علم أحد بوجوده الله أعلم يضع الله في قلبه رحمة له أم يتركه بكل جفاء ويرحل؟!، وإن اتصلت بسيارة إسعاف ربما إلى أن تصل لن تستطيع إنقاذ حياته.
في النهاية قررت إنقاذ المصاب وترك دكتورها الجامعي ظنا منها بأنه يهددها فقط، وأنه لن يقدم على هذه الجريمة بحق نفسه، نقلته إلى المستشفى لإجراء العناية والفحوصات الطبية اللازمة له، وكانت ساعته قد أتلفت بسبب الحادثة فأخذتها الفتاة لتصلحها وتعيدها إليه امتنانا وعرفانا بجميل صنعه معها ومع شقيقها، ولكن في هذه الأحيان اتصلت عيها صديقتها لتخبرها بأنه صدق في كل حرف من كلامه وقام بإلقاء نفسه من أعلى منزله ولقي حتفه، وأنها كانت السبب في موته!
وقعت الكلمات عليها كوقع الصاعقة، غادرت المستشفى وبيدها أخيها حتى أنها لم تطمئن على الشاب الذي نقلته لتوها وهو بين الحياة والموت، عادت إلى منزلها حاملة بقلبها ذنبا لا يستطيع تحمله إلا من ماتت ضمائرهم وخسروا قلوبهم الطاهرة في مصارعات الحياة.
ذهبت الفتاة إلى طبيب نفسي لتلقي العلاج ومساعدتها لتخطيها أزمتها الشاقة على قلبها، ولكنها لم تتجاوزها فأصبحت بالحياة لا تعمل بها شيئا إلا الشكليات، تأدية عملها ومساعدة والدتها بالمنزل، ولكنها كانت شديدة التقرب واللجوء من ربها، فلا ملجأ من الأسى والحزن والشديد إلا إليه….
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصة الصياد العاشق والفتاة الجميلة اجمل قصص العشق والغرام
قصص رومانسية جريئة قصيرة بعنوان أحببتها وهي أحبتني للكبار
قصص رومانسية قصيرة للمتزوجين لإهداء العبرة لكل متابعينا
حس بروحي وأتمنى منك