طوال حياتي لم أشاهد شخصا يعاتب شخصا آخر إلا وشاهدت الحب بقلبه، فمن يعاتب لا يحب أن يخسر حبيبه بل يحب أن يقربه إليه ويعيده إلى سابق عهده لذلك دوما كنت أعاتبه وأّذكره بأجمل أيام حياتنا لأني لا أريد أن أخسره فحياتي دونه كأني حية محكومة عليها بالإعدام، هل جربتم هذا الشعور من قبل؟!
من قصص رومانسية حب وغرام:
اختبار قاسي لحب صادق الجزء الثاني
كانت الفتاة تعمل بإحدى دور النشر والطباعة لقصص الأطفال، كان حلم حياتها بأن تضع بصمة في عالم تربية الأطفال الصغار بالطرق التربوية السوية التي أوصانا بها خير الأنام صل الله عليه وسلم تسليما كثيرا، وذات يوم كانت عائدة إلى منزلها وأمام مكان عملها إذ بسيارة تتجه ناحيتها مسرعة بأقصى ما لديها، من كثرة صدمتها تسمرت قدماها أمام السيارة وكادت تنتهي حياتها بأكملها، وإذ بيد تمتد ناحيتها وتضمها بشدة وتنقذ حياتها، إنه نفس الشاب الذي كانت سببا في إنقاذ حياته يوما، وكأن المثل الذي يقال دوما يطبق عليها كما تدين تدان!
لم تجد الفتاة كلمات لتعبر بها عن جزيل شكرها وامتنانها إليه، ولك تذكر أي شيء عن السابق بل حملت نفسها وغادرت مكملة مسيرتها، وتمر الأيام وإذا بالشاب يقف ينتظرها على أعتاب الدار التي تعمل بها، تعجبت الفتاة من أمره ولكنها لم تتجاهله فديننا لا يسمح لنا بذلك، تقدمت تجاهه وأعربت عن شكرها في هذه المرة واعتذرت عن فعلتها في المرة السابقة نظرا لصدمتها، ولكنه طلب منها طلبا رج كيانها، لقد طلب الزواج بها، لم تعرف الفتاة بما تجيب عليه، لقد وقعت في غرامه من اللحظة الأولى التي اختطفها فيها من أحضان الموت، ولكنها مازالت تشعر بالذنب تجاه الشاب الذي لقي حتفه بسببها، لم تجب عليه بل تركته لثاني مرة ورحلت عائدة إلى منزلها لترتمي في أحضان والدتها شاكية باكية على الرغم من أنها كانت ذاهبة إلى العمل آنذاك.
لم ييأس ذلك الشاب بل ذهب إلى منزلها ليطمئن عليها وعلى ما آلت إليه أحوالها، وهناك أول ما رأته سرت عيناها، وأخيرا وجدت والدتها الفرحة مرسومة على وجهها بعد طول انتظار، لقد كانت دائمة الحزن والدموع، انتهزها الشاب فرصة وطلب يد الفتاة من والديها، لقيت الفتاة نصيحة من والدتها بأنه يكفيها من حزن الماضي وأن عليها التمتع بحياتها وشبابها، وافقت الفتاة ولكنها طلبت منه أن يعطيها فرصة قبل الزفاف حتى لا تظلمه معها، كان الشاب مثالا للحنان والوفاء معها حتى استطاع أن يملك قلبها وكل كيانها ووجدانها في فترة وجيزة لدرجة أن الفتاة هي من قامت بتحديد يوم الزفاف.
تألقت بيوم زفافها فكانت كالنجمة الساطعة بالسماء الصافية، استطاعت بجمالها وبخفة ظلها أسر قلوب كل الحاضرين، وكانت ليلة زفافها ما أجملها من ليلة على الرغم من قلة عدد الموجودين بها، وبعد انتهاء الحفلة الجميلة التي خلدت ذكراها بواسطة العديد من كاميرات الفيديو، دخلا الزوجان عش الزوجية وأغلق عليهما بابا واحدا تحت سقف واحد، وجاءت اللحظة الحاسمة المنتظرة، وما إن اقترب عليها حتى أرادت أن تسأله سؤالا يحب كل الفتيات أن يسمعن الرد عليه: “ماذا أكون بالنسبة إليك؟!”
تعجب الشاب من سؤالها ووقف على قدميه مبتعدا عنها وأخبرها قائلا بكل حدة وضيق: “إنكِ سافلة!”
الفتاة: “ماذا؟!”
الشاب: “كما أخبرتكِ مجرد سافلة!”
اعتقدت الفتاة في بادئ الأمر إنما يمازحها، ولكنها في النهاية اكتشفت أنه يتحدث معها بجدية عندما تركها بغرفة نومهما وحيدة وبات بغرفة أخرى، لم يغمض لها جفن بهذه الليلة، حاولت الخروج للقائه والتحدث إليه ولكنها وجدت خادما على باب الغرفة منعها من الخروج معللا ابتاعا لأوامر سيده.
كادت الفتاة تقتل من شدة ذهولها، لم فعل بها هكذا؟!
حاولت أن تلتمس له أعذارا كثيرة، وفي النهاية قامت توضأت وأخرجت المصلاة وأدت فرضها، وقامت معظم الليل شاكية إلى ربها ما ألم بها، فقد كانت لا تجد الدواء وراحة البال إلا في قربها من خالقها، وفي النهاية دعته من كل قلبها في رغبتها بهداية وإصلاح حال زوجها الذي هو قرة عينها…
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
مين بقدر يساعدني ويحكيلي كيف انشر قصصي