دائما ما يهبنا خالقنا سبحانه وتعالى الفرصة الثانية، ولكن للأسف لا يدركها بعضنا إلا بعد فوات الأوان، لذلك إذا أتتك فرصة ثانية لا تتردد واغتنمها لأنه حتما ستتغير حياتك بأكملها حينها.
من قصص رومانسية حقيقية سعودية:
فرصـــة ثانيـــــة الجزء الأول
“تالا” فتاة في مقتبل عمرها، أحبها ابن عمها وتزوجها في المقابل أحبته فقد كان أول رجل بكل حياتها، توجت محبتها له بحملها بابن صغير في غاية الروعة والجمال؛ وبمجرد وضعها للصغير رق قلب ابن العم لامرأة أخرى غير ابنة عمه وأم ابنه ومن المفترض أيضا حبيبته، ذهب وتزوج بها وضرب حائط الدنيا، لم يكترث لأي شيء، أما العجيب في الأمر كله موقف زوجته الجديدة التي أمرته بطلاق زوجته الأولى، وبالطبع نفذ الزوج المصون أوامر زوجته حتى ينال رضاها.
كل ذلك كان وقعه سيء الأثر على نفس “تالا”، الفتاة التي لم ترتكب أي خطأ سوى أنها أحبت وعشقت زوجها، لقد كانت فتاة مؤمنة راضية بقضاء الله، تحزن ولكنها لا تجزع ودائما ما تنظر للجانب الإيجابي بحياتها، قررت أن تكرس حياتها لابنها الصغير، لم تضطر إلى العمل حيث أن عائلتها ثرية لذلك لم تكن في حاجة المال، ولكنها أخذت العديد من الدراسات في تربية الصغار تربية سوية، كانت حكيمة في إدارة وقتها.
ساندتها والدتها في قرارها، ولكنها لم توافقها الرأي في قرار الامتناع المطلق عن الزواج، وفي يوم من الأيام اجتمعت عائلة تالا في حفل زفاف لصديقة عمرها الوحيدة، وقد تقدمت تالا بتطوع منها بتحضير وتجهيز كافة متطلبات الزفاف، ووفقت في ذلك لأبعد الحدود، أعجب بها شاب للغاية حيث أنه رآها أكثر من مرة، وصدفة أيضا رآها بحفل الزفاف وقد كان مدعو عليه ووالدتها معه، انتهزها فرصة وأخبر والدته…
“ألم تمضي كل عمرك تبحثين لي عن عروس جميلة ومؤدبة وذات خلق ودين، اليوم أعطيكِ البشارة، أترين هذه الفتاة منذ فترة وجيزة أعجبت بها وتمنيتها زوجة لي، دعوت الله أن يقرب المسافات بيني وبينها، وها هو سبحانه وتعالى يستجيب، أمي أريدكِ أن تتحدثي مع أهلها عن أمر زواجنا”.
الأم لم تعرف كيف تعبر عن فرحتها بخبر قرار ابنها الوحيد بالزواج، لقد عانت كثيرا حتى تعجبه فتاة ممن تشير عليه بهن، أو يبشرها بفتاة تعجبه، الأهم أن تزوجه وتهنأ بذريته؛ لم تمكث ولا ثانية ذهبت إلى الفتاة وطلبت الجلوس معها لمدة دقيقتين فقط، كانت الفتاة مشغولة للغاية متمنية أفضل ليلة على الإطلاق لصديقة عمرها وطفولتها، ولكنها على الرغم من كل ذلك لم تكسر بخاطرها وجلست معها…
أم شاب: “باختصار شديد يا ابنتي العزيزة، ابني الوحيد معجب بكِ للغاية ويريد التقدم لأهلكِ لطلب الزواج منكِ”.
ظهرت علامات الحزن والضيق على تالا: “عذرا يا أمي ولكنني كنت متزوجة وانفصلت عن زوجي، ولدي ابن وحيد منه، هل تعلمين هذه المعلومات عني؟!”
وقفت المرأة ولم تجبها ولا بكلمة واحدة، لقد كانت تالا على حق بكل معتقداتها، عالمنا العربي لا ينظر للمرأة المطلقة نظرة سوية بل دائما ما يعيب عليها دون معرفة الأسباب التي أدت إلى طلاقها، دون معرفة ما إذا كانت مظلومة أم ظالمة.
عادت الأم إلى ابنها: “أكنت تعلم أنها مطلقة أجبني على الفور؟!”
الابن: “نعم يا أمي كنت أعلم، ولكن ما العيب في ذلك أخبريني؟!”
الأم: “وتسألني بكل جرأة ما العيب في ذلك؟!، إنها…”
ولم تكمل عبارتها فقد قاطعتاه والدة تالا: “أتعلمين يا سيدتي، إن ابنتي مطلقة ولكن هذا لن يعيبها ولن ينقص شيئا من مقدارها، فابنتنا لدينا بمثابة الدنيا وما حوت، ولا نرى في مثل أدبها وأخلاقها اثنتين، وندعمها على موقفها (الطلاق من زوجها)، ونوقن أنها كانت خسارة له بتركه لها”.
لم تستطع والدة المعجب تكملة النقاش الحاد، فأمسكت بيد ابنها ورحلا من حفل الزفاف بأكمله.
أكملت تالا مهامها ولكنها جمحت الدموع من عينيها، تنظر لحالها وما آل إليه، دائما ما كانت تصبر نفسها بقوله سبحانه وتعالى “لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ”.
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص رومانسية سعودية واقعية بعنوان “وستظل حبيبي الأول والأخير” الجزء الأول
قصص رومانسية سعودية واقعية بعنوان “وستظل حبيبي الأول والأخير” الجزء الثاني
قصص رومانسية سعودية واقعية بعنوان “وستظل حبيبي الأول والأخير” الجزء الثالث
قصص رومانسية سعودية واقعية بعنوان “وستظل حبيبي الأول والأخير” الجزء الرابع والأخير
ان في كثير من القصص الحب بحاله العشق ولكن ليه الحب غدار وملوش اسوار ولكن الله عز وجل قال كل ما يصيبنا الا ما كتب الله لنا