أحيانا كثيرة لا يستطيع الإنسان منا التحكم في تصرفاته وأفعاله، يشعر وكأن شيئا ما بداخله يلزمه على التصرف على نحو معين، تصرفات لا إرادية تصدر به وعندما يعود ويفكر بها يستنكر أفعاله عليه، ذلك هو بدايات الشعور والاندفاع ببحر الحب والهوى.
أحببت طالبتي الجزء الثاني
باليوم نفسه تحدث مدرس الرياضيات (خال الطالبة) مع مدرس اللغة الإنجليزية في كون ما يطلبه مها فوق طاقتها، وكون الدروس الإضافية يوميا، ذلك سيكون حملا ثقيلا عليها بالطبع، وخاصة أنها تدرس عدد كبير من المواد غير الإنجليزية أيضا؛ أصر مدرس الإنجليزية على موقفه وخاصة كونها طالبة متفوقة في جميع المواد إلا مادته، لذلك فإنها في حاجة ماسة لمضاعفة دراستها للمادة الوحيدة الضعيفة بها.
بدأت الدروس الإضافية للفتاة، كانت لا تحب اللغة الإنجليزية لكونها مادة ليست لها قواعد ثابتة، حتى وإن كانت لها قواعد ثابتة فغالبا ما وجدت لكل القواعد شواذ متعددة، كانت لا تجيد حفظ الأشياء دون فهمها، لذلك غلب معها مدرسها، لقد تلقت منه عناية فائقة في جمع كافة القواعد والكلمات لأجلها حتى تسهل عليها مهمتها.
مضى شهر كامل على الدروس الإضافية، بكل شهر كانت تجرى امتحانات لمعرفة مستويات كل طالب، بذلك اليوم أرادت الفتاة الحصول على سبعين درجة على الأقل من مائة حتى تتوقف دروسها الإضافية، كانت بامتحانات نصف العام حاصلة على درجات متدنية للغاية باللغة الإنجليزية.
وبالفعل درست بجد اجتهاد بالغين لحصولها على درجات مرتفعة حيث أنها تكره مدرس اللغة الإنجليزية على الغم من أن كل الطالبات معجبات به، بجماله وطريقة ملابسه الأنيقة حتى العطر الذي يضعه يجعلهن جميعا يذبن فيه، جميعنا نعلم أن هذه المرحلة متقلبة (مرحلة المراهقة) وأن الفتيات بها كثيرات الإعجاب وخاصة بالمدرسين الشباب والوسيمين منهم بصفة خاصة.
كان مدرس اللغة الإنجليزية على قدر كبير من الجمال، وأيضا على قدر كبير من الاتزان، كان متفهما لما يمرن به الفتيات، وكان حريصا على مستقبلهن جميعا؛ كان يرى في هذه الفتاة أنها معجزة العام لكونها متفوقة، وأنه لا يرضيه أن تكون درجاتها بمادته هي العقبة الوحيدة في طريقها، لذلك كان يهتم بها ليس بصفة شخصية منه ولكنه محبة في مساعدتها والأخذ بيدها بقدر استطاعته على الرغم من أنه كان يعاني من صعوبة التواصل معها لعدم فهمه لمشاعرها، كان دائما ما يستثيرها بإغضابها، ولكنه لا يتفاهم معها إلا عن طريق قراءة لغة الجسد والتي كان يتقنها جيدا.
كان يعرف ما يضايقها ويغضبها ويحرجها، وبكل مرة يحاول قدر المستطاع مساعدتها وخاصة عندما وجدها في أمس الحاجة لمن يفهمها ويستطيع معاونتها على أمرها؛ وجاء وقت الاختبار وقد حاولت فيه جاهدة لكنها لم تحصل إلا على 65 دجة، لذلك كان لزاما عليها مواصلة الدروس الإضافية، كان وقت الاختبار تشعر بأن لديها الكثير من الإجابات بخلاف المرات السابقة، أيقنت أن الدروس الإضافية قد أثمرت بالكثير.
زميلاتها بالفصل كدن لها بسبب إعجابهن المفرط بمدرسهن، وتحايلن عليها حتى جعلنها تذهب معهن في إحدى الحجرات وأغلقن عليها الباب جيدا، اتهمنها بأنها لم تبلي بالاختبار بلاءا حسنا حتى تكمل في الدروس الإضافية، على الرغم من جهدها كثيرا لتحصل على الدرجة التي تجعلها غير مضطرة للحصول على الدروس الإضافية هذه التي لم تسبب لها سوى المتاعب.
بسبب دفعات البنات لها اصطدمت في إحدى المرات بلوح حديدي جعلها غير قادرة على المشي بصورة طبيعية، حاولت الفتاة إيجاد مخرج ولم تلاحظ سوى النافذة فاضطرت لجذب شيء ما على الرغم من ثقله حتى تعلو بواسطته وتتمكن من الخروج من الحجرة التي سجنت بها.
وضعت قدمها ولكنها لم تستطع أن تكمل فقدمها كانت بحالة سيئة، في هذه اللحظة فتح المدرس الحجرة ودخل وكان يبدو على ملامحه بصورة واضحة القلق عليها، تظاهرت الفتاة أنها بخير…
الفتاة: “وكيف علمت أنني هنا؟!”
المدرس: “إنني أعلم عنكِ كل شيء، لا تتأخرين عن مواعيدك ولو كان على رقبتكِ، وأعلم جيدا أنهن الفاعلات وبطريقتي جعلتهن يعترفن بفعلتهن، أأنتِ بخير؟!”.
الفتاة: “إنني بخير، حتى وإن لم تأتي كنت قد خرجت من النافذة هذه”.
ولكنها ما إن شرعت تسير على قدميها سقطت على الأرض إثرها، سقط قلبه بداخله مع سقوطها…
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا:
قصص رومانسية في المدرسة بعنوان أحببت طالبتي! الجزء الأول
قصص رومانسية تأملات قلب تحبس الأنفاس الجزء الأول
قصص رومانسية تأملات قلب تحبس الأنفاس الجزء الثاني والأخير