تعج مجتمعاتنا بالكثير من القصص التي تدمع لها الأعين حول ظلم الزوج لزوجته، فدائما ما ينتهجون سياسة السلطة إلا ما رحم ربي، دائما ما يتناسون طبيعة العلاقة الزوجية والتي بناها رب العباد على المودة والرحمة؛ طبيعة مجتمعاتنا تمكن الرجل وتجعله يعلو فوق زوجته ولكننا إذا نظرنا في ديننا نجد أن كل هذا محرما، فالظلم ظلمات يوم القيامة، ومهما فعل الرجل من أعمال خيرة ولكنه ظلم زوجته وأهل بيته فإن الله معاقبه لأن الله خلق الظلم وحرمه على نفسه وجعله محرما بين الناس.
من قصص ظلم الزوج لزوجته:
القصــــة الأولى:
قصة حدثت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نتعلم منها درسا عظيما في عدم ظلم الزوج لزوجته وأهل بيته…
بيوم وفاة الصحابي الجليل “سعد بن معاذ” شوهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تارة يسير أمام الجنازة وتارة خلفها وتارة عن يمينها وتارة عن يسارها، وعندما سئل صلى الله عليه وسلم عن السبب أخبرهم بأن الملائكة قد تزاحمت أثناء تشييع جنازته وأنه أراد صلى الله عليه وسلم أن يشارك الملائكة على اليمين وعلى اليسار ومن الأمام ومن الخلف، فسمعته حينها والدة “سعد بن معاذ” فقالت : “هنيئا لك الجنة يا معاذ”؛ نهاها الرسول وأعلمها بأن سعد كانت له صرخة ضجت السموات منها، فسألته والدته بحزن دفين عن السبب فأخبرها رسول الله: “إنه كان سيء الخلق مع زوجته وأهل بيته”.
فكيف حالنا نحن؟!، لقد ازدحم تشييع جثمانه بالملائكة وغسله وكفنه وصلى عليه ووضع التراب على جسده رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، فيا لنا من مساكين غير قادرين على فهم الأمر حتى الآن، إن ديننا دين سماحة ويسر ولكننا لا نترك فرصة لإثبات قدرة الذات على ظلم الغير إلا وننتهزها.
اقرأ أيضا: قصص ظلم الزوجة لزوجها قصص وعبر
اقرأ أيضا: قصص وعبر عن الزواج مؤثرة في النفس
القصـــــة الثانية:
قصة في غاية الأسى، كان هناك زوج قد توفيت زوجته وتركت له من الأبناء اثنين، فقرر الزواج من امرأة أخرى حتى تعينه على تربية ابنيه، وبالفعل تزوج من امرأة قد تطلقت من زوجها بسبب ظلمه لها بعدما أنجبت منه ابنة.
في البداية اتفقا على تربية أبنائهما معا، فالزوج لدية ابنين والزوجة لديها ابنة واحدة، ولكنه بأول مشكلة قابلتهما أمرها بالتفريط في ابنتها وإلا عليه تطليقها، فماذا تفعل المسكينة؟!
أعطت ابنتها لأمها حتى تربيها لها وأكملت مسيرتها مع زوجها، ثاني أمر بأن تتخذ كافة الإجراءات اللازمة حتى لا تنجب منه، وفعلت ما أراد؛ لكن هذا الزوج الظالم لم يكتفي بكل هذه الأمور بل كان يضربها دوما ويعيرها بأنه تزوجها وأشفق عليها، وما كان منها إلا أن صبرت ودعت الله أن يكون جزائها من جنس عملها.
وبيوم من الأيام تعبت الزوجة كثيرا، ولم تستطع إخبار زوجها بأمر تعبها، فقد كان دائما يوبخها ويشعرها بألا قيمة لها عنده وأن أمرها كأمر الجارية التي أحضرها حتى تربي له أطفاله، وبالفعل قد أحسنت جميلا وربت ابنيه تربية يتمناها كل شخص لأولاده، وجزاها الله بالمقابل بأن والدتها ربت لها ابنتها حتى حصلت على أعلى الشهادات علميا.
وبيوم كانت الزوجة في زيارة لمنزل والديها، وما أن دخلت ابنتها حتى وقعت الأم طريحة على الأرض، أخذتها ابنتها إلى أقرب مستشفى وهناك كانت المفاجأة فالأم مريضة بمرض خطير للغاية، وفي مرحلة متأخرة وأيامها بالدنيا معدودة.
وقتها فقط شعر الزوج بمدى ظلمه وبطشه الذي ألحقه بزوجته التي راعت الله فيه وفي أبنائه ولم تلق منه مقابل حسن صنيعها معه إلا الإساءة والإهانة وحرمانها من ابنتها الوحيدة ومن أبسط وأدنى حقوقها.
توفيت الزوجة بعد أيام قلائل، وشعر حينها الزوج بمدى محبته لزوجته التي لن يتمكن من تعويضها مهما فعل، وأحس بالذنب تجاهها بجبروته حتى جعل المرض يلتهمها، وهي تعاني وتكتم بنفسها مخافة منه.
عاشت كل حياتها تعاني من ظلم الزوج سواء كان زوجها الأول أو الزوج الثاني، ومن شدة ما تعرضت له من ظلم أوجع فؤادها ولكنها لم تتجه إلا لخالقها فقد جعلت سرها بينها وبين ربها ليكافئها على صبرها على سوء معاملته ويحتسبها من عباده الصابرين من بشرهم بالجنة.
اقرأ أيضا: قصص ظلم أهل الزوج قصة حقيقية حدثت بصعيد مصر
لو سمحت أريد مصدر القصة الأولى،فلم نقرأها في كتب التاريخ ولم تورد في السيرة النبوية