ولا أسمى من مشاعر الوفاء والتضحية بالنفس والفداء بها من أجل من نحب، ولاسيما عندما يكون صديق لنا بهذه الحياة.
العندليب والوردة
حكاية من الأدب الإنجليزي…
في صباح إحدى الأيام وقف العندليب على أحد فروع الأشجار وأخذ يتغنى بصوته الجميل الذي عكس مدى سعادته وفرحته، فدائما ما عكس صوت العندليب مزاجه في كل الأحوال.
وكان بنفس المكان الذي يتغنى به العندليب يجلس شاب حزين خارت قواه من شدة الحزن والبكاء، لقد كان صديق العندليب الوحيد “سيلفيو”….
العندليب بقلق: “ماذا بك يا صديقي هذا اليوم، ولم كل هذه الدموع؟!”
سيلفيو بحزن شديد: “لا أدري بماذا أخبك يا صديقي، لقد بحثت بكل مكان أعرفه ولا أعرفه لأجد وردة حمراء ولكنني فشلت في ذلك”.
العندليب بتعجب: “وردة حمراء؟!”
سيلفيو: “إنك تعرف جيدا جوليا حبيبة قلبي أيها العندليب، الفتاة الرائعة الجميلة التي لطالما أحببتها، وغدا سيقام الحفل الراقص، وعندما ذهبت لأعرض عليها الرقص معي طلبت مني وردة حمراء شريطة الرقص معي، إنه لأمر رائع أن أراقصها أمام الناس جميعا؛ ولكنني الآن فقط اكتشفت مدى استحالة الأمر حيث أنه يستحيل وجود وردة حمراء”!
لقد كان “سيلفيو” فعليا بحالة يرثى لها من كثرة الأحزان التي حلت على قلبه، ويرجع كل ذلك لمدى محبته الشديدة لجوليا.
العندليب: “سيلفيو إن جلبت لك وردة حمراء أستكون سعيدا وستتوقف عن البكاء؟!”
هز “سيلفيو” برأسه دليلا على موافقته، وعلى الفور شرع العندليب الوفي في البحث عن الوردة الحمراء وفاءا بالوعد لصديقه الحزين وأملا في أن يدخل السعادة لقلبه من جديد.
لقد كان العندليب شديد الحب للشاب لذلك بحث طويلا وطار في السماء العالة وعيناه تبحث بكل الأشجار حتى استطاع أن يلمح شجرة ورود…
العندليب: “أيمكنني أخذ وردة حمراء منكِ؟”
الشجرة: “اعذرني أيها العندليب ولكن جميع ورودي بيضاء اللون، بيضاء كبياض الثلج على الجبل”.
فتركها ورحل مكملا رحلة البحث عن الوردة الحمراء، وبهذه المرة كانت شجرة الورد زرقاء، وكحال الشجرة السابقة فجميع ورودها زرقاء اللون ولا يوجد بها أي من الورود الحمراء.
وأكمل تحليقه بالسماء، وكلما التقط موقع وردة أسرع إليها ليسأله عن إمكانية وجود وردة حمراء؛ وحط على شجرة ظاهر عليها من أغصانها الضعف الشديد…
العندليب: “مرحبا أيتها الوردة، ألا يمكنني أن أجد لديكِ وردة حمراء؟!”
الوردة الهزيلة: “آسفة ولكنه أمر مستحيل أن تجد وردة حمراء أيها العندليب الصغير”.
العندليب بحزن شديد: “ولم مستحيل؟!”
الوردة الهزيلة عديمة اللون: “في الحقيقة إنني شجرة أزهر ورودا حمراء اللون بكل العام، ولكن ليست لهذه السنة بسبب جسمي الضعيف وأغصاني اليابسة، فقد أصابني البرد الشديد ولم أثمر هذا العام”.
فبدا الحزن الشديد على العندليب، فقالت له الوردة: “ولكن هناك طريقة واحدة يمكنك من خلالها الحصول على وردة حمراء إن أردت ذلك، من الممكن أن أستعيد قواي الخائرة وأضع لك وردة حمراء كلون الدم وبذلك تفي أنت أيها العندليب بوعدك لسيلفيو؛ ولكن مقابل كل ذلك ربما تفقد حياتك أنت، إن كنت مهتما بذلك تعال إلي عندما ينتصف القمر بالسماء”.
وعلى الرغم من خوف العندليب من كلام الوردة الزابلة بقصة موته إلا أنه آثر سعادة صديقه سيلفيو على حياته كاملة، ذهب لصديقه: “تعال في الصباح الباكر عند قمة التلة وستجد الوردة الحمراء التي تبحث عنها”
سيلفيو: “وكيف عرفت ذلك يا صديقي”.
العندليب: “سيلفيو أرجوك لا تسألني عن شيء، ولكن عدني بأنك ستكون سعيدا مع جوليا”.
ورحل ليذهب للوردة كما وعدها بمنتصف الليل، وعندما وصل إليها…
الوردة: يظهر على ملامحك أن مستعد ومصر على التضحية؟!”
العندليب: “نعم من أجل سعادة صديقي الوحيد”.
الوردة: “إذا أترى هذه الشوكة اقترب منها واغرزها بقلبك، وعندما تتمكن من ذلك سينتقل الدم من قلبك لعروقي، وكل حياتك ستصير بعروقي، وفي هذه الحالة سأتمكن من إنتاج وردة حمراء”.
وبكل ألم وتوجع غرز دفع العندليب بصدره نحو الشوكة وغرزها بقلبه، وبذلك عادت الحياة للوردة وأصبحت باللون الأحمر ولكن مقابل حياة العندليب الذي غادر الحياة بابتسامة على شفاه لتمكنه من الوفاء بوعده لصديق عمره.
وجاء الصباح الباكر وجاء “سيلفيو” وأول ما رأى الوردة الحمراء هرول ليقطفها، ولكنه وجد العندليب غارق بدمائه ملقى على الأرض، علم حينها ما فعله لأجله وبدموعه المنسكبة رفعه من على الأرض شاكرا فضله عليه.
قطف الوردة الحمراء وذهب سعيدا لجوليا والتي صدمته صدمة حياته…
جوليا: “إنني آسفة يا عزيزي، ولكنني قد وعدت جورجيو بأنني سأذهب معه للحفل حيث أنه أهداني عقدا ماسيا”.
اقرأ أيضا:
قصص عالمية قديمة للاطفال قصة الملك المهموم
قصص عالمية جميلة للأطفال بعنوان مشط الشعر السحري
قصص عالمية جميلة جدا قصة سندريلا خيالية شيقة