ومازلنا نستكمل قصتنا المثيرة والشيقة والمليئة بالأحداث الممتعة التي تجعل جميع من يتابعها مشدودا لمعرفة ما بها من أحداث حتى النهاية.
الأميـــر والفتاة اليتيمــــة الجزء الثالث والأخير
في هذه الأثناء خرج حاكم البلاد مع جيوشه في محاولة لحماية البلاد، أما “زينب” فكانت محبة وحنونة لصغيرها، كانت لا تتركه ولو لوهلة واحدة، تعتني وتهتم به وبزوجها كثيرا؛ وبينما خرج الأمير خارج البلاد كانت “زينب” ترضع صغيرها وفجأة ظهرت أمامها عمته الشريرة والتي كانت قد أتقنت فنون السحر، فاستطاعت أن تحضر أمام “زينب” كسابق عهدها بها حيث كان بيدها السوط الذي اعتادت أن تضربها به.
زينب بخوف شديد: “من أنتِ؟!، وماذا تريدين مني؟!”
لقد تغيرت ملامح العمة بعدما تملكتها قوى الشر.
العمة: “إنني عمتكِ يا زينب، إنكِ سعيدة بحياتكِ، أليس كذلك؟!”
زينب: “ماذا تريدين مني فأنا لم أؤذكِ في شيء طوال حياتي، ولم أرد منكِ شيئا، اتركيني وشأني أتوسل إليكِ”.
ضربتها ضربة واحدة بالسوط فخارت قواها وسقطت على الأرض مغشيا عليها، حملتها عمتها الساحرة وانطلقت به لتصل لأعلى قمة بجبل شاهق للغاية ووعر أيضا، وأول ما وصلت لطمتها فاستعادت وعيها على الفور…
زينب: “أين أتيتِ بي؟!”
تعالت ضحكاتها: “إنكِ بأعلى نقطة بقمة الجبل الناتئ”.
زينب: “ولماذا أتيتِ بي إلى هنا؟!”
العمة: “حتى لا يستطيع أحد العثور عليكِ، لأن هذا المكان لا يعلم أحد طرقاته الوعرة غيري، وفي مطلق الأحوال إنه لن يعلم أحد بمكانكِ من الأساس؛ ولأثبت لكِ أنني ما زلت إنسانة سأجعلكِ ترضعين طفلكِ”.
كانت هذه الأخبار السيئة قد وصلت لزوجها الحاكم (اختفاء زوجته من قصره)، على الفور حمل نفسه وجيشه وعاد للبلاد، كان الطفل الرضيع يصرخ من كثرة تضوره جوعا، وأول ما تحين ساعة معينة بالليل يبتسم ويضحك لرؤيته لوالدته، التي كانت بتعويذة تستطيع عمتها إحضارها للمنزل لإرضاع صغيرها، ولكنها كانت قد منعتها عن الأكل والشراب وعن محادثة أي أحد، وهددتها إن خالفت أوامرها بأن طفلها الرضيع من سيدفع الثمن.
كاد الأمير أن يجن جنونه، فجاءته لخادمة تمشي على استحياء مترددة في إخباره بشيء ما…
الخادمة: “إن الملكة تأتي ولمدة ثلاثة أيام ماضية ترضع الأمير الصغير حتى يشبع وينام، وبعدها تضعه في سريره وتختفي في لمح البصر بمثل الطريقة التي تجيء بها، أما عن ليلة أمس فبعدما أرضعته همست ببعض الكلمات في أذنه (اعذرني يا صغيري ولكن رغما عني)”.
ذهل الحاكم من حديث الخادمة: “تأتيه كل يوم ولم تخبريني؟!”
الخادمة: “يا مولاي عندما تأتي سمو الملكة يصيبني أمر عجيب، لا أستطيع الحركة ولا الكلام مطلقا؛ يا مولاي الملك إنها سموها عندما تأتي تأتي كالحلم فخشيت ألا تصدقني عندما أخبرك، ولكن في النهاية عزمت أمري وقررت إخبارك بكل شيء وبعدها يكون ما يكون”.
غضب الحاكم كثيرا وأمسك بتاج زوجته ونظر به طويلا، الخادمة: “وعندما قدمت ليلة أمس يا مولاي احتضنت الأمير الصغير وسالت الدموع من عينيها وخاطبته قائلة (سامحني يا صغيري، فهذه آخر مرة سأرضعك فيها، فلقد أصبحت ضعيفة ولن أقوى على فعل ذلك)”.
الحاكم: “وهل ستأتي اليوم؟!”
الخادمة: “ربما يا مولاي”.
وبالليلة نفسها اختبأ الحاكم بغرفة ابنه، وعندما حان مجيئها ابتسم وضحك صغيرها كعادته معها بعدما كان يصرخ، احتضنته وقبلته وخاطبته والدموع تتساقط من عينيها: “كما توقعت يا صغيري، ولكني في هذه المرة لن أستطيع إرضاعك فقد ضعف جسدي وخارت كل قواي، فسامحني أرجوك يا صغيري الحبيب”.
ووضعته بسريره، وما إن همت بالرحيل حتى استوقفتها كلمات زوجها الحبيب: “زينب أرجوكِ لا تذهبي وتتركينا وحيدين”.
أمسك بذراعها واحتضنها ولكنه شعر بها وكأنها حلم فعليا، ردت عليه بعينين دامعتين: “إنني سجينة بأعلى قمة الجب الناتئ” واختفت.
جمع رجاله وذهب للجبل الوعر والمليء بالمخاطر، كان في مقدمتهم جميعا، الطريق محفوف بالمخاطر المميتة، ولكن الحاكم لم يتراجع خطوة واحدة للوراء ومازال يتقدم حتى لمح زوجته وحبيبته مستلقية على الأرض وقد شارفت على موتها.
اقترب منها واحتضنها، وبالكاد نطقت: “ابننا بخير؟!”
وعاد بها للقصر واستدعى لها الأطباء، في هذه اللحظات كانت تشعر العمة الساحرة الشريرة بأن قواها خارت، ولم تكن لتعلم السبب وبعدها فارقت الحياة، فوجدوها جنود الحاكم ملقاة على الأرض ميتة.
وبموت العمة الساحرة تحول الغزال لهشام أخ زينب، أما عن زينب فأصبح صغيرها يبلغ من العمر ستة أعوام، وأنجبت ابنة أخرى جميلة، وعاشوا جميعا في سعادة غامرة.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص عالمية بدون نت بعنوان الأمير والفتاة اليتيمة الجزء الأول
قصص عالمية بدون نت بعنوان الأمير والفتاة اليتيمة الجزء الثاني
قصص عالمية قديمة للاطفال قصة الملك المهموم
قصص عالمية جميلة للأطفال بعنوان مشط الشعر السحري
قصص عالمية جميلة جدا قصة سندريلا خيالية شيقة
عادية
هل استطيع ان انشر قصة لي
نعم برجاء التواصل من خلال صفحة الفيس بوك