أغلبية قصص الأطفال من كثرة تشويقها يحبها الكبار قبل الصغار، فهذه القصة قصة سندريلا أغلب الفتيات تمنين قصة مثيلة ومشابهة لها حتى وإن كانت تخلو من الحذاء الزجاجي ومن العرابة التي حققت لها أمنيتها بالذهاب لحفل الأمير.
قصة سندريلا
حكاية من التراث الفرنسي…
كانت هناك فتاة طيبة القلب حسنة الخلق شديدة الجمال، الجمال الذي كانت تمتلكه سندريلا يجعلها خارج نطاق المقارنة بينها وبين أي فتاة غيرها، فمن ستخوض المقارن معها مهما بلغ جمالها من قدر فبالتأكيد أمامها خاسرة.
توفيت والدتها وتزوج والدها من امرأة أخرى لديها اثنتين من الفتيات، وبعد زواجه توفي فتركها مع زوجته وابنتيها، جعلن سندريلا خادمة لهن، تقوم الفتاة المسكينة بمفردها بكافة الأعمال المنزلية لدرجة أنها استنزفت للأخير.
كانت تعمل ولا تستطيع الشكوى، زوجة الأب وابنتيها قساة القلوب لا يرحمن الفتاة على الإطلاق، لا يعيرونها أي اهتمام بل يزدن عليها الأعمال أيضا، كانت الفتاة لا تجد مكانا ملائما لتنام فيه، كانت إذا ما أنهت أعمالها اليومية التي لا تنتهي مطلقا، تجد نفسها منهكة للغاية، فتضع رأسها بجوار المدفأة حيث يتطاير عليها الرماد، لذلك قامتا أختيها بتسميتها سندريلا بمعنى الفتاة الملتصق بها الرماد، وعلى الرغم من وجهها وجسدها الذي يغطيه الرماد إلا أنها أيضا الأجمل فيهن، وأجمل الفتيات أيضا.
وبيوم من الأيام قرر الأمير إقامة حفل بقصره حتى يجد فتاة أحلامه، والتي أول ما يجدها سيجعلها زوجة له وملكة متوجة على كل البلاد؛ أول ما فعلته زوجة أبيها زادت عليها الأعمال المنزلية حتى لا تستطيع التفكير في الذهاب من الأساس حيث أنها ما إن يراها الأمير سيختارها على الفور، وبالتالي ستمنع الفرصة على ابنتيها بكل تأكيد.
ذهبت زوجة الأب وابنتيها للحفل، كان على سندريلا المسكينة مساعدة أختيها في ارتداء ملابسهن الجديدة الجميلة، رحلتا ومعهما والدتهما، كانتا سعيدتان للغاية، وما إن رحلن عن المنزل حتى سالت دموع سندريلا الفتاة التي رغب بالذهاب للحفل كمثلها من الفتيات الأخريات، إنها حتى إن وافقت زوجة أبيها فلا تمتلك ثوبا يلائم الحفل لا من قريب ولا من بعيد، لم تكن تملك إلا الثوب الرث الذي ترتديه دوما.
ظهرت جنية من لا شيء أمامها، سألتها عما يبكيها، رأت فيها رغبتها الشديدة للذهاب للحفل، لوحت بعصاها السحرية فتحولت يقطينة بالحديقة لعربة من الذهب في غاية الجمال، وأمسكت بقفص من الفئران فقامت بتحويلهم إلى أحصنة لجر العربة إلا فأرا واحدا والذي صار بطبيعة الحال وتحول لسائق العربة.
أما عن سندريلا فأصبحت كالأميرة الجميلة شديدة الحسن بثياب غاية في الروعة والأناقة، علاوة على ارتدائها لحذاء مصنوع من الزجاج، حذرتها العرابة من شيء واحد بعدما حثتها على الاستمتاع بوقتها، آخر دقة من دقات الساعة الثانية عشرة منتصف الليل سيزول مفعول السحر وكل شيء سيعود لطبيعته.
رأت سندريلا أنه وقت كافي للغاية، وما إن وصلت للحف حتى اتجهت جميع أنظار الحاضرين لأجمل فتاة بالحفل، لقد سحرت الجميع من رجال ونساء بحضورها وجمالها الخلاب، تقدم الأمير نحوها وطلب منها الرقص برفقته، أخذا يرقصان طوال الليل ولم يشعرا بمرور الوقت، تتعالى ضحكاتهما، ولم ينغص عليهما صفوهما إلا عندما دقت الساعة معلنة عن تمام الساعة الثانية عشرة.
تركت سندريلا الحفل بأكمله خلفها، ركضت مسرعة هاربة قبل انتهاء مفعول السحر، والأمير خلفها يريد أن يعرف اسمها على الأقل، وأثناء نزولها على السلم خلع الحذاء من إحدى قدميها، لم تستطع العودة لأخذه فاضطرت لتركه والابتعاد مسرعة.
أمسك الأمير بالحذاء الذي لم يتبق غيره من فتاة أحلامه، وعادت سندريلا للمنزل لمعاناتها من جديد، ولكن الأمير لم ييأس من البحث عن فتاة أحلامه، أصدر خبرا أن الفتاة التي يكون الحذاء مناسبا لقدمها سيتزوج بها، والكل حظي بفرصته من الفتيات، وجاء الدور على منزل سندريلا وكل واحدة من أختيها حاولت جاهدة بقدر استطاعتها ولكن الحذاء لن يناسب إلا صاحبته الحقيقية التي صنع لأجلها.
وبالفعل جاء الدور على سندريلا والتي أول ما وضعته بقدمها أصبح مناسبا وملائما على غير المعتاد، فأخرجت الآخر ووضعته بقدمها الثانية، أخذها الحراس للقصر لزف خبر البشرى للأمير الذي ينتظر حبيبة قلبه على أحر من نار الجمر.
تزوجا وعاشا في سعادة بالغة للأبد.
اقرأ أيضا:
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الأول
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الثاني
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الثالث
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الرابع
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الخامس
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء السادس والأخير