ومازلنا نستكمل قصتنا الرائعة الشيقة “البجعات البرية”، ونتعرف على كل ما تحمله من حب وتضحيت وترابط بين الإخوة، وعن انتصار الخير دائما على قوى الشر.
من قصص عالمية قديمة مكتوبة:
البجعات البريـــــــة الجزء الثاني
بمجرد أن وصلت زوجة أبيهم رسمت الابتسامة الزائفة على وجهها وصاحت بأعلى صوت لديها: “أيها الصغار ألن تتعرفوا على أمكم الجديدة، لقد أحضرت لكم الهدايا الخاصة”، كانت الطيور والحيوانات تلعب معهم وتقوم على رعايتهم والاعتناء بهم جيدا، لقد كانوا بغابة خصصت لأجلهم وقد سميت بالغابة السعيدة.
صاح الصغار فرحا، وكل واحد منهم نادى على أخيه وهموا إليها مستقبلين فرحين، ولكنها كانت نيتها الغدر بهم جميعا والتخلص منهم نهائيا، كلما قدم نحوها واحد من الأمراء الستة ألقت عليه غطاءا أبيض اللون فيتحول على الفور إلى بجعة، أصابت الستة أما عن الأميرة فكانت آخر إخوتها نزولا من غرفتها الخاصة، وأول ما ألقت عليها الغطاء منعه عنها أخوها الأصغر فلم يصيبها، والتف الأخوة الستة بعدما أصبحوا بجعات يشتتون انتباه زوجة أبيهم لتتمكن أختهم الصغيرة من الهرب.
أخذت تركض الطفلة الصغيرة في الغابة خوفا من زوجة أبيها الشريرة وأفعالها المشينة، التف من فوقها إخوتها وكأنهم يودعونها، وأخذت تبكي وتصرخ قائلة: “إخوتي… إخوتي…”.
رحلوا بعيدا ولكنها لم تيأس ولم تقنط واستمرت طويلا في البحث عنهم، وعندما تعبت قدماها من السير جلست تحت شجرة وقد كانت الأمطار الغزيرة تملأ كل الأرجاء، جلست تبكي فتشكلت قطرات دموعها أصدقاء صغارا، تعجبت وسألتهم: “من أنتم؟!”.
أخبروها: “نحن أصدقائك الدموع، لا تحزني يا ليزا، ولا تيأسي فنحن أصدقائك نخفف عنكِ آلامكِ عندما تحزنين، نشد بأزركِ عندما تيأسين، نطمئنكِ عندما تخافين”.
رفعت “ليزا” يديها للسماء ودعت الله سبحانه وتعالى أن يجمعها ثانية بإخوتها كي تقر عينيها، فمنذ رحيلهم عنها وقد أصبح الحزن حليفها، ومن كثرة التعب الذي حل بجسدها الصغير نامت تحت الشجرة في ظلام مخيف.
استيقظت في صباح اليوم التالي وكانت الغابة من حولها متوجة بالجمال، اندهشت فمنذ أن عاشت بالغابة ولم ترها يوما بهذا الجمال، وإذا بالعصافير يلون إليها بحبات الفاكهة لتشبع جوعه الصغير، شكرتهم “ليزا” وبعدما أكلت وشربت من مياه الجدول أكملت مسيرتها في البحث عن إخوتها.
ومازالت “ليزا” نخطو خطواتها الصغيرة وتجوب في الأرض أملا في أن تقر عينها برؤية إخوتها حتى حل فصل الشتاء عليها، كانت ترتجف من شدة البرد، وأثناء سيرها رأت كهفا، هرعت إليه لتحتمي من شدة الجليد والصقيع فقد تجمدت أطرافها، وما إن دخلته حتى وجدت به أشياء وكأن أحد يعيش به.
وفجأة سمعت أصوات في البداية فزعت “ليزا” من هذه الأصوات، ولكن سرعان ما اكتشفت أن هذه الأصوات لإخوتها، وإذا بهم يعودون لطبيعتهم البشرية، ركضت تجاههم والفرحة تملأ قلبها الصغير الذي آلمته أوجاع الحياة: “إخوتي… إخوتي…”.
ضموها لصدرهم الحنون فرحين برؤيتهم لها من جديد، ولم شملهم بعدما فعلت بهم زوجة أبيهم ما فعلت، كان لقاءا حارا عبرت الدموع فيه عن كل مشاعرهم الجياشة، فكم كانت “ليزا” مشتاقة لهم وتأن للحظة واحدة من لحظاتها معهم، كانت دائما تفكر في كل أوقاتها بكل المواقف التي مروا بها سويا، وتحزن وتجد الدموع تتساقط من عينيها.
لقد كان الكهف هو مأوى إخوتها، الذين كانوا بمغيب الشمس يتحررون من لعنة السحر التي لحقت بهم، لقد كانوا جميعا سعداء بعودتهم لبعض من جديد…
الأخ الأكبر: “ليزا إن البجعات لا تحتمل الدفء، لذلك تهاجر في الربيع للشمال حيث هناك أكثر برودة، ونعود في الشتاء هنا”.
سعدوا جميعا وخبروها: “بإمكاننا أن نجتمع سويا هنا في الشتاء، ولكنكِ ليزا ستحتاجين إلى الكثير من الفراش لتكوني دافئة، لا تقلقِ في الصباح الباكر عندما نتحول لبجعات سنطير ونجلب لكِ الكثير من الفراش”.
وبالفعل طاروا جميعهم وكل واحد منهم عاد بشيء لأخته، إلا الأخ الأصغر الذي استغرق وقتا طويلا لحين عودته فقلقت أخته وانهارت من البكاء، حيث أنها ظنت بمغيب الشمس سيعود لحالته الطبيعية ويسقط من السماء أثناء طيره فيصاب بالأذى، ولكنه عاد فرحا وقد أخضر حذاءا شتويا ليحمي أخته من البرودة القارصة، ومنهم من أحضر لأجلها الثياب الثقيلة، ومنهم من أحضر لها كرسيا لتجلس عليه علاوة على الحطب والثقاب لإشعال النيران للتدفئة.
وما إن عادوا بشا من جديد وفكت عنهم اللعنة حتى وجدت أنهم فقدوا تيجانهم الذهبية، وعندما سألتهم عنها وعن سبب اختفائها، أخبروها: “ليزا إن التيجان الذهبية لن تجلب لنا الدفء لذا قايضناها بهذه الأشياء لنحصل على الدفء ونصبح أكثر سعادة…
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا:
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الأول
قصص عالمية كرتون أطفال مليئة بالتشويق والإثارة لا تفوتها
قصص عالمية فيها عبر ومواعظ هادفة للكبار قبل الصغار
قصص عالمية قبل النوم قصة الكلبة العجيبة