ومازلنا نستكمل قصتنا الرائعة الشيقة “البجعات البرية”، ونتعرف على كل ما تحمله من حب وتضحيت وترابط بين الإخوة، وعن انتصار الخير دائما على قوى الشر.
من قصص عالمية قديمة مكتوبة:
البجعات البريــــــــــــــــة الجزء الثالث
حل الربيع وكان لزاما على الإخوة الستة الرحيل والذهاب لشمال البلاد حيث البرودة الشديدة، لكن “ليزا” لم تسمح لهم بالرحي وتركها مرة أخرى فأخذت تبكي وتبكي ولم تستطع إيقاف دموعها، ولكنهم توجب عليهم الرحيل حينها سألتهم: “ألا يوجد حل لفك لعنة الساحرة؟!”.
أجابوها: “نعم، يوجد حل واحد، وهو طوال ستة سنوات يجب غزل ستة ثياب من خيوط الكتان، والتي يتم استخراجها من خلال قطف عدد كبير من نباتات الكتان، ومن ثم سحقها لاستخراج الخيوط منها، ومن يفعل ذلك لا ينطق بكلمة واحدة طوال الستة سنوات”.
أجابتهم على الفور: “أنا سأفعل ذلك”.
الأخ الأكبر: “ولكنكِ يا ليزا إن نطقتِ بحرف واحد أو صرختِ فسنموت في الحال”.
ليزا: “سأفعل يا إخوتي فلا تخافوا”.
ودعوا بعضهم البعض وكانت الدموع تفيض من أعينهم والقلب مفجوع وليس لهم من أمرهم شيء، وما إن ودعتهم حتى أقسمت على الرغم من صغر سنها أن تخلصهم من تعويذة الساحرة حتى يعودوا لحياتهم الطبيعية حيث أنها تحبهم كثيرا ولا تحتمل فراقهم أبدا.
ودعت “ليزا” صوتها وعاهدت نفسها أن تصبح كقطرات المياه الصغيرة دائمة العمل لدرجة أنها لا تشعر بالتعب، وعلى الرغم من علمها يقينا بأن نبات الكتان يوخز اليدين وأن يداها مازالتا صغيرتين إلا أنها عاهدت نفسها ألا تضيع ثانية واحدة إلا وتعمل فيها على إنقاذ إخوتها.
بدأت في جمع الكتان وجمعته بكميات مأهولة، وأخذت تسحقه وكلما تألمت بسببه لم تسكب سوى الدموع حتى صرخات الألم حرمتها على نفسها فداءا لإخوتها حتى لا تفقدهم بسبب صرخة ألم، وواصلت عملها الشاق حتى تمكنت من تحويل نباتات الكتان إلى كور من خيوط الكتان، ووضعتها في سلة، وحالما أنهت عملها كان قد حل الشتاء.
ارتدت ملابسها ومكثت خارج الكهف قبل عودة إخوتها بلحظات حتى تمكن نفسها من رؤيتهم وتقر أعينها قبل رحيلها عنهم، حيث أن الطفلة الصغيرة خافت أن تحدث إخوتها فتكون قضت على حياتهم وحياتها معهم أيضا، وما إن قدموا الإخوة الستة حتى أخذوا ينادون باشتياق على أختهم ولكنهم لم يجدوها فأخذوا يسكبون الدموع كحالها هي أيضا.
ركضت الطفلة بكامل قوتها وقد كانت الثلوج تهبط عليها من كل مكان، ولكن الأسى والحزن أنسياها طعم الألم كليا، وأثناء سيرها في الطريق ولا تعلم وجهتها بعد رأت أرنبا صغيرا أبيض اللون اقتادها إلى مخبأ صغير جميل للغاية داخل إحدى الأشجار الكبيرات.
وكانت على الرغم من شدة وبرودة الجو إلا أنها لم تتخاذل عن الغزل ولم تتراجع عنه أبد، كل وقتها تمضيه في عملها بجدية ولا تتكاسل يوما، كانت الطيور وحيوانات الغابة تجمع من أجلها الطعام وتحضر لها الشراب، وانقضى الشتاء وحل بعده شتاءا آخر وهكذا توالت السنوات حتى أنهت الفتاة خمسة من الثياب.
ولكن في أحد الأيام جاءت كلاب تنبح من على بعد فانصرفت كل الحيوانات والطيور مخافة من أصوات الكلاب، وقد كانت هذه الكلاب برفقة صيادين، وكلها لحظات حتى فوجئت الفتاة برجلين يمسكانها من معصمها ويريدانها أن تنزل من جوف الشجرة، نعم لقد أصبحت فتاة في غاية الروعة والجمال، ولكن كان عليها من الثياب المتهالكة ما يجعل من ينظر إليها يشفق عليها وعلى حالها.
لقد كان برفقتهم الملك الوسيم، ملك البلاد وقد تعجبوا جميعا من وجود فتاة بحسنها داخل الغابة ومن الملابس التي ترتديها تتبين أنها تمكث بها منذ سنوات طوال؛ لقد أخذها الملك الصغير خلفه على جواده لتسكن معه بالقصر خوفا عليها من الغابة الموحشة، لقد كان طيب القلب، وأحب “ليزا” ن النظرة الأولى، وعندما سألها عن اسمها ورجاها أن تجيب هزت برأسها ففهم أنها لا خرساء لا تتكلم، فزاد حبها بقلبه لدرجة أنه توج قلبه بها وبحبها.
وفي هذه الأثناء عادت “جريتا” لوالدتها والدموع تسيل من عينيها، قامت والدتها الساحرة فزعة: “ما بكِ يا ابنتي الجميلة؟!”
جريتا: “لقد طردني السيد بعدما علم أنني من حولت أبنائه لبجعات…”
يتبـــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا:
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الأول
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الثاني
قصص عالمية كرتون أطفال مليئة بالتشويق والإثارة لا تفوتها
قصص عالمية فيها عبر ومواعظ هادفة للكبار قبل الصغار
3 قصص عالمية فيس بوك مؤثرة للغاية